الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

مصر : أضاعوني وأي بلد أضاعـوا

مصر : أضاعوني وأي بلد أضاعـوا



وخلونـي ومعتـرك المنايـا
وقد شرعوا أسنتهم لنحـري




كأني لم أكن فيهـم وسيطـا
ولم تك نسبتي في آل عمـرو


ألا لله مظلمتـي وهـصـري
عسى الملك المجيب لمن دعاه
سينجيني فيعلم كيف شكـري
فأجزي بالكرامـة أهـلودي
وأجزي بالضغينة أهلضـري


ابصرت وجها لها في جيده تلمع ..... تحت العقود وفي القرطين تشهير
وجه تحير فيه الماء في بشر ..... صاف له حين أبدته لنا نور




السبت، 25 أغسطس 2012

الصحيح في كتابة كلمة ( الرحمن )


من كتاب تناول الجوزاء: " اعلم أن الكتابة بالعربية قريبة الحدوث قبل الإسلام؛ لأن العرب كانوا أهل حفظ ورواية أغناهم حفظهم عن الكتابة، وكانت أشعارهم دواوين تواريخهم، وضابطة لأيامهم، وحروبهم .. ثم اعلم أن أول من خط العربية هو مرارة بن مرة على الصحيح، وكان يسكن الأنبار، وقيل: إنه أخذه من خط المسند وهو خط تبابعة اليمن، إلا أن خط مرارة أحرفه كلها متصلة، ويسمى (خط الجزم)، وخط التبابعة: أحرفه كلها منفصلة، ويسمى (خط المسند).

ومن الأنبار انتشرت الكتابة في العرب قبل الإسلام، حتى جاء الإسلام فانتشرت في مكة، والمدينة، وجميع البلاد التي افتتحها المسلمون .. واستمر هذا إلى أن ظهر علماء الكوفة، واشتغلوا باستنباط القواعد للخط العربي، فسمي بـ(الخط الكوفي)، ثم تبعهم في تدوين قواعد الخط أيضا علماء البصرة."


وقال أيضا: "وكل هذه العلامات التي وضعها الخليل، وأصحابه، هي عبارة عن حروف صغيرة، أو أبعاض حروف بينها وبين مدلولاتها مناسبة ظاهرة .. بخلاف طريقة أبي الأسود، وأتباعه، فإن علاماته التي وضعها وأتباعه إنما هي مجرد اصطلاح لم يظهر منه مناسبة بين الدال، والمدلول."

ومن رسالة ملخص الإملاء لأبي الحاتم الحضرمي :
الخطوط ثلاثة أنواع:
خط الصحف العثماني: ولا يقاس عليه؛ لأنه رسم على قواعد مرتبطة بالقراءات، فقد تحذف بعض الحروف من الكلمة، وقد توصل كلمة بأخرى، بحسب القراءات التي وردت فيها.
خط العروضيين: وهم يكتبون الشعر بلفظه؛ ليسهل وزنه.
الخط الإصطلاحي: وهو الإملاء

والأصل في الكتابة هو رسم الكلمة المنطوقة وتصويرها كما سمعت؛ ليتاح للقارئ نطقها.
لكن بعض الحروف تكتب خلاف ما سمعت، فوضعت لها قواعد وضوابط تحكمها؛ ليسهل تعلمها، وهذه الضوابط هي التي تعرف بقواعد الرسم الإملائي.

قال أبو شعيب المطحني تناول الجوزاء ببسط وتسهيل قواعد الترقيم والإملاء :
" حذف الألف اللينة ويكون وجوبا في خمس كلمات:
1- تحذف من كلمة رحمان (1) - علم على ذات الله - إذا كانت معرفة بـ(أل)، نحو: عبدالرحمن، فإن لم تسبق بـ (أل) فلا تحذف نحو: يا رحمان الدنيا ورحيم الآخرة.
2- تحذف من لفظ الجلالة، فتكتب: الله، أصلها في اللفظ: اللاه حذفت لكثرة الاستعمال.
3- وتحذف من (إله)، سواء كانت نكرة، كقوله تعالى:" أئله مع الله"،أو معرفة بـ(أل)، نحو الإله تجب عبادته، أو كانت مضافة، كقوله:"إله الناس" وكقوله:"إن إلهكم لواحد".. أصلها في اللفظ: إلاه، الإلاه، إلاهكم. 
فائدة: ولا تحذف الألف من كلمة (الآلهة) بمعنى العبادة أو غيرها.
4- تحذف من كلمة (أولاء) إذا اتصلت بالكاف بعدها، نحو:"أولئك هم الصالحون"، أصلها: أولائك.
5- تحذف منكلمة (لكن) سواء أكانت نونها ساكنة أومشددة، نحو: زيد كريم لكنه جبان، أصلها:لاكن

من آداب الكتابة:
- يكره فصل الأسماء المضافة إلى أسماء الله تعالى في الكتابة، سواء أكانت للتعبيد مثل: (عبدالله)، (عبدالرحمن)، أو (أمةالرحمن)، أو لغير التعبيد مثل: (رسول الله) .. بين رسول ولفظ الجلالة استعملت اصغرحجم للخط(2) ؛ لأن (ل) و(ا) بدون فصل تكتب لا .
- ويحصل الإساءة بأن يكتب الجزء الأول في آخر السطر مثل: (عبد، أو رسول) ويكتب الجزء الثاني في بداية السطر الثاني كلفظ الجلالة (الله، أو الرحمن...).
- ويستحسن وضع مسافات بين الكلمة والكلمة الأخر لتحسين الخط، وليتم فصل بعض الكلمة عن بعض.

لا يسار في الإسلام


الإسلام وسط .. وهو القسط ( تساوي كفتي الميزان ) لا شرقية ولا غربية .. الإسلام إيمان قوي أو آخر ضعيف .. والضعيف أدناه كلمة وخلق وعمل .. وأدني العمل الفرائض المكتوبة .. فلا يوجد في الإسلام  إلا يمين .. أما اليسار فهو دائرة ابن أُبي ـ كلمة منزوعة الدسم وعمل بلا نية ـ
الإسلام إما ملتزم بالنص كما هو أو مجتهد أطلق عنان العقل في الدائرة المسموح بها .. منهم من صلي العصر في وقته عندما حان أو في بني قريظة وإن فات وقته تحريا للنص ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ) وكلاها قد أصاب وفي دائرة اليمين كما ذكرنا .

قد يجهل الكثير أو يتجاهل أو يتكاسل عن بعض ما أنزل الله من مثل العدل والمساواة وأخلاق الصدق والأمانة وروح التسامح والتآلف وغيرها ولكنه يحاول أن يصل إلي كل ذلك ويتربي علي قدر جهده .. لكنه لا ينكرها أو يكفر بها أو يتعالي عليها .. بل يعلم أنها هي روح هذا الدين .. ويعلم أنها ثمرات كلمة الإخلاص والأعمال الصالحة ويعلم أنه من لم تنهه صلاته وصيامه وحجه عن الفحشاء والمنكر فلا صلي ولا صام ولا حج .. بخلاف من يكتفي ببعض الأخلاق عن العقائد والأعمال .

اليمين واليسار ظهرا خلال الثورة الفرنسية عندما أيد عموم من كان يجلس على اليسار من النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية (كانوا يعرفون باليعاقبة ) التغيير الذي تحقق عن طريق الثورة الفرنسية ، ذلك التغيير المتمثل بالتحول إلى النظام الجمهوري والعلمانية. فيما كان من يجلس على اليمين يتبنى وجهة النظر المحافظة من الجدير بالذكر أن هذا الترتيب في الجلوس لايزال متبعا إلى هذا اليوم في البرلمان الفرنسي.

في القرن العشرين انقسم العالم خلال الحرب الباردة بين المعسكر السوفياتي اليساري و المعسكر الاميركي اليميني .. وبالمختصر اليسار في كل عصر هو الداعي الى التغيير ... ثم انتقل التعبير للدلالة على التغيير الاقتصادي والاجتماعي. واستعمالات مصطلح اليسار تعقدت بحيث أصبح من الصعوبة بل من المستحيل استعمالها كمصطلح موحد لوصف التيارات المختلفة المتجمعة تحت مظلة اليسارية ، فاليسارية في الغرب تشير إلى الاشتراكية أو الديمقراطية الاجتماعية (في أوروبا) و الليبرالية (في الولايات المتحدة) .. واليسارية في الأنظمة الشيوعية تطلق على الحركات التي لاتتبع المسار المركزي للحزب الشيوعي وتطالب بالديمقراطية في جميع مجالات الحياة.

والبعض عندنا يرفض رفضا قاطعا أي صلة بالماركسية و الشيوعية و اللاسلطوية ويطلقون على أنفسهم الإسلاميون التقدميون وهو تيار فكري ذو مرجعية إسلامية. ظهر بمصر ومن أبرز منظريه المفكر حسن حنفي .. وفي معظم دول الشرق الأوسط تأتي اليسارية مرادفة للعلمانية.
 هؤلاء الذين اهتموا بالجانب الاجتماعي في الإسلام واعتقدوا أنه بالإضافة إلى كونه ديانة سماوية تنظم العلاقة بين الله والإنسان , فهو فلسفة اجتماعية تنظم العلاقة بين الناس بعضهم والبعض الآخر لصالح الغالبية العظمى التي تتكون من الفقراء والمستضعفين .
لذلك أطلقوا علي الإمام علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وابو ذر الغفاري باليساريين ولأن عثمان بن عفان ومن سبقه أطلق الملكيات ولم يقم عليها حدودا ما ..

والرأسمالية وحريه التجاره هي المبدأ الذي كان يؤمن به العرب قبل الاسلام وكان لابد من السير بهذا الاتجاه ولكن عند توسع رقعة الدولة الاسلامية تم تبني مبدأ قد نسميه إشتراكيه لتقليل الفروقات الطبقيه بين الناس الذي هو من أساسيات الدين الاسلامي.

والاسلام دين الوسطيه وليس فيه هذه المسميات ( الإسلام التقليدي، الإسلام الحركي، الإسلام السياسي، الإسلام الأصولي، الإسلام السلفي، اليسار الإسلامي , يسار , يمين , وسط , يمين الوسط ، ويسار الوسط ، ويمين اليسار ، ويسار اليمين ) فهذه من تسميات غيرنا يقصد بها على العموم باليمين المتمسكين بالتقاليد والأعراف السائدة واليسار من يبحث عن التجديد والتغيير وكان أيضا من مفهوم اليمين واليسار بان يطلق على اليمين الافكار الرأسماليه واليسار الافكار الاشتراكية.

والاسلام ليس فيه رجال دين بل كل مسلم هو رجل دين .. بل يوجد علماء ومشايخ .. ورجال الدين تطلق عند اليهود والنصارى وغيرنا من الديانات .. والتمسك بالدين والدفاع عنه لا يكون بالضرورة تطرفا ولكنه كذلك عند العلمانيين والملاحدة وهذه الأيام عند اصحاب العولمه والمروجين لها.

الجمعة، 24 أغسطس 2012

"اليمين واليسار في الفكر الديني"


"اليمين واليسار في الفكر الديني"

 حسن حنفي, دار علاء الدين, دمشق, 1996, 64 ص.


1- ولد الدكتور حسن حنفي بالقاهرة عام 1935 وفيها نشأ وتعلمتخرج من جامعة القاهرة حيث حصل بها على الليسانس سنة 1956. ثم سافر إلى فرنسا ليحصل بها على درجة الدكتوراه, من جامعة باريس- السربون في العام 1966, ليعود مدرسا بقسم الفلسفة بآداب القاهرة سنة 1967, ثم أستاذا مساعدا بالعام 1973, ثم أستاذا سنة 1980, فرئيسا لقسم  بها سنة 1988. من تاريخه, وهو أستاذ متفرغ بقسم الفلسفة بآداب القاهرة.

وبفضل إتقانه للفرنسية والألمانية والإنجليزية, فقد عمل أستاذا زائرا بالعديد من جامعات العالم, بألمانيا والمغرب واليابان وغيرها.

وقد اهتم حسن حنفي كثيرا بالتراث, وعكف على قراءة العربي والإسلامي منه, وأصدر حوله العديد من المؤلفات من بينها "التراث والتجديد" (القاهرة 1980), "من العقيدة إلى الثورة" (خمسة أجزاء,القاهرة 1988), و"الدين والثورة فى مصر" (ثمانية أجزاء, 1989), و"من النقل إلى الإبداع" (تسعة أجزاء1999), و"الدين والثقافة والسياسة فى الوطن العربى" (القاهرة, 1998)

كما صدرت له بالإنجليزية, "الحوار الدينى والثورة" (القاهرة, 1977), و"الإسلام فى العصر الحديث" (القاهرة 1995). وبالفرنسية, "مناهج التأويل" (باريسالقاهرة, 1965), و"تأويل الظاهريات (باريسالقاهرة 1966) وغيرها.

2- ينقسم كتاب "اليمين واليسار في الفكر الديني", إلى فصلين اثنين, أفردهما الكاتب لمناقشة العديد من القضايا التي ميزت اليمين عن اليسار في الفكر الإسلامي, وايضا لإشكالية المال في الإسلام, كحالة تطبيقية لهذه النظرة:

بالفصل الأول ("اليمين واليسار في الفكر الديني"), يقول الكاتب: "ليس اليمين واليسار مقولتين في السياسة وحدها, بل هما موقفان في المعرفة الإنسانية والعلوم الاجتماعية بوجه عام, وفي المواقف العملية والحياة اليومية بوجه خاص", من الأهمية بمكان الوقوف عندهما للتساؤل "حول ارتباط الفكر الديني بالواقع الاجتماعي والأثر المتبادل بينهما, حتى لا نظن أن الفكر الديني شيء مقدس, بل هو نتاج إنساني مثل الإيديولوجيات التي تنبع من واقع اجتماعي, ثم تعود لتؤثر فيه من جديد".

ويعتبر المؤلف أن "اليمين واليسار ليسا موقفين فكريين متمايزين, بل هما أيضا اتجاهان في التفسير. فاليسار في الفكر قد يستغله اليمين لصالحه, واليمين في الفكر قد يعيد تفسيره اليسار لصالح أيضا. فاليمين واليسار موقفان فكريان متمايزان من الأساس, وأيضا منهجان في التفسير".

ثم, يتابع بالقول, "إن اليمين واليسار في الفكر الديني أساسا, هما وضعان اجتماعيان يدلان على وجود طبقتين اجتماعيتين, تحاول كل طبقة أن تدافع عن حقوقها بالأبنية النظرية المتاحة في المجتمعات التقليدية, وهي العقائد الدينية...فهي قضية عملية وليست قضية نظرية, وبناء اجتماعي أكثر منها حقيقة فكرية...".

 بمعنى أن الطبقة المسيطرة على الثروة والسلطة تستوظف الفكر الديني وتفسره لصالحها... والأغلبية المستغلة توظف بدورها تفسير الدين, للقضاء على الأقلية المسيطرة بنفس السلاح...وهكذا.

يتعرض كتاب حسن حنفي (وهو كتاب في أصول علم الدين, الذي يحتوي على نموذج الفكر الديني) إلى عدة مواضيع وثنائيات, يتناولها الكاتب الواحدة تلو الأخرى:

+ الأول ويتعلق بنظرية المعرفة. ويلاحظ الكاتب هنا أن ثمة موقفان: موقف يجعل الإيمان وسيلة المعرفة... على اعتبار أن الإيمان هنا هو فعل أولي يقبل ويسلم, ولا يرفض أو يعترض, وكل النظر المتاح هو بجانب "تبرير الإيمان وفهمه, دون نقده أو تمحيصه".

هذا هو موقف اليمين, يقول الكاتب, لأن القبول بالإيمان كنظرية للمعرفة "يكون أقرب إلى الطاعة للأمراء, وإلى الانصياع للحكام. والشعب الذي يبدأ بالتسليم بالحقائق دون مناقشتها يكون أقرب إلى الاستكانة". بالتالي, يعمد الحكام, بالبناء على ذلك, إلى الإكثار من المساجد والموالد, وتدعيم الطرق الصوفية, ودعم البرامج الدينية بالإعلام, وتحديدا تلك التي تغطي "وتتستر على النظم الاجتماعية القائمة".

ويستدل الكاتب هنا بمسألة ضبط النفس, التي جعل منها الإسلام "جهادا", وكذا البر بالوالدين وما سواهما, وقصر القتال على الذين "يقاتلوننا في الدين", بفتننا عن عقيدتنا...فتنحصر الحرب على "الحرب الدينية", لدرجة, يقول المؤلف, إنكار هؤلاء للحروب الوطنية أو الاجتماعية أو غيرها.

بالمقابل, يتميز اليسار بإعمال النظر لا الطاعة, فيعمل على تجنيد الطبقات المستضعفة وتحزيبها, وتسييسها, لتنتقل من الدوغمائية إلى الاستنارة, ونقلها "من الإيمان إلى النظر".

+ الموضوع الثاني ويرتبط بنظرية الوجود, ومفادها القول بأن "الله هو الباقي, والعالم هو الفاني, الله هو الغني والعالم هو الفقير المحتاج. ويستطيع الغني أن يفعل بالفقير ما يشاء, فلا قانون يحفظ للفقير حقوقه إلا رحمة الغني, ولا إرادة تقف في مواجهة الغني إلا فضله وإرادته".

وهذا هو فكر اليمين في الفكر الديني, يقول الكاتب, "الذي تبشر به النظم اليمينية الرجعية, التي يهمها سلب عالم الجماهير المستغلة, والإيحاء إليها بأنه عالم فان لا قيمة له, وأن القيمة كل القيمة, فيما وراء هذا العالم".

في مقابل هذا الموقف, هناك اتجاه آخر (تجاه اليسار في الفكر الديني) الذي "يجعل هذا العالم باقيا مستقرا, ويجعل جهد الإنسان فيه منتجا ومؤثرا... فالعلم ليس وسيلة لشيء آخر, بل هو غاية في حد ذاته, وهو ليس فانيا, بل باق, ووجود الإنسان فيه ليس عارضا, بل جوهري". من ثمة, فإن للجماهير كلمتها, وقدرتها على الفعل, والتأثير في الطبيعة والحكم, ولا تدين لسلطة تركز السلطة بين يديها".

قد يوظف اليمين هذا الطرح, يلاحظ المؤلف, باعتبار أن صلة رأس المال بالعمل مثلا هي صلة رئيس ومرؤوس. بالتالي, فالعالم هذه النقطة, هو ميدان اشتغال رأس المال...كما أن اليسار قد يسلم بذلك, لكنه لا يعتبره أبديا, إذ بالإمكان تغيير النظام الرأسمالي ومنظومة الأجور وما سواها.

+ الموضوع الثالث, ويرتبط بموضوع الذات الإلهية. ويميز المؤلف هنا بين اتجاهين: الأول يثبت هذه الذات بأوصاف ستة (الوجود, والقدم, والبقاء, والمخالفة للحوادث, وعدم وجودها في محل, والوحدانية) تعطي الذات الإلهية وجودا مطلقا, مستقلا عن الوجود الإنساني.

ويرى الكاتب أن هذا الاتجاه هو اتجاه اليمين, الذي يثبت عبره تمثله للنظام الاجتماعي المركز في سلطة واحدة بالقمة, والسيطرة الاقتصادية على رأس المال, واللتان (السلطة الواحدة والسيطرة الاقتصادية) يمثلان مصدر النشاط, والحركة, والقيمة, على حساب القاعدة المتلقية.

الاتجاه الثاني (اتجاه اليسار الديني), وهو الذي يجعل الإنسان مركز الوجود, وحركيته تأتي من ذاتيته, وخصوصيته تأتي من حيث كونه موجودا بكل مكان.

هو اتجاه مبني على نظرة أكثر إنسانية, تعترف بالإنسان كقيمة لا تمايز له عن غيره من بني البشر. لا تأليه هنا, ولا تمييز بالسلطة أو بالثروة الاقتصادية. هو اتجاه يتبنى الحرية. إلا أن هذا الجانب قد يستغله اليمين لصالحه, عندما يؤكد على حرية الأقلية ضد الأغلبية, وحرية ارتكاب الجريمة...الخ.

+ الموضوع الرابع ويتعلق بمسألة العقل والسلطة, أو العقل والنقل. هنا نجد أيضا موقفان, يقول المؤلف: الأول "يجعل السلطة سابقة على العقل, والعقل سابق للسلطة". والثاني "يجعل النقل أساسا للعقل, والعقل تابعا للنقل".

ويقيس المؤلف على هذين الموقفين كيفية تفسير النصوص, ليس فقط لأن كل نص هو مادة للاختلاف (حتى وإن كان صريحا), بل لأن التغير ذاته يخضع لسياق المحيط, والموقف الاجتماعي, ووضع المفسر وأهدافه.

بالتالي, فتعارض النصوص هو بالحقيقة, اختلاف في المواقف, التي تستعمل هذه النصوص, وليس شيئا آخر.

موقف النقل كأساس للعقل, هو موقف اليمين الذي يسوغ للتبعية, سواء للسلطان السياسي أو لصاحب رأس المال الاقتصادي. أما موقف اليسار فهو موقف العقل, الذي يقدم على النقل, بحكم براهينه, وأولوياته, واستقراءاته. يقول المؤلف هنا: "فكل من بدأ يقول: قال الله وقال الرسول, فإنه لا يبغي مصلحة الناس, في حين أن كل من تحدث حديث العقل, وأعطى إحصاء للواقع, فإنه يدافع عن مصلحة الناس, ومستعد لمقارعة الحجة بالحجة, والبرهان بالبرهان".

قد يستغل اليمين هذا الموقف, فيعتمد على العقل لتسويغ وترشيد مصالح الأقلية, وتبرير الأمر الواقع. واليسار قد يوظف النقل أيضا, "خاصة في مجتمع مؤمن بالنصوص, ويعتمد على العقل".

هذه الموضوعات الأربعة يصنفها الكاتب ضمن العقليات, على اعتبار أنه بالإمكان إدراكها بيقين عقلي. أما الموضوعات الأربعة الأخرى (النبوة, والمعاد, والأسماء والأحكام, والإمامية) فتدخل, بتصور الكاتب, في نطاق السمعيات, التي لا يمكن الوصول فيها إلى يقين عقلي, والتي لا تعتمد إلا على النقل وحده.

هنا أيضا, هناك موقفان, يوضح المؤلف: موقف اليمين الديني, الذي يحاول الجمع بين المجموعتين, فيرجع العقليات إلى السمعيات ويرجع اليقين إلى الظن, ثم يجعل السمعيات يقينيات, يكفر من تنكر لها أو اختلف في تفسيرها". وموقف اليسار الذي يحاول توسيع نطاق العقليات "وحدها, حتى يشمل اليقين الظن":

+ الموضوع الخامس مرتبط بالنبوة والوحي. النبوة هنا معجزة وإعجاز. ولما كانت كذلك, فإن اليمين الديني يوظفها بجهة القول, بأن الإنسان قاصر عن إدراك مصالحه...بالتالي, فهو بحاجة إلى حاكم, أو مدير أو شيخ أو ما سواهم.

وهناك اتجاه آخر, يرفض كل أشكال الوصاية على الإنسان, ويعتبره مستقلا. ليس بحاجة لعون خارجي أو عملي, على اعتبار أن الأنبياء أتوا (كل في قومه) لتحقيق استقلال الإنسان, وعندما تم ذلك من الناحية النظرية والعملية, وأصبح الإنسان "قادرا على إدراك الأمور بعقله, وتحقيقها بعمله, توقف ظهور الأنبياء, وأصبحت النبوة غير ضرورية".

اليمين يؤمن بذلك, لكنه يوظفه لفائدة الحاكم أو صاحب رأس المال, على حساب الغوغاء التي من "المهم فرض الوصايا عليها باسم الدين".

+ الموضوع السادس, موضوع المعاد, بجهة تناول الأخرويات أو "ماذا يحدث للإنسان بعد الموت". هنا أيضا موقفان: الأول يجعل الموت بيد الله وحده, لا بيد سواه. الموت هنا يفترض قسمان في الإنسان: بدن فان, يتحلل, لا قيمة له, ونفس باقية, خالدة, تنتظر الحساب... فتبدو وقائع الحساب التي يتكفل بها قاض ليس بناء على قانون, بل على رحمته وعفوه.

وهذا موقف اليمين, الذي يرغب الناس في مستقبل لهم خير من الحاضر, ويعدهم بعالم من الرفاهية حرموا منها في الحياة...فيهنأ الحاكم وصاحب رأس المال. وهناك موقف اليسار, الذي يرى بأن الموت قد يأتي من عوامل طبيعية, وبالإمكان تخفيض نسبته بين الناس بالقضاء على الأسباب (مجاعات, حوادث, حروب...الخ).

ولما كان البدن يموت بسبب ضعف أو هوان, فإنه يقتل النفس, بالتالي "فكيف يكون البدن فانيا, وتثبت أن النفس لا تفنى؟". هذا هو موقف اليسار, يقول المؤلف, كون خلود المرء يتأتى بما قام به على الأرض, وما تركه بنفوس الناس, وليس سوى ذلك.

+ الموضوع السابع, ويتعلق بالصلة بين العمل والإيمان. وبه موقفان أيضا: موقف اليمين, الذي يدافع عن الإيمان الباطني للناس دون البوح به, فيضمن صمتهم بالتالي, بمن فيهم المثقفون الحمالون للإيمان العقلي...وموقف ثان لا يفصل العمل عن الإيمان...إذ "الإيمان بلا عمل لا وجود له, والإيمان بلا شعور داخلي أو تصديق عقلي أيضا, مجرد عاطفة هوجاء, والإيمان بلا قول يجهر بالحق, إيمان ذليل مهن". وهو موقف اليسار الذي يعطي الأولوية للعمل على النظر, وينتقد المثقفين المكتفين بالتصديق العقلي, دون ممارسة فعلية, أو تجنيد للناس لإدراك حقوقها.

+ الموضوع الثامن, هو موضوع السياسة, "كآخر موضوع تقليدي في علم أصول الدين القديم". هنا أيضا موقفان: موقف اليمين "الذي يجعل السياسة ملحقا لعلم أصول الدين, وليست أصلا من أصوله, كالتوحيد والعدل". السياسة هنا فرع وليست أصلا, والدين هو العقائد, والعقائد لا شأن لها بحياة الناس...هو موقف يجمد الدين و"يستل السياسة من الممارسة اليومية للمؤمنين".

معنى ذلك, أن السياسة تتركز بيد الإمام أو الزعيم, تماما كما تنحصر العبادة في ذات الله, وكما ينحصر الدين في الإيمان بالله...دونما تساؤل في المؤسسات, أو سبل رقابة ومراقبة الحاكم...وهو حال النظم الملكية الوراثية بالغالب الأعم.

وهناك موقف آخر, يجعل السياسة أصلا لا فرعا, بل ويرى فيها المحقق لأصول الدين...والفكر السياسي هنا إنما يدور حول بناء المؤسسات الدستورية. الحاكم مطالب بالالتزام بالمبادئ وبالدستور, بصرف النظر عن نسبه أو طبقته, بل يوضع بمحك الانتخاب, وقد يعزل.

+ الموضوع التاسع, موضوع "وجود الجماعة في التارخ". وهنا موقفان أيضا: موقف اليمين, الذي يسقط التاريخ من حسبانه في استقرائه للجماعة, فيمجد الماضي, ويجعل "تاريخ الأمة تاريخا واحدا, تاريخ الملكية, أو تاريخ الأسرة الحاكمة, وليس تاريخ الشعوب".

وهناك موقف اليسار "الذي يجعل التاريخ جزءا لا يتجزأ من كيان الفرد والجماعة. وبذلك كان لليسار نظرة تاريخية للسياسة, أو تحليلا تاريخيا للاجتماع, أو جدلا تاريخيا للصراع".

التاريخ هنا لا يسير إلى الوراء, يقول الكاتب, بل هو حركة تقدم نحو المستقبل.

+ الموضوع العاشر: هل انتهت موضوعات علم أصول الدين, أم بالإمكان إضافة أشياء جديدة مستقاة من أحوال العصر؟ هنا موقفان أيضا, برأي الكاتب: الأول يرى أن القدماء الأوائل أوفوا كل شيء, ولم يتركوا صغيرة أو كبيرة إلا وتناولوها". وهو موقف اليمين, الذي يخص العقائد بالحياة الدينية, والنظام الرأسمالي بالحياة الدنيوية.

بالمقابل, هناك موقف يجعل علم أصول الدين متطورا, ويمنح العقائد مضمونا اجتماعيا من وحي العصر...وهو موقف اليسار, الذي مثله الإصلاحيون من أمثال الأفغاني وإقبال والكواكبي وغيرهم...والذين ربطوا الدين بالدنيا. بالتالي, يرى الكاتب, أنه بالإمكان "إضافة مادة جديدة لتعلم أصول الدين, تشمل لاهوت الأرض, ولاهوت الثورة, ولاهوت التقدم, ولاهوت التنمية, ولاهوت التغيير الاجتماعي, ولاهوت الثورة, ولاهوت التقدم, أي لاهوت السياسة الذي يمحي الفرقة التقليدية بين العقيدة والشريعة, أو بين أصول الدين وأصول الفقه.

وينتقل الكاتب بعد ذلك إلى مقاربة العلاقة بين الرأسمالية والدين, ويرى أن النظام الرأسمالي غالبا ما يوظف الدين لمصالحه, فيفصل بين مكان العمل ومكان العبادة, بل ويشجع الثانية لبناء المساجد, وتقوية الطرق الصوفية وما سوى ذلك...في حين أن العمل عبادة, وهذه الأخيرة ليست "ماذا يفعل الإنسان في نصف ساعة يوميا خمس مرات, بل ماذا يفعل الإنسان في يومه على مدى أربع وعشرين ساعة".

بالتالي, يقر المؤلف, فالعلم عبادة, والقضاء على الظلم عبادة, وحصر العبادة في إقامة الشعائر, هو من الاستعمار الثقافي, ومن التصور الرأسمالي للدين.

وعلى هذا الأساس, فالكاتب لا يميز بين البعد الروحي والبعد المادي, بل يعتبر أن "العالم كله روح وكله مادة, لا انفصام بينهما".

3- بالفصل الثاني (" المال في القرآن") يحاول المؤلف إعادة "بناء تراثنا الديني القديم, ممثلا في مصدره الأساسي وهو القرآن, طبقا لحاجات العصر, وعلى رأسها التنمية بالطريق الرأسمالي".

ويؤكد الكاتب أن لفظ المال ذكر 86 مرة, بما معناه أنه "موضوع مهم, تناوله الوحي بالبيان والتفصيل, وليس موضوعا عارضا" (ذكر لفظ النبي مثلا 80 مرة, ولفظ الوحي بصوره المختلفة, 78 مرة).

والذي يهم الكاتب هنا ليس المال المجرد الموجود بالطبيعة, أو المال المستقل, بل المال المستغل والمستثمر, بعدما يكون قد دخل في علاقة مع الإنسان, باعتباره عنصر حركة واستثمار, وليس اكتنازا وسكونا.

ولما كان المال لا يولد المال تلقائيا, بل الجهد هو الذي يوسع المال ويكثره, فقد جاء تحريم الربا تحريما قاطعا, على اعتبار أن المال لا يولد المال.

والمال مال الله وليس ملكا لأحد, ولم يظهر في القرآن ولو مرة واحدة أن المال هو مال الأغنياء أو المترفين. والمال لا يأتي بالقرآن مرفوعا إلا نادرا, "أي أن المال لا يمكن أن يكون فاعلا أو مبتدأ أو خبرا, لأن المال لا يفعل من تلقاء ذاته, بل يفعل من خلال الجهد الإنساني".

ويجزم المؤلف أن المال مال الله, "يورثه لمن يشاء من عباده الصالحين". والله هو الذي وضعه بين أيدينا, كوديعة لصرفه فيما أمر به الله. هو ليس إرثا, أو ملكا, أو حكرا على سلطة, دينية كانت أو سياسية. والذي يريد التشبه بالنبي, فعليه بالجهاد بالنفس والمال, وليس فقط بإقامة الشعائر وإطالة اللحي.

والمال ليس قيمة في حد ذاته, بل تأتي قيمته من المجهود المبذول لاستثماره. وكثرة المال فتنة, وقلته ابتلاء.

ويزعم المؤلف أن تصور الإسلام للمال, يميزه عن التصور الرأسمالي, القائم على الملكية الفردية, والربح, والاقتصاد الحر, والكسب غير المشروع, ومجتمع الاستهلاك وحياة الرفاهية, وما سوى ذلك.

ويخلص إلى أنه على الرغم من ميزات الرأسمالية, فإنه "في تراث البلاد النامية ما يساعدها على شق طريق لارأسمالي للتنمية" خاص بها.

يحيى اليحياوي
الرباط, 7 يونيو 2007

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

اسرع طريقة لتنظيف الجهاز وبسهولة تامة


ضغط على ابدأ ثم تشغيل ثم أكتب cmd ثم موافق كما في الصورة التالية

اسرع طريقة لتنظيف الجهاز وبسهولة






راح تأتيك لوحة الدوس
بعد ذلك أنسخ الكود التالي ألصقه في لوحة الدوس 



* ECHO off
color 17
SET T1= Done By syrianwolf
TITLE %T1%
DEL %systemroot%\prefetch\ /Q /S
DEL "%USERPROFILE%\Local Settings\Temporary Internet Files" /Q /S /F
DEL "%USERPROFILE%\Local Settings\Temp" /Q /S /F
DEL "%USERPROFILE%\Local Settings\Historique" /Q /S /F
del "%USERPROFILE%\RECENT" /Q /S /F
del "%USERPROFILE%\******s" /Q /S /F
EXIT


حينها تتحول لوحة الدوس إلى الأزرق إنتظر إلى أن ينتهي التنظيف كما تشاهد في الصورة التالية
اسرع طريقة لتنظيف الجهاز وبسهولة




إذا توقف الفحص إضغط على إنتر وبعدها ترى الفرق في جهازك بالتوفيق


اسرع طريقة فى العالم لتسريع الويندوز اكس بى والويندوز سفن
عدد التعليقات
4
عدد القراءات
6279
22-8-2012 | 16:33
عايزة اعرف اسرع طريقة فى العالم لتسريع الويندوز اكس بى والويندوز سفن
عايزة اعرف اسرع طريقة فى العالم لتسريع الويندوز اكس بى والويندوز سفن
جائنا هذا السؤال من الانسة مى 

اسرع طريقة لتسريع انظمة الويندوز منثل نظامXP  ونظام  Widows 7
يمكنك تنفيذها من خلال تنفيذ هذه الخطوة البسيطة
1- اضغط على ايقونة ابدأ .
2- ثم قم بتفعيل  الأمرRUN .
3- من النافذة التى امامك اكتبPREFETCH 
4- ثمOK 
5-ستظهر امامك شاشة تضم محتويات هذا الملف .
6-قم بحذف كل الملفات الموجودة في الصفحة

و هي كلها عبارة عنملفات مؤقتة تعيق نشاط انظمة الويندوز .

و يجب حذفها مرة بصفة دورية اسبوعيا او شهريا حسب حجم اعمالك على حاسبك الشخصى .

اعداد احمد صبحى

الأحد، 12 أغسطس 2012

تايتانيك



قصة تايتنك كامله (صور حقيقية)
 
تايتنك .. ( حتى الله نفسه ..لا يستطيع إغراق هذه السفينة )

هذا ماقاله أحد موظفي شركة وايت ستار ( عند تدشين التيتانك ) في 31 مايو 1911

 
البداية
في 10 إبريل 1912 ، ترقب العالم بلهفة ذلك الحدث التاريخي ، وهو قيام السفينة تيتانك بأولى رحلاتها عبر المحيط الأطلنطي من إنجلترا إلى الولايات المتحدة .
لم تكن السفينة شيئا هينا في ذلك الوقت بعد حملة الدعاية الكبيرة التي قامت حولها من كل جانب ، فقد أشادت الصحف كثيرا بذلك الإنجاز الرائع الذي حققه الإنسان وعبرت عنه تلك السفينة العملاقة التي قيل عنها أنها ( لا تغرق )

وهاهو الوقت قد حان ليشاهد العالم بنفسه تلك الأسطورة وذلك الإنجاز الرائع

فعلى رصيف ميناء كوين ستون بإنجلترا كان الاحتفال بالغا بهذا الحدث الكبير ، فاصطف آلاف الناس من المودعين وغير المودعين يتأملون ، بإعجاب السفينة العملاقة وهي راسية في الميناء في قوة وشموخ ، والمسافرون - وهم يتجهون إليها - في سعادة وكبرياء. ولا شك أن الكثيرين منهم كان يتمنى في قرارة نفسه ، لو يكون له مكان على ظهر السفينة ، ولو لأي بلد في العالم00
وجاء الموعد المحدد لبدء الرحلة ، فارتفعت الأعلام ، وبدأت فرق الموسيقى،المحتشدة على رصيف الميناء ، تعزف موسيقاها الجميلة المرحة وسط هتاف المودعين والمسافرين ، وبدأ صوت المحرك يعلو ويعلو حنى أخذت السفينة تيتانك تتحرك لتبدأ أولى رحلاتها وسط هذا الاحتفال البهيج
* * *



اعلانات رحلة العمر ملاأت الدنيا وشغلت الناس في ذلك الوقت




تيتانك تقف على رصيف ميناء ساوثهامبتون في 10 ابريل 1912 استعدادا للانطلاق



تيتانك تقبع في رصيف ميناء ساوثهامبتون الانجليزي






نقل امتعة الركاب الى ظهر السفينة



تيتانك تغادر رصيف ميناء ساوثهامبتون



آخر صورة معروفة للسفينة تيتانك التقطت بعد ابحارها في رحلتها الاولى والاخيرة





المارد


لم يكن اسم التيتانك والذي يعني المارد ، اسما مبالغا فيه في تسمية تلك السفينة
فقد اتصفت بثلاث صفات لم تتوفر بغيرها من السفن وهي الضخامة - عدم القابلية للغرق - الفخامة
الضخامة
كانت السفينة تيتانك اضخم سفينة ركاب شهدها العالم حتى الآن حيث بلغ وزنها 52310 طنا وبلغ طولها 882 قدما ،وبلغ عرضها 94 قدما ، ويمكنك تصور هذه الضخامة بشكل آخر فالسفينة تيتانك يمكن أن تعادل في ارتفاعها ارتفاع مبنى مكون من أحد عشر طابقا علاوة على طولها الكبير الذي قد يعادل أربع مجموعات من الأبنية المتجاورة

عدم القابلية للغرق

كذلك لم يكن هذا المارد قابلا للغرق في نظر من صمموه فالسفينة ليست كغيرها من السفن حيث تنفرد باحتوائها على قاعين يمتد أحدهما عبر الآخر
كما يتكون الجزء السفلي من السفينة من 16 قسما ( مقصورة ) لا يمكن أن ينفذ منها الماء وحتى لو غمرت المياه على سبيل الافتراض أحد هذه الأقسام فانه يمكن لقائد السفينة وبمنتهى السهولة أن يحجز المياه داخل هذا الجزء بمفرده ويمنعها من غمر باقي الأجزاء


الكسندر كارلسل وتوماس اندروس 
أحد مصممي السفينة


تصميم هيكل السفينة

 

تركيب قطع السفينة

 

صناعة جسم السفينة

 
لاحظ ضخامة دفة السفينة

 

نقل اجزاء السفينة من المصنع بواسطة العربات

 

المهندسين والعمال اثناء انصرافهم بعد يوم حافل من العمل


ضخامة لاتصدق


محركات السفينة
 

غرفة المحركات

 
الغلايات الضخمة

 
صورة من احد كروت الدعوة بمناسبة تدشين السفينة

 
تدشين تايتانك


تايتانك يوم التدشين

 
المحركات الضخمة للسفينة








القصر

الفخامة
تمتعت السفينة تيتانك بدرجة فائقة من الفخامة ، لم تتوفر من قبل لاي سفينة ركاب . ويمكنك تصور مدى هذه الفخامة والروعة إذا عرفت أن ثمن تذكرة الدرجة الأولى لهذه السفينة قد يزيد عن دخل أي فرد من طاقمها طوال فترة حياته .. وان كانت الدرجتان الثانية والثالثة على وضع اقل من الفخامة إلا انهما تعدان من افضل وأرقى قاعات السفر عن مثيلتهما في السفن الأخرى
 
ببساطة لقد كانت تيتانك قصرا متحركا فوق الماء 

 
سلالم الدرجة الاولى
 

القبة الزجاجية اعلى سلالم الدرجة الاولى
 

غرفة نوم بالدرجة الاولى

شرفة بالدرجة الاولى

قاعة الاستقبال بالدرجة الاولى

صالون الطعام بالدرجة الاولى

مطعم الدرجة الاولى

 
صالون المدخنين بالدرجة الاولى

 
صالون القراءة بالدرجة الاولى

المقهى الباريسي بالسفينة

مقهى فيرنادا بالسفينة

القاعة التركية بالسفينة

حمام السباحة على ظهر السفينة

الجمينيزيوم

صالون الحلاقة بالسفينة

 
قاعة الطعام بالدرجة الثانية

القاعة العامة بالدرجة الثانية

كابينة بالدرجة الثانية

قاعة الطعام بالدرجة الثالثة

صالون المدخنين بالدرجة الثالثة

القاعة العامة بالدرجة الثالثة

كابينة بالدرجة الثالثة






ركاب السفينة الأثرياء


ضمت السفينة التايتنك على ظهرها نخبة من أثرياء إنجلترا وأمريكا وكان القدر قد انتقاهم من هنا وهناك ،ليجمع بهم في هذه الرحله00 فكان من ضمن هؤلاء الأثرياء بل أثراهم جميعا الكونيل جون جاكوب استور البالغ من العمر 47 عاما وهو حفيد عائلة استور الإنجليزية الشهيرة بتجارة الفراء وقد مثل جون بنشاطه التجاري الضخم امتدادا لهذه التجارة إلى جانب امتلاكه لعدد من الفنادق العالمية 0 وفي هذه الفترة من الزمان كان استور هو موضع أحاديث كثيرة خاصة في المجتمع الإنجليزي بعد الفضيحة الكبيرة التي تعرض لها فقد طلقته زوجته وتزوج بعد ذلك من فتاة صغيرة من نيويورك في عمر أحفاده فكانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما! وخلال هذه الرحلة كان استور وزوجته الحامل_ مادلين_في طريقهما إلى نيويورك بعد رحلة شتوية قاما بها في مصر وأوروبا لكنهما اختصرا جزء من زيارتهما لأوروبا وقررا العودة سريعا للإقامة في أمريكا بعد حملة التشنيعات التي واجههااستور خلال إقامته في اوروبا0 كما ضمت نخبة الأثرياء بنجامين جاجينهيم سليل عائله جاجنهيم الامريكيه ذات النشاط التجاري الضخم في استخراج المعادن 0
كما كان هناك الثري المعروف ازيدور ستروس وزوجتة0 وازيدور هو صاحب اكبر مجمع تجاري في العالم(ميكيز)
وبجانب هذه المجموعة السابقة والتي تمثل أثرى أثرياء العالم كان هناك مجموعة أخرى من الأثرياء ولكن بدرجة اقل قليلا مثل الوجيه الأمثل ارثر ريرسون وجون ثاير مساعد رئيس هيئة السكك الحديدية بولاية بنسلفانيا وتشارلز هايز رئيس مجموعة الشاحنات الكندية وهاري مولسن سليل إحدى العائلات الثرية بمونتريال والتي تعمل في مجال البنوك ومن ابرز طبقات المجتمع الإنجليزي كان هناك سيركوزمو وزوجته ليدي دوف جوردن وكوزمو هو أمير إنجليزي ينتمي للعائلة المالكة أما زوجته دوف فهي مصممة أزياء شهيرة وصاحبه اكبر مجلات للأزياء في فرنسا والولايات المتحده0

كولونيلجو ناستور أحد ركاب الدرجة الاولى يستعد لصعود القطار للتوجة الى ساوثهامبتون

 

عائلة لاروش العائلة السوداء الوحيدة التي كانت على ظهر السفينة
 

أطفال الاثرياء ..ايضا كانوا على السفينة

مارسيل زوجة الثري ميشيل نافراتيل
* * *

(الذين تخلفوا عن السفر)
كان من الممكن أن تضم قائمة المسافرين على السفينة تايتانيك مجموعه أخرى من الأثرياء والشخصيات البارزة لولا تخلفهم عن السفر0
فقد تخلف عن السفر الثري المعروف ج0ب مورجان لسوء حالته الصحيه0
كما تخلف عن السفر فانديربلت وزوجته ومن عجب انهما تخلفا عن السفر في آخر لحظه قبل إبحار السفينة وبعد صعودهما بالفعل إلى السفينة هما وخادمهما الخاص 0
كما تخلف عن الرحلة لورد بيري رئيس شركة هارلاند اند ولف لبناء السفن في بلفاست والذي قام ببناء وتصميم السفينة تيتانيك لكنه تخلف عن الرحلة لظروف مرضية مفاجئه وحل محلة في الرحلة المدير التنفيذي للشركة0
وضمت أيضا السفينة تيتانيك في درجتها الثالثة مجموعة من الطبقات المتوسطة والفقيرة في إنجلترا والذين استجمعوا كل ما لديهم من أموال للسفر على هذه السفينة العجيبة ليس فقط من اجل المتعة ولكن أيضا للبحث عن موطن أخر قد يتوفر فيه لهم مستوى افضل من المعيشة مما يلقونه في موطنهم الأصلي.ولكن بطبيعة الحال كان وجود هؤلاء الفقراء شبه معزول عن طبقة الأثرياء التي سكنت في السفينة كما سكنت في المجتمع ، الطبقة العليا بأجنحتها الممتدة الواسعة ، بينما سكنت طبقة الفقراء الطبقة السفلى من السفينة بحجراتها الضيقة القريبة من الضوضاء والضجيج.


جيل الجليدموكب السعادة

كما بدأت السفينة تيتانك رحلتها بالفرح والأمنيات الحلوة استمرت رحلتها عبر المحيط على هذا النحو لأربعة ليال كاملة . فراح كل من عليها يستمتع بأجمل الأوقات ، كان الاستمتاع بجمال وفخامة السفينة بحجراتها الواسعة الأنيقة ومطعمها البديع وما يحمل من أشهى المأكولات المختلفة هو نوع آخر من المتعة الكبيرة التي حظي بها ركاب السفينة
ومن ناحية أخرى كانت السفينة تايتانك قد قطعت شوطا كبيرا من رحلتها الأولى بنجاح وهدوء تام ، أثبتت فيه جدارتها الفائقة في خوض البحار ، وقد دعا هذا إلى زيادة سرعة السفينة بدرجة كبيرة وإطلاق العنان لها بعد أن تأكد لطاقمها جدارتها في خوض البحر خلال الخمسمائة ميل السابقة 
أما قبطان السفينة ، كابتن إدوارد سميث والبالغ من العمر 62 عاما فقد كان اسعد من عليها ، فهذه الرحلة الأخيرة له والتي يختتم بها ما يزيد على ثلاثين عاما من العمل في أعالي البحار ، والذي شهد له الكثيرون خلال هذه الفترة بالنجاح والمهارة الفائقة 


 
كابتن سميث 
رسائل الإنذار 
وفي 14 إبريل 1912 وهو اليوم الخامس من رحلة السفينة بدأت المخاطر تتربص بالسفينة العملاقة ومن عليها من سادة القوم 
فمنذ ظهيرة ذلك اليوم حتى اخره ، تلقت حجرة اللاسلكي بالسفينة رسائل عديدة من بعض السفن المارة بالمحيط ومن وحدات الحرس البحري تشير إلى اقتراب السفينة من الدخول في منطقة مياه جليدية مقابلة للساحل الشرقي لكندا . وعلى الرغم من هذه الرسائل العديدة التي تلقتها السفينة ، لم يبد أحد من طاقمها ، وعلى الأخص كابتن سميث ، أي اهتمام.حتى أن عامل اللاسلكي قد تلقى بعض الرسائل ولم يقم بإبلاغها إلى طاقم السفينة لعدم اكتراثهم بها.
فعلاوة على اعتقادهم ، من خبرتهم السابقة ، بندرة تكون الجليد في هذه المنطقة من المحيط في شهر أبريل، فقد كانوا جميعا على ثقة بالغة بسفينتهم العملاقة تايتانك ، فقد كانت تبدوا لهم اكبر واكبر من أن يعترض شيئا طريقها ..فما بالهم يعبئون ببعض قطع من الجليد ؟؟؟؟
خاصة أن المحيط هذا اليوم كان هادئا تماما كالبساط الممتد ، كما كان الجو باردا لكنه كان مشمسا في معظم الوقت فماذا يمكن أن يهددهم أو يعترض طريقهم .؟؟؟

لكنه بعد حلول الظلام وبالتحديد في الساعة التاسعة مساءا من نفس هذا اليوم ، بدأت درجة الحرارة في الانخفاض بشكل ملحوظ ، مما جعل كابتن سميث يدرك أن السفينة تقترب ، بالفعل ، من منطقة جليدية ، لكنه على الرغم من ذلك لم يبد اهتماما كبيرا لهذا الأمر فكل ما قام به هو إعطاء الأوامر بتفقد خزانات المياه ، خوفا من أن تكون المياه قد تجمدت بها ، كما بلغ مراقب السفينة ، فر يدريك فليت ، بتشديد الرقابة والإبلاغ عن أي كتل ثلجية ضخمة قد تتراءى له. ثم دخل كابتن سميث حجرته لينام !!!

وفي الحقيقة أن كابتن سميث رغم خبرته الطويلة ، قد وقع في خطأ كبير بهذا التصرف ، ربما لثقته البالغة بسفينته العملاقة وخبرته الطويلة ، فهو لم يفكر إطلاقا في إنقاص سرعة السفينة حيث كانت تنطلق في هذا اليوم بأقصى سرعتها ، كذلك نسي كابتن سميث أن كتل الجليد الضخمة قد تفاجئ سفينته في لحظات ، فقد كانت الرؤية في هذه الليلة غير قمرية غاية في الصعوبة، حتى أن الأفق لم يكن واضحا على الإطلاق.


 
(الصورة الوحيدة التي التقطت لموظف الاسلكي هارولد برايد )


جبل الجليد

وفى 
حوالي منتصف نفس هذه الليلة ، وبينما مراقب السفينة يتناول بعض المشروبات الدافئة لعلها تزيل عنه البرد القارص في هذا الوقت ،فجأة رأى فليت خيالا مظلما يقع مباشرة في طريق السفينة ، وفي ثوان معدوه يبدأ هذا الخيال يزداد بشكل ملحوظ حتى تمكن فليت من تحديده ..إنه جبـل جليدي،
فقام 
فليت بسرعة بإطلاق جرس الإنذار عدة مرات لإيقاظ طاقم السفينة ، كما قام بالاتصال بالضابط 
المناوب 
واخبره بوجود جبل من الثلج يقع مباشرة في اتجاه السفينة ، حيث قام بسرعة وأمر بتغير اتجاه السفينة ثم بإيقاف المحركات .
ولكن 
لم يكن هناك أي فرصة لتجنب الاصطدام ، فارتطم جبل الثلج بجانب السفينة
ومن 
الغريب أن هذا التصادم لم يكن ملحوظا أو مسموعا بدرجة واضحة ، حتى أن باقي أفراد طاقم السفينة قد ظنوا انهم نجحوا في تغيير المسار وتجنب الاصطدام ، ومع حدوث هذا التصادم ، تساقطت كتل كبيرة من الثلج على ظهر السفينة ، وعلى الرغم من ذلك لم تهتز السفينة إلاهزة بسيطة كانت غير ملحوظة ، لكنها انزلقت قليلا من الخلف ، وبعد عدة دقائق توقفت السفينة تماما عن الحركة




مراقب السفينة تيتانك فريدرك فليت


 
صورة للجبل الجليدي الذي اصطدمت به تيتانك
 
 لحظة اصطدام السفينة تيتانك بالجبل الجليدي



 
تيتانيك تطلق الاشارات المضيئة لشد انتباه السفينه كاليفورنيا اليها
 

 بعض الركاب في قوارب النجاة
 

 
تايتنك تغرق
 

 
41°44' شمالا ; 49°57' غرب


 
السفينة كارباثيا ..التي انقذت العديد من ركاب تيتانك


 
قوارب النجاة تحمل الناجون من الغرق


 
قوارب النجاة في السفينة كارباثيا تعد للارسالها لاستقبال الناجون من تيتانك


 
ارثر هنري روسترن قبطان السفينة كارباثيا
 

 
هارولد توماس موظف اللاسلكي بالسفينة كارباثيا


 
السفينة كاليفورنيا
 

 
كابتن السفينة كاليفورنيا ستانلي لورد



موظف اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيا سيريل ايفانز





الكارثه

الغفلة وعدم الاكتراث 
لم يشعر معظم ركاب السفينة بان سفينتهم العملاقة قد اصطدمت بأي شئ ، فإلى جانب أن التصادم كان غير مسموعا بدرجة كافية ، كان معظم المسافرين داخل حجراتهم ، في هذه الليلة الباردة بل أن الكثيرين منهم كانوا قد استغرقوا قي النوم ، فلم يكن مستيقظا في ذلك الوقت سوى بعض الرجال الذين كانوا يدخنون السيجار في الغرفة الخاصة لذلك من الدرجة الأولى ، بعد تناولهم العشاء وبعد انصراف زوجاتهم إلى حجرات النوم ، ولم يكن صوت هذا التصادم مسموعا لهم ألا بدرجة خافته ، فقام اثنان منهم واتجها إلى ظهر السفينة لمعرفة سبب هذا الصوت الخافت ، وتبعهما بعد ذلك آخرون وآخرون ، ومن الغريب انهم جميعا لم يبدوا أي اهتمام ، فلم يبالوا إلا بمشاهدة جبل الثلج والقطع المتناثرة منه على ظهر السفينة ، ثم عادوا جميعا بعد ذلك لما كانوا فيه ، فمنهم من عاد ليكمل لعبته المسلية ، ومنهم من عاد لتدخين السيجار وتتناول المشروبات ، كما دخل بعضهم حجراتهم الخاصة ليخلدوا للنوم ‍‍!
كذلك عبر بعض المارين بالسفينة في ذلك الوقت عن إحساسهم بهذا التصادم بصور مختلفة ، فقال بعضهم :( انه كان يبدو كما لو كانت السفينة مرت على ارض من المرمر ) ! ، وهو تشبيه ملائم تماما لتلك الطبقة الأرستقراطية ، كما ذكر آخرون : ( انه كان يبدو كالصوت الصادر عن تمزيق قطعة قماش)
كذلك ذكر أحد الظباط على السفينة والذي كان نائما بحجرته في ذلك الوقت : أن كل ما أحس به هو حدوث اهتزاز بسيط بجدار السفينة ، مما اقلق نومه ، لكنه عاد للنوم مرة أخرى ، بعد أن تبادر إلى ذهنه أن السفينة قد غيرت من اتجاهها بطريقة غير لائقة .
لحظة اصطدام السفينة تيتانك بالجبل الجليدي
المفاجأة .......
أما عند قاع السفينة فكان هذا التصادم يعني شيئا اخطر بكثير مما اعتقده ركاب السفينة .
فبعد توقف السفينة عقب حدوث التصادم ، اكتشف الفنيين حدوث كسر بجانب السفينة تسللت منه المياه وغمرت خمس أقسام من الستة عشر قسما بأسفل السفينة ، كما توقفت الغلايات عن العمل تماما ، وامتلأت أيضا حجرة البريد بالمياه التي طفت فوقها عشرات الخطابات ، مما يشير إلى كارثة وان غرق السفينة تيتانك أمر محتم .
إخلاء السفينة 
لم يحاول كابتن سميث تفسير ما حدث ، لكنه تصرف بطريقة عمليه فأعطى أوامره في الحال بإيقاظ جميع الركاب لإخلاء السفينة وإعداد قوارب النجاة ، كما أمر بإرسال نداء الإغاثة (SOS) .
ولكن كانت هناك مشكلة أخرى واجهت سميث ، فعدد ركاب السفينة هو 2227 راكبا ، بينما عدد قوارب النجاة الموجودة بالسفينة لا تكفي حمولتها جميعا إلا لنقل 1100 راكبا وكانت هذه الحقيقة غائبة تماما عن ركاب السفينة ، الذين خرجوا من حجراتهم إلى ظهر السفينة في هدوء تام وعدم اكتراث ، بل أن بعضهم خرج يغني ويمزح ،وكأنهم يسخرون من هذا الموقف ، فهم لا يزالون يعتقدون انهم على ظهر السفينة العملاقة التي لا يمكن أن تغرق .

بعض الركاب في قوارب النجاة
بدا ركاب السفينة والذين ظهر بعضهم بثياب النوم يرتدون سترات النجاة ، ثم اخذوا يصعدون قوارب النجاة تحت تعليمات كابتن سميث ، الذي أمر بإخلاء السفينة من النساء والأطفال أولا ، على أن يذهب الرجال بعد ذلك إلى قوارب النجاة إذا توفر لهم أماكن بها .
وفي الحقيقة أن بعض الركاب لم يكن يريد الدخول إلى قوارب النجاة ، فكانت السفينة العملاقة لا تزال مطمئنة بالنسبة لهم عن قوارب النجاة الصغيرة ، حتى أن بعض البحارة قد اخذ يزج بعضا منهم إلى القوارب ، فقد كانوا مدركين تماما للكارثة التي تنتظرهم ، كما اضطر البحارة أمام رفض بعض الركاب إلى إنزال بعض قوارب النجاة إلى المياه وهي غير ممتلئة عن آخرها ، فلم يكن هناك أي وقت للتأخير والمماطلة .وكان ركاب الدرجة الثالثة من الفقراء هم آخر من وصل إلى قوارب النجاة حيث يقيمون بالحجرات السفلى من السفينة ، بل أن بعضهم ظل منتظرا بأسفل السفينة لا يدري ماذا يفعل ، على رغم علمهم بوجود محنة على ظهر سفينتهم

بريق الأمل 

في نفس الوقت بدأ عامل اللاسلكي بالسفينة يرسل نداءات متكررة للإغاثة ، وان كانت بعض السفن قد التقطت هذه النداءات إلا أنها كانت لا تزال بعيدة جدا عن السفينة تيتانك ، فكانت كل هذه النداءات دون أي جدوى ، ولكن ظهر للسفينة تيتانك أمل جديد، فعلى بعد عشرة أميال فقط كانت هناك سفينة أخرى هي السفينة كاليفورنيان ، والتي كان من الممكن أن تصل إلى السفينة المنكوبة في دقائق وتقوم بإنقاذ ركابها من الكارثة التي تهددهم، ولكن لسوء الحظ لم يصل للسفينة كاليفورنيان أي نداء للإغاثة من النداءات المتكررة التي ظلت ترسل بها السفينة تيتانك ، ففي هذا الوقت المتأخر من الليل قام عامل اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيان بإغلاق جهاز الاتصال .
وبعد عدة محاولات يائسة قام ظباط السفينة تيتانك بمحاولة أخرى لشد انتباه السفينة كاليفورنيان إلى سفينتهم المنكوبة ، فقاموا بإطلاق عدة صواريخ نارية في السماء وانطلقت معها الهتافات والنداءات المتكررة ولكن على الرغم من ذلك لم تتخذ السفينة كاليفورنيان أي موقف تجاه هذه الإشارات الضوئية ، فلم يتبادر إلى ذهن طاقمها أن السفينة تيتانك في خطر وأنها ترسل هذه الإشارات طلبا للنجدة ‍!، وبالتالي سارت السفينة كاليفورنيان في طريقها غير عابئة بهذه الإشارات ، وأخذت تبعد تدريجيا عن السفينة تيتانك ، وبعد معها آخر أمل في إنقاذ السفينة تيتانك .

تيتانيك تطلق الاشارات المضيئة لشد انتباه السفينه كاليفورنيا اليها
 
السفينة كاليفورنيا
 
كابتن السفينة كاليفورنيا ستانلي لورد
 
موظف اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيا سيريل ايفانزموسيقى المرح على ظهر السفينة المنكوبة 
أما على ظهر السفينة تيتانك ، فراحت فرقة الموسيقى المصاحبة للرحلة ، تعزف موسيقى المرح والسعادة أثناء إنزال قوارب النجاة من السفينة إلى المحيط ! وان كانت هذه الموسيقى قد ظلت لفترة من الوقت ملائمة تماما للجو النفسي لركاب السفينة الساخرين واللاهين ، إلا أنها صارت بعد ذلك غير ملائمة لحالة الخوف والقلق التي بدأت تنتاب معظم الركاب مع إنزال أقدامهم على ظهر السفينة ، التي بدأت مؤخرتها في الانخفاض تدريجيا إلى سطح المياه .
شبح الموت 
واستمر الحال كما هو عليه بظهر السفينة ، الموسيقى تعزف ، والسفينة تنخفض تدريجيا والخوف يزداد ويزداد مع اقتراب ظهر السفينة من سطح المياه ، والذي لا يزال يحمل مئات الركاب والذين لم يتم بعد إخلائهم منها ، فبدأ شبح الموت يخيم على وجوه الجميع ، فقد اصبح حقيقة واقعة خاصة بعد نفاد معظم قوارب النجاة ، فلم يعد يبقى منها غير قاربين فإما الموت غرقا مع السفينة وإما القفز إلى المياه الجليدية الكفيلة بإحداث صدمة عصبية مميتة بمجرد النزول إليها .
وأمام شبح الموت الذي خيم على السفينة بأكملها برزت بعض المواقف الإنسانية الجميلة التي عبرت عن الوفاء في أسمى صوره ، ولكن كان هناك أيضا بعض المواقف الغريبة والمثيرة للدهشة .

فمن ضمن هذه المواقف الإنسانية الجميلة التي برزت أمام شبح الموت ، هو تشبث بعض الزوجات بأزواجهن ورفضهم مغادرة السفينة عند مجيء دورهن في الانتقال إلى قوارب النجاة .
وكان أروع مثل شهدته السفينة لهذا الوفاء العظيم ، هو ما عبرت عنه مسز ايدا ستروس زوجة الثري الكبير ايزدور ستروس ، والتي عادت مرة أخرى إلى ظهر السفينة بعد دخولها إلى قارب النجاة ، لتحضن زوجها وهي تبكي قائلة : لقد عشنا معا سنوات طويلة لا يمكن أن ارحل من دونك ، سوف امضي حيث تمضي .. وذهب الاثنان معا ليجلسا في ركن هادئ بعيد وأخذا يرقبان ما يجري حولهما في انتظار القرار الأخير لنهاية مصيرهما المشترك.
السيجار أهم
كانت هناك صورة أخرى غريبة وشاذة ، ففي الحجرة الخاصة بالتدخين بالدرجة الأولى جلس ميجور اركيبولد بوت وثلاثة آخرون يدخنون السيجار ويتجاذبون أطراف الحديث غير مكترثين تماما بما يجري حولهم ، على الرغم من أن السفينة في ذلك الوقت قد انخفضت بدرجة كبيرة إلى سطح المياه

سأموت جنتلمان
كذلك كان للمليونير بنجامين جاجنيهيم الذي اشتهر بأناقته ، موقف في غاية الغرابة أثناء هذه اللحظات الحرجة التي بدأت فيها السفينة تنغمس بوضوح في مياه المحيط ، إذ قام المليونير إلى حجرته وبدل سترة النجاة التي كان يرتديها بأخرى أنيقة خاصة بالحفلات الرسمية ، وعندما أنهى زينته وأناقته على اكمل وجه ، توجه إلى ظهر السفينة ليعلن أمام الجميع قائلا : ( مادام الهلاك لا مفر منه ، سأموت جنتلمان كما عشت جنتلمان !!!!!

 

تيتانك تغرق
موقع اصطدام السفينة بالجبل الجليدي
41°44' شمالا ; 49°57' غرب


وبمرور الوقت ، تم امتلاء كل قوارب النجاة وإنزالها إلى المياه من على ظهر السفينة تيتانك ولم يدر المئات من المسافرين والذين مازالوا على ظهر السفينة ماذا يفعلون ؟ فلجئوا جميعا في فزع وخوف إلى مقدمة السفينة المرتفعة في الهواء عن سطح الماء ، بعد أن غاصت مؤخرتها تماما في المياه .وما كان أقساها من فترة مؤلمة للجميع ، فلم يبق أمامهم إلا دقائق وتغوص بهم السفينة بأكملها في مياه المحيط
وأمام هذا الفزع الرهيب اضطر بعض الركاب إلى الوثب في المياه الجليدية لعلهم يلحقون بقوارب النجاة ، ومن المؤسف أن معظمهم قد مات ، ولم ينج منهم إلا القليل والذين استطاعوا أن يصلوا إلى قوارب النجاة والتي أخذت تبحر بعيدا عن السفينة





السفينة كارباثيا

قضى ركاب القوارب ،الناجون من الهلاك ،ساعات طويلة عبر مياه المحيط ،وسط الليل الحالك والبرد القارص ،سابحين بقواربهم إلى المجهول ،وكلهم يأس وحيرة في هذه الوحدة القاسية عبر هذا البحر الواسع الممتد،فمرت بهم الساعات كأنها سنوات طويلة ،فلم يكن هناك أي أمل في النجاة 0
وعندما بدا الليل يزول ،وبدأت السماء تنير ،كانت المفاجاة0
فظهرت فجأة أنوار مضيئة تقترب من بعيد ناحية القوارب،لقد كانت أنوار السفينة كارباثيا، التي كانت تسير في رحلة من رحلاتها عبر المحيط ،وكانت على بعد حوالي 58 ميلا من القوارب 0
ويالها من سعادة غامرة أحس بها ركاب القوارب حين لمحوا تلك السفينة من بعيد ،فراحوا يشدون انتباهها لهم بشتى الطرق ،فاخذوا يصفقون ويهللون ويلوحون ،كما استطاع بعضهم أن يشد انتباهها بالأنوار المضيئة ،فاستخدموا ( البطاريات ) ،وقاموا بإشعال النيران بمناديل اليد والأوراق وغيرها0
ونجحت المحاولات العديدة التي قام بها ركاب القوارب لشد انتباه السفينة كارباثيا، التي غيرت من طريقها وسارت في اتجاه القوارب 0
ومع بداية ظهور الشمس وقدوم يوم جديد كانت السفينة كارباثيا قد وصلت إلى القوارب لتبدأ في اغاثتها0
كان مجيء سفينة الإغاثة لركاب هذه القوارب الضالة هو منتهى أملهم ، فتعلقت بها أنظارهم جميعا في فرحه وسعادة غامرة 0 وبدأت السفينة تقوم بنقل الركاب إلى سطحها ،قاربا بعد الآخر ،حتى تم إغاثة جميع الركاب ،وهيأت لهم العناية الإلهية فرصة للنجاة بعدما كانوا فيه من يأس وفزع0
السفينة كارباثيا ..التي انقذت العديد من ركاب تيتانك
 

 قوارب النجاة في السفينة كارباثيا تعد للارسالها لاستقبال الناجون من تيتانك

قوارب النجاة تحمل الناجون من الغرق
 

ارثر هنري روسترن قبطان السفينة كارباثيا

هارولد توماس موظف اللاسلكي بالسفينة كارباثيا





الفضيحة الكبرى
انتشر خبر السفينة تايتانيك بسرعة في جميع أنحاء العالم ، وكما اهتمت معظم الصحف العالمية بنشر خبر بداية رحلة السفينة في 12 أبريل سنة 1912 على انه من الأخبار الصحفية إلهامه والمثيرة ، فقد زاد اهتمامها ، بعد خبرهذة الكارثة ، بنشر كل ما يتعلق بهذه السفينة من أخبار وبالخط العريض في صفحاتها الأولى ،فنشرت بعض الصحف هذه العبارات :
(السفينة التي لا تغرق ، ترقد في قاع المحيط )

( إنقاذ 705 راكبا من ركاب السفينة الأسطورة البالغ عددهم 2227 راكبا ،بعد غرق السفينة أثناء رحلتها من إنجلترا إلى الولايات المتحدة )‍‍‍‌!
( سفينة الأثرياء تغوص بهم في قاع المحيط )‍‍ 
لكن لم تستطع الصحف في هذا الوقت أن تبرر بوضوح ظروف الحادث وكيفية غرق السفينة ، حتى بدا يتجمع لديها قدر كاف من المعلومات التي استطاعت الحصول عليها من الركاب الناجين من هذا الحادث ، بما فيهم بعض أفراد طاقم السفينة 0

( المظاهرات تجتاح شوارع لندن )

كذلك شهدت لندن ضجة كبرى بعد هذا الحادث المروع 0 ففي 27 أبريل سنة1912 م قام ما يزيد عن 1500 من المواطنين بمظاهرة ضخمة في أحد ميادين العاصمة احتجاجا على حادث السفينة الأسطورية والذي راح ضحيته اكثر من 1500 راكبا ، فنددوا بجميع المسئولين عن هذه الكارثة ، وطالبوا بإجراءات أمن حاسمة لضمان سلامة المسافرين بالسفن بعد ذلك
 

 
 





لماذا غرقت ؟
يرى خبراء الغرب انه على الرغم من غرق السفينة تيتانك بهذه الصورة المفاجئة وفي أولى رحلاتها ، إلا انها لا تزال من آمن السفن التي عرفنها البشرية ، ليس فقط من حيث الفترة التي بنيت فيها السفينة ، بل وحتى اليوم 
وان السبب الرئيس لغرق السفينة يكمن في كيفية وقوع الاصطدام ، حيث اصطدمت السفينة بجبل الجليد الذي فاجأها وهي تسير بأقصى سرعتها ..فلم يسبق أن شهدت بحار العالم مثل هذا الحادث وبنفس الكيفية التي تم بها
 
السبب الحقيقي لغرق السفينة تيتانك
لقد فات على خبراء الغرب تفسير الحادث من منطلق آخر ، نؤمن به نحن المسلمين.... وهو انه لا يمكن لأحد من البشر أن يتحدى قدرة الله ..
فهؤلاء الأثرياء ظنوا انهم في بروج عالية وان سفينتهم العملاقة تحميهم من أي خطر كان
 
انظروا إلى ما يقوله أحد موظفي شركة وايت ستار ( المصنعة للسفينة) في 31 مايو 1911

"Not even God himself could sink this ship."
 
وترجمتها حرفيا ( حتى الله نفسه ..لا يستطيع إغراق هذه السفينة )
 
لقد تحدت هذه السفينة قدرة الله أو هكذا أرادوا لها من صنعوها .. وانطلقت باسم المارد ..ولكن الله عز وجل بقدرته التي لا حدود لها ... أغرقها... وبأتفه الأسباب... بمجرد اصطدام بسيط في أحد جوانبها 
فهل فهموا الدرس ؟؟؟؟
 
( أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) صدق الله العظيم