الأحد، 11 يونيو 2023

زار النبي ﷺ "الأبواء" ثماني مرات كان أولها مع أمه السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها عندما كان طفلًا في عمر ست سنين في طريقه لزيارة أخوال جده عبد المطلب بن هاشم، وهناك توفيت السيدة آمنة ودفنت.


وكانت الزيارة الثانية مع عمه أبي طالب وهو في عمر الثانية عشرة، والثالثة عندما خرج ليتاجر في تجارة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، بينما كانت الرابعة في غزوة الأبواء التي كانت في مثل هذا اليوم غرة شهر صفر في السنة الثانية للهجرة، وهي أولى غزوات النبي ﷺ.


أما الزيارة الخامسة للنبي ﷺ للأبواء فكانت في غزوة الأحزاب، والسادسة في عمرة القضاء والسابعة في عام الفتح، أما الثامنة فكانت في حجة الوداع.


والمستفاد من الروايات أنه ﷺ زار قبر أمه (عليها السلام) عدة مرات، كرجوعه ﷺ من عمرة الحديبية، وبعد فتح مكة، وبعد غزوة تبوك، وبعد الفراغ من حجة الوداع.

الجمعة، 17 أبريل 2020


لا تأمنن من الزمان تقلـــــبا ... إنّ الزمان بأهله يتقــــــلبُ

ولقد أراني والليوث تخافني ... وأخافني من بعد ذاك الثعلبُ

حسب الكريم مذّلة ونقيصةً .... ألا يزال إلى لئيم يطــــــــلب

واذا أتت أعجوبة فاصبر لها .. فالدهر يأتي بالذي هو أعجب

من خزعبلات الفراغ

من خزعبلات الفراغ 
هل نتنفس في الآخرة كما نتنفس الأكسجين في الدنيا؟!
الأكسجين O2 ووعاؤه "الرئة" هو أغلي ما في هذه الحياة .

يكفيه تيها وتفاخراً أن صدور الأنبياء الكرام والصالحين .. تشبعت به.
وانشرحت به صدورهم "ألم نشرح لك صدرك" "رب اشرح لي صدري"
وهل هناك شرح معنوي إن لم يكن هناك شرح حسي؟!

الأكسجين 20.95% حجماً من الهواء، وتعادل 23.16% كتلةً
نسبته في الماء تبلغ 88.8% ، وفي ماء البحر (86%) أقلّ منها في الماء العادي، وذلك بسبب وجود كمّيّات الملح.

الإجابة .. ندخل إليها من باب مفاتيح الغيب .. لأنه غيب!
أولاً: هناك آية تقول: "وأتوا به متشابهاً".
كل فكر البشر ذهب بالمتشابهات إلي المشتهيات من "أكل وشراب ونكاح" لكن .. لماذا لم تذهب الأفكار إلي الأشهي من الطعام ومن النكاح وهو النَفَس الزكي إلي شم أزكي روائح خلقها الإله .. إلي الإستمتاع بالنفس العميق علي شاطئ من شواطئ أنهار الجنة.

ثانياً: هناك آية تقول: "فيها أنهار من ماءٍ غير آسنٍ".
آاااه .. نعلم من الدنيا أن مركبات الماء هي "الهيدروجين والأكسجين" وغير آسن يعني غير متغير .. ولا يعتريه نتن .. وآية "متشابهاً" السابقة تقول أنه ماء كمائنا في الدنيا أليس كذلك؟!

ثالثاً: هناك آية كريمة تقول عن الكفار أهل الشقاء: "لهم فيها زفير وشهيق".
أوووووه .. وما الزفير والشهيق إلا تنفس .. لكنه زفير وشهيق من نار جهنم .. يعني لديهم جهاز تنفس .. يقوم بالزفير والشهيق .. لكن ليس كما يفعل أهل الجنة حتماً .. فاهل الجنة يتنفسون بلا مشقة .. بلا بمتاعب .. بلا ضيق نفس .. تنفس بلا اختناق أو كتم أنفاس أو انقطاع أو عناء أو أمراض أو أكدار .

رابعاً: واحد من أهل الجنة اشتهي أن يزرع .. آه والله اشتهي الزرع.
في صحيح البخاري عن أبي هريرة أَن النبِي كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية: أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرْع فقال له أولست فيما شئتَ قال بلى ولكني أحب أن أزرعَ فأسرعَ وبذر فتبادر الطرف نباته وَاستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول اللَّهُ تعالى دونك يا ابن آدم فإنه لا يشْبعك شيء.
أكيد هذا الفلاح أدي ما عليه في الزراعة .. لكن متطلبات الزراعة ومن خلال آية "متشابها" تقول أن هناك ماء للزرع وأكسجين حتي البذور كانت من ضمن أدوات الزراعة .. فزاد خيره وتكدس وصار مثل الجبال .. يا ابن آدم أنت لا يشبعك شيء.

الخميس، 16 مارس 2017

عائلة محترمة جداً جداً ..

عائلة محترمة جداً جداً ..
جاءهم ضيف فنادى الأب ولده وقال :
يا بني عندنا ضيف عزيز على قلبي
اذهب إلي السوق واشتر لنا أحسن لحم في السوق .

 ( وطبعاً الضيف يسمع )
ذهب الولد للسوق وبعد مدة رجع لكنه لم يشترِ شيئا !!
سأله أبوه : أين اللحم ؟
قال الولد : رحت للجزار وقلت له :
اعطني أحسن ما عندك من اللحم
قال الجزار : سأعطيك لحم كأنه الزبدة
قلت لنفسي إذا كان الأمر كذا لم لا أشتري الزبدة بدل اللحم؟!
وذهبت للبقالة .. وقلت : أعطني أحسن ما عندك من الزبدة
قال راعي البقالة : أعطيك زبدة كأنها العسل من حلاوتها .
قلت في نفسي : إذا كان الموضوع كذا .. أفضل لي أروح اشتري عسل
وذهبت لراعي العسل .. وقلت له : اعطني أحسن ما عندك من العسل.
فقال الرجل : أعطيك « عسل » كأنه الماء الصافي
 
فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك فعندنا الماء الصافي في البيت من أجل ذلك عدت بدون أن أشترِ شيئا !!
قال له أبوه : ما شاء الله عليك ياولدي
الله يبارك فيك .. أنت كريم مثل أبوك .
 والضيف يسمع ، ووجهه يتقلب من القهر .
همس الأب في أذن ولده : لكن .. فاتك شيء يا ولدي
لقد استهلكت نعالك وقطعتها من كثرة المشاوير من دكان إلى دكان .
قال الولد : لا عليك يا أبتاه أنا لابس نعال الضيف ... ههههههههه

السبت، 28 فبراير 2015

قصة روعة
❥ شاب اسمه احمد تخرج من كليه الهندسه واراد السفر للخارج. للبحث عن عمل واتيحت له الفرصه وسافر
..
❥ لما وصل احس بالغربة والوحدة في عالم غير عالمه وبدأ يلف في الشوارع حتى ظهر له شاب اسمه خالد ابن بلده
واخذه وجعله يعمل معه وظلوا اصدقاء يتقاسمان الحلوة والمرة
واتفقا ان يجمعا رواتبهما ليكونا مشروع صغير
❥ كبرا هما الاثنين مع بعض وفتحا شركة صغيرة. والصغيرة كبرت وصارت مجموعة شركات
❥ لما اطمأن احمد على اعماله مع صديقه قال لخالد انا سأنزل البلد اطمئن على اهلى وارجع
وافق خالد
و نزل احمد لبلده واطمأن على اهله ورجع لشغله بعد فترة من الزمن قضاها مع اهله
❥ وعند توجهه لصديقه خالد تفاجأ بوجود صورة لفتاة على مكتب صديقه سبحان من صورها .. بنت فى منتهى الجمال، هنا دخل عليه خالد وانتبه لاعجاب صاحبه بها
سأله تحب تتجوزها ؟ قال له يا ليت ... لكن من هذه؟
قال له هذه خطيبتى و من اليوم محرمة علي و هى لك
يا صاحبي
❥ فى البداية رفض احمد و قال لا يليق هذه خطيبتك
فقال له قبل ان تأتي كانت خطيبتى لكن من اليوم هى خطيبتك انت
❥ فوافق احمد
و فعلا تزوج البنت
بعد فتره قرر احمد ان ينزل البلد و يدير الشغل هناك ويفتح شركات فيها
❥ فوافق خالد
قال له طيب أتنزل معي؟؟ قال خالد انا ليس لي احد هناك انزل انت انا اظل هنا ادير اعمالي
وافقا هما الاثنين على الاقتراح وبالفعل نزل احمد و ادار شغله
فى بلده
❥ وفجأه بدأ خالد فى الغربة يخسر ويخسرحتى خسر كل الذي عمله
ما وجد امامه الا الرجوع لصديقه الموجود في البلد
لان حالته كانت يرثى لها
❥ المهم نزل للبلد و بالصدفه قابل احمد في الطريق
واول ما رآه غير احمد طريقه وهرب منه تأثر خالد يتصرف صديقه
ومرت الايام والتقى خالد بشيخ عجوز وقال له ما بك يا بني ؟
وحكى له كل الذي جرى له
❥ رد عليه الشيخ انت ابن حلال وتستاهل كل خير
فاقترح عليه ان يشتغل عنده ويدير اعماله
وهكذا تبدأ حياتك من جديد فرح خالد بهذه الفرصه
وبعد سنتين يموت الرجل الطيب ويكتب كل املاكه للشاب
لما وجد فيه من ثقه واخلاص في العمل
..
❥ وحاول خالد ان يرد الجميل لاهل العجوز بشتى الطرق
..
وفي يوم تدخل عليه زوجة الشيخ وتطلب منه ان يتزوج ابنتها لانه لا يوجد احد تعتمد عليه بعد وفاتها وانه انسب رجل
لابنتها
❥ وافق الشاب على طلبها وهذا اقل شيء
يرده لعائلة الرجل الطيب
لما وصل موعد الفرح طلب خالد من حماته
ان تعزم احمد للعرس وافقت المراة على هذا الشرط
لكن سألت من هذا احمد ؟؟؟
❥ قال هذا صديقي وقفت معه في الشده وخانني
وفى يوم الفرح
واول ما التقى خالد باحمد داخل عليه اوقف الحفل ومسك المايكروفون وقال

❥❥

سلام لصاحبي
اعتبرته في الغربه مثل اخي غدر بي
سلام لصديقي
الذي كنت اتقاسم معه الحلوه والمره وهرب لما رآني
سلام لصديقي
الذي حرمت نفسي من خطيبتي وزوجتها له لانها أعجبته
سلام لصديقي
لما وجدني خسرت غير طريقه من امامي وبعد عني
قال هذه الكلمات وهو متاثر وسكت
وطلب من الناس ان تكمل الحفل
...
تقدم احمد ووقف ااحفل واخد المايك وقال

❥❥

سلام لصديقي
الذي لما رايته غيرت طريقي خوفا على مشاعره لكي لا يراني انا فوق وهو صار تحت
سلام لصاحبي
الذي بعثت له والدي في الطريق لكي يشغله بدون ان يعرف من الذي وراءه ويعتبرها صدفة
سلام لصديقي
الذي تركت والدي يكتب له كل املاكه لكي يبدا من جديد
سلام لصاحبى
الذي بعثت له امي تزوجه اختي لكي لا يشعر بانه اقل مني
ويحس اني ارد له الجميل
...
..
.
اندهش خالد بما سمع وارتمى في احضان صديقه يعانقه ويطلب منه ان يسامحه
●▬▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬▬●
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد مخلصا
..
لاتحكم على الاخرين
من خلال ما تسمع وتسئ الظن .
●▬▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬▬●

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

بالعقل

بالعقل ..

من خان الله ..
كيف لا يخون الناس؟!!!!


من نقض عهدا مع السماء.
كيف يحفظ عهدا مع الأرض؟
كيف لا يخوووون الأرض؟؟؟!!


من أعلن حربا علي السماء.
كيف يسلم منه .. من في الأرض؟!!


من كره أن يسمع كلمة الله ..
كيف يحب سماع كلمة الأرض؟!!!!


من سب الله .. وسب الدين .. وسب الرسول..
كيف يمدح الشعراوي .. أو صحيح البخاري أو الآيات؟!!!


من لا يعترف بوطن إلا ... للكباريه .. 
كيف يقدس وطنا ... أقدس ما فيه .. بيتا لله؟؟؟!!!


من جعل الأخ عدوا ..  والمحتل خليلا!!
كيف يمكن أن يصنع خلطة بشرية متجانسة لوطن مستقر؟؟.


من عطل (وإن احكم بينهم بالحق ولا تتبع الهوي) ولم يقتنع.
كيف نصدق أنه ينشد الحق والعدل .. وأنه تلميذ الفاروق؟؟!!!


من يستهزئ بمجرد قطعة قماش تواري السوءات والعورات.
كيف يمكن ان يحترم .. عفة البتول ... أو يحافظ عليها؟؟.


من سمي الخمر روحا .. وجعل الربا الأضعاف .. كله فوائد..
وجعل الفكر جريمة .. وحرية البني آدم كارثة .. 
كيف يمكن له أن .. يبني قواعد المجد .. وحده ... وبدون (الله)؟؟.

الأحد، 26 أكتوبر 2014

الدولة والغابة ..

الدولة والغابة ..

الدولة عقد اجتماعي، ينقل الأفراد من حياة الغابة،
وحالة حرب الكل ضد الكل، إلى حالة الالتزام بما يضمن البقاء للجميع ..
ومن فكرة العقد الاجتماعي تولدت (القوانين) التي تنظم العلاقة بين الدولة والأفراد من جانب، وبين الأفراد بعضهم بعضاً من جانب آخر ..

تعريفات الأفكار .. والتوجهات:

 1- الاتجاه الليبرالي :

ينظر إلى الدولة كحكم (محايد) بين المصالح والجماعات المتنافسة في المجتمع، وهو ما يجعل الدولة ضمانة أساسية للنظام الاجتماعي، ومن ثم تضحي الدولة في أسوأ الاحتمالات "شرا لا بد منه".

2- الاتجاه الماركسي :

يصور الدولة كأداة للقمع الطبقي بوصفها دولة "برجوازية" .. (البورجوازية هي الطبقة المسيطرة والحاكمة في المجتمع الرأسمالي، وهي طبقة غير منتجة) ، أو هي أداة للحفاظ على نظام التفاوت الطبقي القائم حتى حال افتراض الاستقلال النسبي للدولة عن الطبقة الحاكمة.

3- الاتجاه الاشتراكي الديمقراطي :

يعتبر الدولة عادة تجسيدا للخير العام أو المصالح المشتركة للمجتمع من خلال التركيز على قدرة الدولة على معالجة مظالم النظام الطبقي.

4- الاتجاه المحافظ :

عادة ما يربط الدولة بالحاجة إلى السلطة والنظام لحماية المجتمع من بوادر الفوضي، وهو ما يفسر تفضيل المحافظين للدولة القوية.

5- اليمين الجديد :

أبرز السمات غير الشرعية للدولة الناجمة عن توسعها في التعبير عن مصالحها بغض النظر عن المصالح الأوسع للمجتمع، وهو ما يؤدي غالبا إلى تدهور الأداء الاقتصادي.

6- الاتجاه النسوي :

نظر إلى الدولة كأداة للهيمنة الذكورية حيث تُوظف الدولة الأبوية لإقصاء النساء من المجال العام أو السياسي أو استبقائهم مع إخضاعهم.

7- الأناركية :

حركة فلسفية لا تري جدوي للدولة وتذهب إلى أن الدولة لا تعدو أن تكون جهازا قمعيا أُضفيت عليه الصفة القانونية كي يخدم مصالح الأطراف الأكثر تمتعا بالمزايا والقوة والثراء.

السبت، 25 أكتوبر 2014

بقاء النعم

النعم .. كي لا تزول ..
(والإيمان أعظم النعم علي الإطلاق .. وزوالها كارثة).
قال المولي سبحانه: (رب بما -أنعمت عليّ- فلن أكون ظهيرا للمجرمين).
الآية باختصار تقول: إن أعظم مثبتات النعم عدم مظاهرة المجرمين .. وألا يكون الإنسان ظهرا يتكئ عليه مجرم أو ظالم .. أو نعلا ومداسا يمشي عليه فاسق ليصل به إلا ماخوره .. وألا يكون لمجرم .. درعا وسيفا .. وعصاً وكلمة .. وعدة وعددا .. هكذا قال موسى عليه السلام لربه: (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) .. وما ظاهر أحد مجرما البتة وهداه الله .. إلا إذا خلع نفسه عنه شيئا ما .. وفي الحديث كما في القرطبي: (ينادي مناد يوم القيامة أين الظلمة وأشباه الظلمة وأعوان الظلمة .. حتى من لاق لهم دواة .. أو برى لهم قلما .. فيجمعون في تابوت من حديد .. فيرمى به في جهنم) ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من مشي مع مظلوم ليعينه على مظلمته ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيام يوم تزل فيه الأقدام ومن مشي مع ظالم ليعينه على ظلمه أزل الله قدميه على الصراط يوم تدحض فيه الأقدام) .. أما أعظم أسباب زوال النعم فطلب تثبيتها من غير واهبها.

الأربعاء، 15 يناير 2014

ارادة الحياة ... أبو القاسم الشابي.

ارادة الحياة ... أبو القاسم الشابي.


إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ  ---    فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر

وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي    -----      وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر

وَمَنْ  لَمْ  يُعَانِقْهُ  شَوْقُ  الْحَيَـاةِ   ---     تَبَخَّـرَ  في  جَوِّهَـا   وَانْدَثَـر


فَوَيْلٌ  لِمَنْ  لَمْ   تَشُقْـهُ   الْحَيَاةُ    ---    مِنْ   صَفْعَـةِ  العَـدَم  المُنْتَصِر

كَذلِكَ  قَالَـتْ  لِـيَ  الكَائِنَاتُ    ----    وَحَدّثَنـي  رُوحُـهَا    المُسْتَتِر


وَدَمدَمَتِ   الرِّيحُ   بَيْنَ   الفِجَاجِ  ---   وَفَوْقَ  الجِبَال  وَتَحْتَ   الشَّجَر

إذَا مَا  طَمَحْـتُ  إلِـى  غَـايَةٍ    ---   رَكِبْتُ   الْمُنَى  وَنَسِيتُ   الحَذَر


وَلَمْ  أَتَجَنَّبْ  وُعُـورَ  الشِّعَـابِ   ---    وَلا كُبَّـةَ  اللَّهَـبِ   المُسْتَعِـر

وَمَنْ  لا  يُحِبّ  صُعُودَ  الجِبَـالِ   ---     يَعِشْ  أَبَدَ  الدَّهْرِ  بَيْنَ   الحُفَـر


فَعَجَّتْ  بِقَلْبِي   دِمَاءُ   الشَّبَـابِ    ---    وَضَجَّتْ  بِصَدْرِي  رِيَاحٌ   أُخَر

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ  الرُّعُودِ ---- وَعَزْفِ  الرِّيَاح  وَوَقْعِ  المَطَـر


وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا  سَأَلْتُ :  --- " أَيَـا أُمُّ  هَلْ تَكْرَهِينَ  البَشَر؟"

"أُبَارِكُ  في  النَّاسِ  أَهْلَ  الطُّمُوحِ --- وَمَنْ  يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ  الخَطَـر


وأَلْعَنُ  مَنْ  لا  يُمَاشِي  الزَّمَـانَ  ----  وَيَقْنَعُ  بِالعَيْـشِ  عَيْشِ  الحَجَر

هُوَ الكَوْنُ  حَيٌّ ، يُحِـبُّ  الحَيَاةَ    ----    وَيَحْتَقِرُ  الْمَيْتَ  مَهْمَا  كَـبُر


فَلا  الأُفْقُ  يَحْضُنُ  مَيْتَ  الطُّيُورِ   ---     وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر

وَلَـوْلا   أُمُومَةُ    قَلْبِي   الرَّؤُوم  ----    لَمَا ضَمَّتِ  المَيْتَ تِلْكَ  الحُفَـر


فَوَيْلٌ لِمَنْ  لَمْ  تَشُقْـهُ   الحَيَـاةُ   ----   مِنْ   لَعْنَةِ   العَـدَمِ   المُنْتَصِـر!"

وفي   لَيْلَةٍ   مِنْ   لَيَالِي  الخَرِيفِ   ---     مُثَقَّلَـةٍ  بِالأََسَـى   وَالضَّجَـر


سَكِرْتُ  بِهَا  مِنْ  ضِياءِ   النُّجُومِ   ----  وَغَنَّيْتُ  لِلْحُزْنِ   حَتَّى  سَكِـر

سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ  تُعِيدُ   الْحَيَاةُ   ----   لِمَا   أَذْبَلَتْـهُ   رَبِيعَ    العُمُـر؟


فَلَمْ   تَتَكَلَّمْ     شِفَـاهُ    الظَّلامِ    ----    وَلَمْ  تَتَرَنَّـمْ  عَذَارَى   السَّحَر 

وَقَالَ  لِيَ  الْغَـابُ   في   رِقَّـةٍ    ----    مُحَبَّبـَةٍ  مِثْلَ  خَفْـقِ  الْوَتَـر


يَجِيءُ  الشِّتَاءُ  ،  شِتَاءُ الضَّبَابِ ---- شِتَاءُ  الثُّلُوجِ  ، شِتَاءُ  الْمَطَـر   

فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ --- وَسِحْرُ  الزُّهُورِ   وَسِحْرُ  الثَّمَر   


وَسِحْرُ  الْمَسَاءِ  الشَّجِيِّ   الوَدِيعِ ---- وَسِحْرُ  الْمُرُوجِ  الشَّهِيّ  العَطِر

وَتَهْوِي    الْغُصُونُ     وَأَوْرَاقُـهَا  ----    وَأَزْهَـارُ  عَهْدٍ  حَبِيبٍ  نَضِـر


وَتَلْهُو  بِهَا  الرِّيحُ  في   كُلِّ   وَادٍ  ----     وَيَدْفنُـهَا  السَّيْـلُ  أنَّى  عَـبَر

وَيَفْنَى   الجَمِيعُ   كَحُلْمٍ   بَدِيـعٍ     ---   تَأَلَّـقَ  في  مُهْجَـةٍ   وَانْدَثَـر


وَتَبْقَى  البُـذُورُ  التي   حُمِّلَـتْ    ----   ذَخِيـرَةَ  عُمْرٍ  جَمِـيلٍ  غَـبَر

وَذِكْرَى  فُصُول ٍ ،  وَرُؤْيَا   حَيَاةٍ  ---  وَأَشْبَاح   دُنْيَا   تَلاشَتْ   زُمَـر


مُعَانِقَـةً  وَهْيَ  تَحْـتَ الضَّبَابِ     ----   وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ  الْمَدَر

لَطِيفَ  الحَيَـاةِ الذي  لا  يُمَـلُّ   ---     وَقَلْبَ  الرَّبِيعِ   الشَّذِيِّ   الخَضِر


وَحَالِمَـةً  بِأَغَـانِـي  الطُّيُـورِ   ----     وَعِطْرِ  الزُّهُورِ  وَطَعْمِ   الثَّمَـر

وَمَا  هُـوَ  إِلاَّ  كَخَفْـقِ  الجَنَاحِ   ----    حَتَّـى  نَمَا شَوْقُـهَا  وَانْتَصَـر 


فصدّعت  الأرض  من    فوقـها   ---  وأبصرت الكون  عذب  الصور

وجـاءَ    الربيـعُ      بأنغامـه     ----   وأحلامـهِ  وصِبـاهُ   العطِـر


وقبلّـها   قبـلاً   في   الشفـاه    ----    تعيد  الشباب الذي  قد   غبـر

وقالَ  لَهَا : قد  مُنحـتِ   الحياةَ   ----     وخُلّدتِ  في  نسلكِ  الْمُدّخـر


وباركـكِ  النـورُ   فاستقبـلي    ----    شبابَ  الحياةِ  وخصبَ   العُمر

ومن  تعبـدُ  النـورَ   أحلامـهُ     ----   يباركهُ   النـورُ   أنّـى   ظَهر


إليك  الفضاء  ،  إليك  الضيـاء  ----   إليك  الثرى   الحالِمِ   الْمُزْدَهِر

إليك  الجمال  الذي   لا   يبيـد    ----    إليك  الوجود  الرحيب  النضر


فميدي كما  شئتِ  فوق  الحقول  ----   بِحلو  الثمار  وغـض الزهـر

وناجي  النسيم  وناجي  الغيـوم  ----   وناجي النجوم  وناجي  القمـر


وناجـي   الحيـاة   وأشواقـها    ----    وفتنـة هذا الوجـود  الأغـر 

وشف  الدجى  عن  جمال عميقٍ  ----   يشب  الخيـال ويذكي   الفكر


ومُدَّ  عَلَى  الْكَوْنِ  سِحْرٌ  غَرِيبٌ   ----     يُصَـرِّفُهُ  سَـاحِـرٌ  مُقْـتَدِر

وَضَاءَتْ  شُمُوعُ النُّجُومِ  الوِضَاء ---- وَضَاعَ  البَخُورُ  ، بَخُورُ   الزَّهَر


وَرَفْرَفَ   رُوحٌ   غَرِيبُ   الجَمَالِ   ---    بِأَجْنِحَـةٍ  مِنْ  ضِيَاءِ   الْقَمَـر

وَرَنَّ  نَشِيدُ   الْحَيَاةِ    الْمُقَـدَّسِ   ----    في  هَيْكَـلٍ حَالِمٍ  قَدْ  سُـحِر


وَأَعْلَنَ  في  الْكَوْنِ  أَنَّ   الطُّمُوحَ     لَهِيبُ الْحَيَـاةِ  وَرُوحُ الظَّفَـر

إِذَا   طَمَحَتْ   لِلْحَيَاةِ    النُّفُوسُ        فَلا  بُدَّ  أَنْ  يَسْتَجِيبَ  الْقَـدَرْ 


الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

مصر : أضاعوني وأي بلد أضاعـوا

مصر : أضاعوني وأي بلد أضاعـوا



وخلونـي ومعتـرك المنايـا
وقد شرعوا أسنتهم لنحـري




كأني لم أكن فيهـم وسيطـا
ولم تك نسبتي في آل عمـرو


ألا لله مظلمتـي وهـصـري
عسى الملك المجيب لمن دعاه
سينجيني فيعلم كيف شكـري
فأجزي بالكرامـة أهـلودي
وأجزي بالضغينة أهلضـري


ابصرت وجها لها في جيده تلمع ..... تحت العقود وفي القرطين تشهير
وجه تحير فيه الماء في بشر ..... صاف له حين أبدته لنا نور




السبت، 25 أغسطس 2012

الصحيح في كتابة كلمة ( الرحمن )


من كتاب تناول الجوزاء: " اعلم أن الكتابة بالعربية قريبة الحدوث قبل الإسلام؛ لأن العرب كانوا أهل حفظ ورواية أغناهم حفظهم عن الكتابة، وكانت أشعارهم دواوين تواريخهم، وضابطة لأيامهم، وحروبهم .. ثم اعلم أن أول من خط العربية هو مرارة بن مرة على الصحيح، وكان يسكن الأنبار، وقيل: إنه أخذه من خط المسند وهو خط تبابعة اليمن، إلا أن خط مرارة أحرفه كلها متصلة، ويسمى (خط الجزم)، وخط التبابعة: أحرفه كلها منفصلة، ويسمى (خط المسند).

ومن الأنبار انتشرت الكتابة في العرب قبل الإسلام، حتى جاء الإسلام فانتشرت في مكة، والمدينة، وجميع البلاد التي افتتحها المسلمون .. واستمر هذا إلى أن ظهر علماء الكوفة، واشتغلوا باستنباط القواعد للخط العربي، فسمي بـ(الخط الكوفي)، ثم تبعهم في تدوين قواعد الخط أيضا علماء البصرة."


وقال أيضا: "وكل هذه العلامات التي وضعها الخليل، وأصحابه، هي عبارة عن حروف صغيرة، أو أبعاض حروف بينها وبين مدلولاتها مناسبة ظاهرة .. بخلاف طريقة أبي الأسود، وأتباعه، فإن علاماته التي وضعها وأتباعه إنما هي مجرد اصطلاح لم يظهر منه مناسبة بين الدال، والمدلول."

ومن رسالة ملخص الإملاء لأبي الحاتم الحضرمي :
الخطوط ثلاثة أنواع:
خط الصحف العثماني: ولا يقاس عليه؛ لأنه رسم على قواعد مرتبطة بالقراءات، فقد تحذف بعض الحروف من الكلمة، وقد توصل كلمة بأخرى، بحسب القراءات التي وردت فيها.
خط العروضيين: وهم يكتبون الشعر بلفظه؛ ليسهل وزنه.
الخط الإصطلاحي: وهو الإملاء

والأصل في الكتابة هو رسم الكلمة المنطوقة وتصويرها كما سمعت؛ ليتاح للقارئ نطقها.
لكن بعض الحروف تكتب خلاف ما سمعت، فوضعت لها قواعد وضوابط تحكمها؛ ليسهل تعلمها، وهذه الضوابط هي التي تعرف بقواعد الرسم الإملائي.

قال أبو شعيب المطحني تناول الجوزاء ببسط وتسهيل قواعد الترقيم والإملاء :
" حذف الألف اللينة ويكون وجوبا في خمس كلمات:
1- تحذف من كلمة رحمان (1) - علم على ذات الله - إذا كانت معرفة بـ(أل)، نحو: عبدالرحمن، فإن لم تسبق بـ (أل) فلا تحذف نحو: يا رحمان الدنيا ورحيم الآخرة.
2- تحذف من لفظ الجلالة، فتكتب: الله، أصلها في اللفظ: اللاه حذفت لكثرة الاستعمال.
3- وتحذف من (إله)، سواء كانت نكرة، كقوله تعالى:" أئله مع الله"،أو معرفة بـ(أل)، نحو الإله تجب عبادته، أو كانت مضافة، كقوله:"إله الناس" وكقوله:"إن إلهكم لواحد".. أصلها في اللفظ: إلاه، الإلاه، إلاهكم. 
فائدة: ولا تحذف الألف من كلمة (الآلهة) بمعنى العبادة أو غيرها.
4- تحذف من كلمة (أولاء) إذا اتصلت بالكاف بعدها، نحو:"أولئك هم الصالحون"، أصلها: أولائك.
5- تحذف منكلمة (لكن) سواء أكانت نونها ساكنة أومشددة، نحو: زيد كريم لكنه جبان، أصلها:لاكن

من آداب الكتابة:
- يكره فصل الأسماء المضافة إلى أسماء الله تعالى في الكتابة، سواء أكانت للتعبيد مثل: (عبدالله)، (عبدالرحمن)، أو (أمةالرحمن)، أو لغير التعبيد مثل: (رسول الله) .. بين رسول ولفظ الجلالة استعملت اصغرحجم للخط(2) ؛ لأن (ل) و(ا) بدون فصل تكتب لا .
- ويحصل الإساءة بأن يكتب الجزء الأول في آخر السطر مثل: (عبد، أو رسول) ويكتب الجزء الثاني في بداية السطر الثاني كلفظ الجلالة (الله، أو الرحمن...).
- ويستحسن وضع مسافات بين الكلمة والكلمة الأخر لتحسين الخط، وليتم فصل بعض الكلمة عن بعض.

لا يسار في الإسلام


الإسلام وسط .. وهو القسط ( تساوي كفتي الميزان ) لا شرقية ولا غربية .. الإسلام إيمان قوي أو آخر ضعيف .. والضعيف أدناه كلمة وخلق وعمل .. وأدني العمل الفرائض المكتوبة .. فلا يوجد في الإسلام  إلا يمين .. أما اليسار فهو دائرة ابن أُبي ـ كلمة منزوعة الدسم وعمل بلا نية ـ
الإسلام إما ملتزم بالنص كما هو أو مجتهد أطلق عنان العقل في الدائرة المسموح بها .. منهم من صلي العصر في وقته عندما حان أو في بني قريظة وإن فات وقته تحريا للنص ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ) وكلاها قد أصاب وفي دائرة اليمين كما ذكرنا .

قد يجهل الكثير أو يتجاهل أو يتكاسل عن بعض ما أنزل الله من مثل العدل والمساواة وأخلاق الصدق والأمانة وروح التسامح والتآلف وغيرها ولكنه يحاول أن يصل إلي كل ذلك ويتربي علي قدر جهده .. لكنه لا ينكرها أو يكفر بها أو يتعالي عليها .. بل يعلم أنها هي روح هذا الدين .. ويعلم أنها ثمرات كلمة الإخلاص والأعمال الصالحة ويعلم أنه من لم تنهه صلاته وصيامه وحجه عن الفحشاء والمنكر فلا صلي ولا صام ولا حج .. بخلاف من يكتفي ببعض الأخلاق عن العقائد والأعمال .

اليمين واليسار ظهرا خلال الثورة الفرنسية عندما أيد عموم من كان يجلس على اليسار من النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية (كانوا يعرفون باليعاقبة ) التغيير الذي تحقق عن طريق الثورة الفرنسية ، ذلك التغيير المتمثل بالتحول إلى النظام الجمهوري والعلمانية. فيما كان من يجلس على اليمين يتبنى وجهة النظر المحافظة من الجدير بالذكر أن هذا الترتيب في الجلوس لايزال متبعا إلى هذا اليوم في البرلمان الفرنسي.

في القرن العشرين انقسم العالم خلال الحرب الباردة بين المعسكر السوفياتي اليساري و المعسكر الاميركي اليميني .. وبالمختصر اليسار في كل عصر هو الداعي الى التغيير ... ثم انتقل التعبير للدلالة على التغيير الاقتصادي والاجتماعي. واستعمالات مصطلح اليسار تعقدت بحيث أصبح من الصعوبة بل من المستحيل استعمالها كمصطلح موحد لوصف التيارات المختلفة المتجمعة تحت مظلة اليسارية ، فاليسارية في الغرب تشير إلى الاشتراكية أو الديمقراطية الاجتماعية (في أوروبا) و الليبرالية (في الولايات المتحدة) .. واليسارية في الأنظمة الشيوعية تطلق على الحركات التي لاتتبع المسار المركزي للحزب الشيوعي وتطالب بالديمقراطية في جميع مجالات الحياة.

والبعض عندنا يرفض رفضا قاطعا أي صلة بالماركسية و الشيوعية و اللاسلطوية ويطلقون على أنفسهم الإسلاميون التقدميون وهو تيار فكري ذو مرجعية إسلامية. ظهر بمصر ومن أبرز منظريه المفكر حسن حنفي .. وفي معظم دول الشرق الأوسط تأتي اليسارية مرادفة للعلمانية.
 هؤلاء الذين اهتموا بالجانب الاجتماعي في الإسلام واعتقدوا أنه بالإضافة إلى كونه ديانة سماوية تنظم العلاقة بين الله والإنسان , فهو فلسفة اجتماعية تنظم العلاقة بين الناس بعضهم والبعض الآخر لصالح الغالبية العظمى التي تتكون من الفقراء والمستضعفين .
لذلك أطلقوا علي الإمام علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وابو ذر الغفاري باليساريين ولأن عثمان بن عفان ومن سبقه أطلق الملكيات ولم يقم عليها حدودا ما ..

والرأسمالية وحريه التجاره هي المبدأ الذي كان يؤمن به العرب قبل الاسلام وكان لابد من السير بهذا الاتجاه ولكن عند توسع رقعة الدولة الاسلامية تم تبني مبدأ قد نسميه إشتراكيه لتقليل الفروقات الطبقيه بين الناس الذي هو من أساسيات الدين الاسلامي.

والاسلام دين الوسطيه وليس فيه هذه المسميات ( الإسلام التقليدي، الإسلام الحركي، الإسلام السياسي، الإسلام الأصولي، الإسلام السلفي، اليسار الإسلامي , يسار , يمين , وسط , يمين الوسط ، ويسار الوسط ، ويمين اليسار ، ويسار اليمين ) فهذه من تسميات غيرنا يقصد بها على العموم باليمين المتمسكين بالتقاليد والأعراف السائدة واليسار من يبحث عن التجديد والتغيير وكان أيضا من مفهوم اليمين واليسار بان يطلق على اليمين الافكار الرأسماليه واليسار الافكار الاشتراكية.

والاسلام ليس فيه رجال دين بل كل مسلم هو رجل دين .. بل يوجد علماء ومشايخ .. ورجال الدين تطلق عند اليهود والنصارى وغيرنا من الديانات .. والتمسك بالدين والدفاع عنه لا يكون بالضرورة تطرفا ولكنه كذلك عند العلمانيين والملاحدة وهذه الأيام عند اصحاب العولمه والمروجين لها.

الجمعة، 24 أغسطس 2012

"اليمين واليسار في الفكر الديني"


"اليمين واليسار في الفكر الديني"

 حسن حنفي, دار علاء الدين, دمشق, 1996, 64 ص.


1- ولد الدكتور حسن حنفي بالقاهرة عام 1935 وفيها نشأ وتعلمتخرج من جامعة القاهرة حيث حصل بها على الليسانس سنة 1956. ثم سافر إلى فرنسا ليحصل بها على درجة الدكتوراه, من جامعة باريس- السربون في العام 1966, ليعود مدرسا بقسم الفلسفة بآداب القاهرة سنة 1967, ثم أستاذا مساعدا بالعام 1973, ثم أستاذا سنة 1980, فرئيسا لقسم  بها سنة 1988. من تاريخه, وهو أستاذ متفرغ بقسم الفلسفة بآداب القاهرة.

وبفضل إتقانه للفرنسية والألمانية والإنجليزية, فقد عمل أستاذا زائرا بالعديد من جامعات العالم, بألمانيا والمغرب واليابان وغيرها.

وقد اهتم حسن حنفي كثيرا بالتراث, وعكف على قراءة العربي والإسلامي منه, وأصدر حوله العديد من المؤلفات من بينها "التراث والتجديد" (القاهرة 1980), "من العقيدة إلى الثورة" (خمسة أجزاء,القاهرة 1988), و"الدين والثورة فى مصر" (ثمانية أجزاء, 1989), و"من النقل إلى الإبداع" (تسعة أجزاء1999), و"الدين والثقافة والسياسة فى الوطن العربى" (القاهرة, 1998)

كما صدرت له بالإنجليزية, "الحوار الدينى والثورة" (القاهرة, 1977), و"الإسلام فى العصر الحديث" (القاهرة 1995). وبالفرنسية, "مناهج التأويل" (باريسالقاهرة, 1965), و"تأويل الظاهريات (باريسالقاهرة 1966) وغيرها.

2- ينقسم كتاب "اليمين واليسار في الفكر الديني", إلى فصلين اثنين, أفردهما الكاتب لمناقشة العديد من القضايا التي ميزت اليمين عن اليسار في الفكر الإسلامي, وايضا لإشكالية المال في الإسلام, كحالة تطبيقية لهذه النظرة:

بالفصل الأول ("اليمين واليسار في الفكر الديني"), يقول الكاتب: "ليس اليمين واليسار مقولتين في السياسة وحدها, بل هما موقفان في المعرفة الإنسانية والعلوم الاجتماعية بوجه عام, وفي المواقف العملية والحياة اليومية بوجه خاص", من الأهمية بمكان الوقوف عندهما للتساؤل "حول ارتباط الفكر الديني بالواقع الاجتماعي والأثر المتبادل بينهما, حتى لا نظن أن الفكر الديني شيء مقدس, بل هو نتاج إنساني مثل الإيديولوجيات التي تنبع من واقع اجتماعي, ثم تعود لتؤثر فيه من جديد".

ويعتبر المؤلف أن "اليمين واليسار ليسا موقفين فكريين متمايزين, بل هما أيضا اتجاهان في التفسير. فاليسار في الفكر قد يستغله اليمين لصالحه, واليمين في الفكر قد يعيد تفسيره اليسار لصالح أيضا. فاليمين واليسار موقفان فكريان متمايزان من الأساس, وأيضا منهجان في التفسير".

ثم, يتابع بالقول, "إن اليمين واليسار في الفكر الديني أساسا, هما وضعان اجتماعيان يدلان على وجود طبقتين اجتماعيتين, تحاول كل طبقة أن تدافع عن حقوقها بالأبنية النظرية المتاحة في المجتمعات التقليدية, وهي العقائد الدينية...فهي قضية عملية وليست قضية نظرية, وبناء اجتماعي أكثر منها حقيقة فكرية...".

 بمعنى أن الطبقة المسيطرة على الثروة والسلطة تستوظف الفكر الديني وتفسره لصالحها... والأغلبية المستغلة توظف بدورها تفسير الدين, للقضاء على الأقلية المسيطرة بنفس السلاح...وهكذا.

يتعرض كتاب حسن حنفي (وهو كتاب في أصول علم الدين, الذي يحتوي على نموذج الفكر الديني) إلى عدة مواضيع وثنائيات, يتناولها الكاتب الواحدة تلو الأخرى:

+ الأول ويتعلق بنظرية المعرفة. ويلاحظ الكاتب هنا أن ثمة موقفان: موقف يجعل الإيمان وسيلة المعرفة... على اعتبار أن الإيمان هنا هو فعل أولي يقبل ويسلم, ولا يرفض أو يعترض, وكل النظر المتاح هو بجانب "تبرير الإيمان وفهمه, دون نقده أو تمحيصه".

هذا هو موقف اليمين, يقول الكاتب, لأن القبول بالإيمان كنظرية للمعرفة "يكون أقرب إلى الطاعة للأمراء, وإلى الانصياع للحكام. والشعب الذي يبدأ بالتسليم بالحقائق دون مناقشتها يكون أقرب إلى الاستكانة". بالتالي, يعمد الحكام, بالبناء على ذلك, إلى الإكثار من المساجد والموالد, وتدعيم الطرق الصوفية, ودعم البرامج الدينية بالإعلام, وتحديدا تلك التي تغطي "وتتستر على النظم الاجتماعية القائمة".

ويستدل الكاتب هنا بمسألة ضبط النفس, التي جعل منها الإسلام "جهادا", وكذا البر بالوالدين وما سواهما, وقصر القتال على الذين "يقاتلوننا في الدين", بفتننا عن عقيدتنا...فتنحصر الحرب على "الحرب الدينية", لدرجة, يقول المؤلف, إنكار هؤلاء للحروب الوطنية أو الاجتماعية أو غيرها.

بالمقابل, يتميز اليسار بإعمال النظر لا الطاعة, فيعمل على تجنيد الطبقات المستضعفة وتحزيبها, وتسييسها, لتنتقل من الدوغمائية إلى الاستنارة, ونقلها "من الإيمان إلى النظر".

+ الموضوع الثاني ويرتبط بنظرية الوجود, ومفادها القول بأن "الله هو الباقي, والعالم هو الفاني, الله هو الغني والعالم هو الفقير المحتاج. ويستطيع الغني أن يفعل بالفقير ما يشاء, فلا قانون يحفظ للفقير حقوقه إلا رحمة الغني, ولا إرادة تقف في مواجهة الغني إلا فضله وإرادته".

وهذا هو فكر اليمين في الفكر الديني, يقول الكاتب, "الذي تبشر به النظم اليمينية الرجعية, التي يهمها سلب عالم الجماهير المستغلة, والإيحاء إليها بأنه عالم فان لا قيمة له, وأن القيمة كل القيمة, فيما وراء هذا العالم".

في مقابل هذا الموقف, هناك اتجاه آخر (تجاه اليسار في الفكر الديني) الذي "يجعل هذا العالم باقيا مستقرا, ويجعل جهد الإنسان فيه منتجا ومؤثرا... فالعلم ليس وسيلة لشيء آخر, بل هو غاية في حد ذاته, وهو ليس فانيا, بل باق, ووجود الإنسان فيه ليس عارضا, بل جوهري". من ثمة, فإن للجماهير كلمتها, وقدرتها على الفعل, والتأثير في الطبيعة والحكم, ولا تدين لسلطة تركز السلطة بين يديها".

قد يوظف اليمين هذا الطرح, يلاحظ المؤلف, باعتبار أن صلة رأس المال بالعمل مثلا هي صلة رئيس ومرؤوس. بالتالي, فالعالم هذه النقطة, هو ميدان اشتغال رأس المال...كما أن اليسار قد يسلم بذلك, لكنه لا يعتبره أبديا, إذ بالإمكان تغيير النظام الرأسمالي ومنظومة الأجور وما سواها.

+ الموضوع الثالث, ويرتبط بموضوع الذات الإلهية. ويميز المؤلف هنا بين اتجاهين: الأول يثبت هذه الذات بأوصاف ستة (الوجود, والقدم, والبقاء, والمخالفة للحوادث, وعدم وجودها في محل, والوحدانية) تعطي الذات الإلهية وجودا مطلقا, مستقلا عن الوجود الإنساني.

ويرى الكاتب أن هذا الاتجاه هو اتجاه اليمين, الذي يثبت عبره تمثله للنظام الاجتماعي المركز في سلطة واحدة بالقمة, والسيطرة الاقتصادية على رأس المال, واللتان (السلطة الواحدة والسيطرة الاقتصادية) يمثلان مصدر النشاط, والحركة, والقيمة, على حساب القاعدة المتلقية.

الاتجاه الثاني (اتجاه اليسار الديني), وهو الذي يجعل الإنسان مركز الوجود, وحركيته تأتي من ذاتيته, وخصوصيته تأتي من حيث كونه موجودا بكل مكان.

هو اتجاه مبني على نظرة أكثر إنسانية, تعترف بالإنسان كقيمة لا تمايز له عن غيره من بني البشر. لا تأليه هنا, ولا تمييز بالسلطة أو بالثروة الاقتصادية. هو اتجاه يتبنى الحرية. إلا أن هذا الجانب قد يستغله اليمين لصالحه, عندما يؤكد على حرية الأقلية ضد الأغلبية, وحرية ارتكاب الجريمة...الخ.

+ الموضوع الرابع ويتعلق بمسألة العقل والسلطة, أو العقل والنقل. هنا نجد أيضا موقفان, يقول المؤلف: الأول "يجعل السلطة سابقة على العقل, والعقل سابق للسلطة". والثاني "يجعل النقل أساسا للعقل, والعقل تابعا للنقل".

ويقيس المؤلف على هذين الموقفين كيفية تفسير النصوص, ليس فقط لأن كل نص هو مادة للاختلاف (حتى وإن كان صريحا), بل لأن التغير ذاته يخضع لسياق المحيط, والموقف الاجتماعي, ووضع المفسر وأهدافه.

بالتالي, فتعارض النصوص هو بالحقيقة, اختلاف في المواقف, التي تستعمل هذه النصوص, وليس شيئا آخر.

موقف النقل كأساس للعقل, هو موقف اليمين الذي يسوغ للتبعية, سواء للسلطان السياسي أو لصاحب رأس المال الاقتصادي. أما موقف اليسار فهو موقف العقل, الذي يقدم على النقل, بحكم براهينه, وأولوياته, واستقراءاته. يقول المؤلف هنا: "فكل من بدأ يقول: قال الله وقال الرسول, فإنه لا يبغي مصلحة الناس, في حين أن كل من تحدث حديث العقل, وأعطى إحصاء للواقع, فإنه يدافع عن مصلحة الناس, ومستعد لمقارعة الحجة بالحجة, والبرهان بالبرهان".

قد يستغل اليمين هذا الموقف, فيعتمد على العقل لتسويغ وترشيد مصالح الأقلية, وتبرير الأمر الواقع. واليسار قد يوظف النقل أيضا, "خاصة في مجتمع مؤمن بالنصوص, ويعتمد على العقل".

هذه الموضوعات الأربعة يصنفها الكاتب ضمن العقليات, على اعتبار أنه بالإمكان إدراكها بيقين عقلي. أما الموضوعات الأربعة الأخرى (النبوة, والمعاد, والأسماء والأحكام, والإمامية) فتدخل, بتصور الكاتب, في نطاق السمعيات, التي لا يمكن الوصول فيها إلى يقين عقلي, والتي لا تعتمد إلا على النقل وحده.

هنا أيضا, هناك موقفان, يوضح المؤلف: موقف اليمين الديني, الذي يحاول الجمع بين المجموعتين, فيرجع العقليات إلى السمعيات ويرجع اليقين إلى الظن, ثم يجعل السمعيات يقينيات, يكفر من تنكر لها أو اختلف في تفسيرها". وموقف اليسار الذي يحاول توسيع نطاق العقليات "وحدها, حتى يشمل اليقين الظن":

+ الموضوع الخامس مرتبط بالنبوة والوحي. النبوة هنا معجزة وإعجاز. ولما كانت كذلك, فإن اليمين الديني يوظفها بجهة القول, بأن الإنسان قاصر عن إدراك مصالحه...بالتالي, فهو بحاجة إلى حاكم, أو مدير أو شيخ أو ما سواهم.

وهناك اتجاه آخر, يرفض كل أشكال الوصاية على الإنسان, ويعتبره مستقلا. ليس بحاجة لعون خارجي أو عملي, على اعتبار أن الأنبياء أتوا (كل في قومه) لتحقيق استقلال الإنسان, وعندما تم ذلك من الناحية النظرية والعملية, وأصبح الإنسان "قادرا على إدراك الأمور بعقله, وتحقيقها بعمله, توقف ظهور الأنبياء, وأصبحت النبوة غير ضرورية".

اليمين يؤمن بذلك, لكنه يوظفه لفائدة الحاكم أو صاحب رأس المال, على حساب الغوغاء التي من "المهم فرض الوصايا عليها باسم الدين".

+ الموضوع السادس, موضوع المعاد, بجهة تناول الأخرويات أو "ماذا يحدث للإنسان بعد الموت". هنا أيضا موقفان: الأول يجعل الموت بيد الله وحده, لا بيد سواه. الموت هنا يفترض قسمان في الإنسان: بدن فان, يتحلل, لا قيمة له, ونفس باقية, خالدة, تنتظر الحساب... فتبدو وقائع الحساب التي يتكفل بها قاض ليس بناء على قانون, بل على رحمته وعفوه.

وهذا موقف اليمين, الذي يرغب الناس في مستقبل لهم خير من الحاضر, ويعدهم بعالم من الرفاهية حرموا منها في الحياة...فيهنأ الحاكم وصاحب رأس المال. وهناك موقف اليسار, الذي يرى بأن الموت قد يأتي من عوامل طبيعية, وبالإمكان تخفيض نسبته بين الناس بالقضاء على الأسباب (مجاعات, حوادث, حروب...الخ).

ولما كان البدن يموت بسبب ضعف أو هوان, فإنه يقتل النفس, بالتالي "فكيف يكون البدن فانيا, وتثبت أن النفس لا تفنى؟". هذا هو موقف اليسار, يقول المؤلف, كون خلود المرء يتأتى بما قام به على الأرض, وما تركه بنفوس الناس, وليس سوى ذلك.

+ الموضوع السابع, ويتعلق بالصلة بين العمل والإيمان. وبه موقفان أيضا: موقف اليمين, الذي يدافع عن الإيمان الباطني للناس دون البوح به, فيضمن صمتهم بالتالي, بمن فيهم المثقفون الحمالون للإيمان العقلي...وموقف ثان لا يفصل العمل عن الإيمان...إذ "الإيمان بلا عمل لا وجود له, والإيمان بلا شعور داخلي أو تصديق عقلي أيضا, مجرد عاطفة هوجاء, والإيمان بلا قول يجهر بالحق, إيمان ذليل مهن". وهو موقف اليسار الذي يعطي الأولوية للعمل على النظر, وينتقد المثقفين المكتفين بالتصديق العقلي, دون ممارسة فعلية, أو تجنيد للناس لإدراك حقوقها.

+ الموضوع الثامن, هو موضوع السياسة, "كآخر موضوع تقليدي في علم أصول الدين القديم". هنا أيضا موقفان: موقف اليمين "الذي يجعل السياسة ملحقا لعلم أصول الدين, وليست أصلا من أصوله, كالتوحيد والعدل". السياسة هنا فرع وليست أصلا, والدين هو العقائد, والعقائد لا شأن لها بحياة الناس...هو موقف يجمد الدين و"يستل السياسة من الممارسة اليومية للمؤمنين".

معنى ذلك, أن السياسة تتركز بيد الإمام أو الزعيم, تماما كما تنحصر العبادة في ذات الله, وكما ينحصر الدين في الإيمان بالله...دونما تساؤل في المؤسسات, أو سبل رقابة ومراقبة الحاكم...وهو حال النظم الملكية الوراثية بالغالب الأعم.

وهناك موقف آخر, يجعل السياسة أصلا لا فرعا, بل ويرى فيها المحقق لأصول الدين...والفكر السياسي هنا إنما يدور حول بناء المؤسسات الدستورية. الحاكم مطالب بالالتزام بالمبادئ وبالدستور, بصرف النظر عن نسبه أو طبقته, بل يوضع بمحك الانتخاب, وقد يعزل.

+ الموضوع التاسع, موضوع "وجود الجماعة في التارخ". وهنا موقفان أيضا: موقف اليمين, الذي يسقط التاريخ من حسبانه في استقرائه للجماعة, فيمجد الماضي, ويجعل "تاريخ الأمة تاريخا واحدا, تاريخ الملكية, أو تاريخ الأسرة الحاكمة, وليس تاريخ الشعوب".

وهناك موقف اليسار "الذي يجعل التاريخ جزءا لا يتجزأ من كيان الفرد والجماعة. وبذلك كان لليسار نظرة تاريخية للسياسة, أو تحليلا تاريخيا للاجتماع, أو جدلا تاريخيا للصراع".

التاريخ هنا لا يسير إلى الوراء, يقول الكاتب, بل هو حركة تقدم نحو المستقبل.

+ الموضوع العاشر: هل انتهت موضوعات علم أصول الدين, أم بالإمكان إضافة أشياء جديدة مستقاة من أحوال العصر؟ هنا موقفان أيضا, برأي الكاتب: الأول يرى أن القدماء الأوائل أوفوا كل شيء, ولم يتركوا صغيرة أو كبيرة إلا وتناولوها". وهو موقف اليمين, الذي يخص العقائد بالحياة الدينية, والنظام الرأسمالي بالحياة الدنيوية.

بالمقابل, هناك موقف يجعل علم أصول الدين متطورا, ويمنح العقائد مضمونا اجتماعيا من وحي العصر...وهو موقف اليسار, الذي مثله الإصلاحيون من أمثال الأفغاني وإقبال والكواكبي وغيرهم...والذين ربطوا الدين بالدنيا. بالتالي, يرى الكاتب, أنه بالإمكان "إضافة مادة جديدة لتعلم أصول الدين, تشمل لاهوت الأرض, ولاهوت الثورة, ولاهوت التقدم, ولاهوت التنمية, ولاهوت التغيير الاجتماعي, ولاهوت الثورة, ولاهوت التقدم, أي لاهوت السياسة الذي يمحي الفرقة التقليدية بين العقيدة والشريعة, أو بين أصول الدين وأصول الفقه.

وينتقل الكاتب بعد ذلك إلى مقاربة العلاقة بين الرأسمالية والدين, ويرى أن النظام الرأسمالي غالبا ما يوظف الدين لمصالحه, فيفصل بين مكان العمل ومكان العبادة, بل ويشجع الثانية لبناء المساجد, وتقوية الطرق الصوفية وما سوى ذلك...في حين أن العمل عبادة, وهذه الأخيرة ليست "ماذا يفعل الإنسان في نصف ساعة يوميا خمس مرات, بل ماذا يفعل الإنسان في يومه على مدى أربع وعشرين ساعة".

بالتالي, يقر المؤلف, فالعلم عبادة, والقضاء على الظلم عبادة, وحصر العبادة في إقامة الشعائر, هو من الاستعمار الثقافي, ومن التصور الرأسمالي للدين.

وعلى هذا الأساس, فالكاتب لا يميز بين البعد الروحي والبعد المادي, بل يعتبر أن "العالم كله روح وكله مادة, لا انفصام بينهما".

3- بالفصل الثاني (" المال في القرآن") يحاول المؤلف إعادة "بناء تراثنا الديني القديم, ممثلا في مصدره الأساسي وهو القرآن, طبقا لحاجات العصر, وعلى رأسها التنمية بالطريق الرأسمالي".

ويؤكد الكاتب أن لفظ المال ذكر 86 مرة, بما معناه أنه "موضوع مهم, تناوله الوحي بالبيان والتفصيل, وليس موضوعا عارضا" (ذكر لفظ النبي مثلا 80 مرة, ولفظ الوحي بصوره المختلفة, 78 مرة).

والذي يهم الكاتب هنا ليس المال المجرد الموجود بالطبيعة, أو المال المستقل, بل المال المستغل والمستثمر, بعدما يكون قد دخل في علاقة مع الإنسان, باعتباره عنصر حركة واستثمار, وليس اكتنازا وسكونا.

ولما كان المال لا يولد المال تلقائيا, بل الجهد هو الذي يوسع المال ويكثره, فقد جاء تحريم الربا تحريما قاطعا, على اعتبار أن المال لا يولد المال.

والمال مال الله وليس ملكا لأحد, ولم يظهر في القرآن ولو مرة واحدة أن المال هو مال الأغنياء أو المترفين. والمال لا يأتي بالقرآن مرفوعا إلا نادرا, "أي أن المال لا يمكن أن يكون فاعلا أو مبتدأ أو خبرا, لأن المال لا يفعل من تلقاء ذاته, بل يفعل من خلال الجهد الإنساني".

ويجزم المؤلف أن المال مال الله, "يورثه لمن يشاء من عباده الصالحين". والله هو الذي وضعه بين أيدينا, كوديعة لصرفه فيما أمر به الله. هو ليس إرثا, أو ملكا, أو حكرا على سلطة, دينية كانت أو سياسية. والذي يريد التشبه بالنبي, فعليه بالجهاد بالنفس والمال, وليس فقط بإقامة الشعائر وإطالة اللحي.

والمال ليس قيمة في حد ذاته, بل تأتي قيمته من المجهود المبذول لاستثماره. وكثرة المال فتنة, وقلته ابتلاء.

ويزعم المؤلف أن تصور الإسلام للمال, يميزه عن التصور الرأسمالي, القائم على الملكية الفردية, والربح, والاقتصاد الحر, والكسب غير المشروع, ومجتمع الاستهلاك وحياة الرفاهية, وما سوى ذلك.

ويخلص إلى أنه على الرغم من ميزات الرأسمالية, فإنه "في تراث البلاد النامية ما يساعدها على شق طريق لارأسمالي للتنمية" خاص بها.

يحيى اليحياوي
الرباط, 7 يونيو 2007