الاثنين، 30 يناير 2012

عندما يكون التشهير تقربا لله وللوطن



صخب .. ضجيج تشهيري لم  يكن له سابقة في مصر من قبل .. ولم يعرف عن المصري الطيب في تاريخه الطويل هذا الإنفلات الأخلاقي اللساني .. وكان أقصي ما يصل إليه حنقه هو أن يؤلف نكته ساخرة تنفث عما في قلبه من كبت ..

أما الآن فأقل ما يفعله الواحد منا ـ في اليوم الواحد ـ أن يكون قد شهَّر بخمسين شخصا عمدا وتربصا وتقربا إلي الإله والوطن .. ودفاعا عن حمي الدين والأوطان .. وأصل صفات النفاق الفجور في الخصومة ( وإذا خاصم فجر ) .. صواميل انضباط الأخلاق بالخصومة تنفلت .. فلا قرآن يضبط ولا سنة ولا حتي صفات الإنسان التي توفرت حتي في أهل الجاهلية .. من عدم الغدر والتعدي إلا بشرف .. والذي ليس معه سلاح يعطي السلاح ليدفع به عن نفسه ..

التشهير : تشويه ، تشفي إظهار حقدٍ مختفٍ وحسدٍ لم ينجلِ ولغة التشهير لا تلتزم لا بقواعد ولا بأصول فيظهر لحنها في الآداب ، وتؤثر فيها ركاكة غياب الحقيقة ، وإن نمّقها صاحبها بفصيح العبارات وجزيل الكلمات .. يتعذر علي صاحبها الوصول إلى مقام الكبار ، ويتعسر عليه الحصول على المراد فيمتطي أسوأ جواد, ومع سوء موقفه يردفه بسوء صنيعه فظلمات بعضها فوق بعض

التشهير بالمسلم محرم شرعاً لما فيه من المفاسد الكبيرة والآثار الخطيرة كذباًُ أو صدقاً – والتشهير في الإنترنت يأخذ حكم التشهير باللفظ ..  ولكن ألا لعنة الله على الأهواء والعادات العمياء، التي تهوى بصاحبها فى مكان سحيق .. فمنهم متلذذ ومنهم مشهر للعداوة والبغضاء بألفاظ نابية للتشهير فقط .. لا فرق بين كبير أو صغير , رجل أو امرأة , مثقف أو أمي .. عالم أو جاهل .. علماني أو سلفي أو إخواني .. ولا حول ولا قوة إلا بالله

أدلة التحريم : في إشاعة الكذب قال تعالي : ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) .. وقال في المرجفين ( أهل الإشاعات ) ( ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ) ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين )
وقال الحبيب صلي الله عليه وسلم : إن دماءكم وأعراضكم واموالكم حرام عليكم ) رواه البخاري
وقال الحبيب صلي الله عليه وسلم : إن أربي الربا الإستطالة في عرض مسلم بغير حق ) رواه أبوداود .. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ يَتْبَعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتْبَعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ". إسناده حسن رجاله ثقات.

 وقد حبب الإسلام كثيرا في المحافظة على الشعور الإنساني والحس البشري لأن ذلك من أسباب الرقي والصعود في حلقات السمو الإنساني على هذه الأرض، ولأنه من أسباب التكريم الإلهي للإنسان الذي وكلت إليه الخلافة عن الله في الأرض

وانظر إلي الرقي الأخلاقي في الإسلام .. بعض من أسرف علي نفسه في أكثر الجرائم فضيحة .. قال الحبيب صلي الله عليه وسلم : "هلا سترته بثوبك" .. وعندما أقام الحد تطهيرا وحفظا للمجتمع نظم عملية العقاب فلا يشهد العقوبة إلا ( طائفة ) وليس الجميع .. طائفة من المؤمنين .. الذين بإيمانهم يسترون ولا يفضحون .. يقولون الخير أو يصمتون فقد قال الله تعالى: { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } .. قال الإمام السلمى : " قال أبو عثمان: فى هذه الآية أولئك (((طائفة))) يصلحون لمشاهدة ذلك المشهد بصحة إيمانهم، وتمام شفقتهم ورأفتهم، ورحمتهم ورؤية نعم الله حيث عافاهم مما ابتلى غيرهم، ولا يعيرون المبتلى لعلمهم بجريان المقدور، ولا يشهد ذلك المشهد سفهاء من الناس وعامتهم ؟!

أما آثار التشهير .. فحدث ولا حرج .. ففي زمنٍ يصبح نشر الأسرار فيه حرية ، والتقول على الآخر بما لم يقل ذكاء وصفقة صحفية ، والظنون حقائق ساطعة ، في مثل هذه الوضعية يرتفع علم سوق التشهير ويكثر رواده ويحق للحقيقة أن تبكي وتشتكي . 
والتشهير صناعة قبيحة تزرع القلق ، وتحصد المحبة ، وتسقي أشواك العلاقات التي تجرح القلوب ، وتُنبيك عن ضيق صدر أو وسخه . فكم سببت بعض صور التشهير من خلل اجتماعي ، واضطراب فكري وكم بسببها اضطرمت البلاد بفتنة ، واشتعلت النوادي بمحنة .
ومن مصائبها أن البعض يبحث عن الشهرة من طريقها ، ويهرب من الحقيقة عبرها ، وأكبر مصائبها في زماننا أنها أصبحت مهنة مؤسسات ، وعمل هيئات ، ومهمةٌ يتقاضى عليها الناس مناصب ومكافآت !! 
حتى تكاد تبكي إن لم تكن قد فعلت عندما ترى وتسمع وسائل ومحطات ومواقع شغلها الشاغل التشهير وبالذات التشهير بأهل الفضل والعلم والدين مؤسسات أو أفراد ، ولا يُشكل عليك أمر التشهير ولا وصف صاحبه فمن علاماته الواضحات تتبع الزلات ، وترصد الهفوات ، وجعل الظنون حقائق بينات ، والأوهام قواعد راسخات . 


هل علمتمْ أمــــــــــــــــةً في جـــــهلِها؟ * ظهرَتْ في المجـــدِ حسناءَ الرداءِ
باطنُ الأمـــــــــــــــةِ من ظـــــــاهرها * إِنما الســـائلُ من لـــــــــونِ الإِناءِ
فخذوا العــــــــــــــــلمَ على أعـــــــلامِهِ * واطلُبوا الحـــكمةَ عندَ الحــــكماءِ
واقرأوا تاريخـــــــــــــــــكُمْ واحتفِظُوا * بفصيحٍ جــاءَكُمْ من فُصَــــــــحاءِ
واحكُـموا الدنيا بســــــــــــــــلطانٍ فــما * خُلقتْ نُصْـــرَتُها للضعــــــــــــفاءِ
واطلبوا المجــــــــــــدَ على الأرضِ فإِن * هي ضاقتْ فاطلبوه في الســـماءِ
وإِنما الأمــــمُ الأخــــــــــــــلاقُ ما بقيَتْ * فإِن همُ ذَهَبَتْ أخـــــــلاقهُم ذَهَبوا
وإِنما الأمــــمُ الأخـــــــــــــــلاقُ مابقيَتْ * فإِن تَوَلَّتْ مَضَوا في إِثـــرها قُدما
فما على المــــرءِ في الأخلاقِ من حَرَجٍ * إِذا رعى صــلةً في اللّهِ أو رَحِمها
                                                                    أحمد شوقي

الأحد، 29 يناير 2012

الميزان


الميزان :

بائع الأقمشة عنده أثواب يبيعها .. كل ثوب عليه رقم يبين قياسه .. وقد تكون لصاقة الرقم خطأ ( النمرة غلط ) .. فتكون بذلك لاصقة كاذبة .. ( الثوب 7 متر .. واللاصقة مكتوب عليها 10 متر ) .. فما عليك إلا أن تأي بمتر فتقيس وتتأكد وتطمئن .. والميزان كذلك ما جُعل إلا لنتأكد من وزن ما نقتنيه .. ولا بد أن يكون الميزان صحيحا والمتر سليما ..

نحن نحتاج المتر والميزان لديننا لنعرف الصح من الغلط، والمقبول من المرفوض ، والحُكم الشرعي الصحيح من حُكم شرعي مغلوط .. فكما أن كل البضاعة الجيدة لا نتقبلها إلا بالميزان والمتر الصحيح .. فكذلك أغلي ما يقتنيه الإنسان لحمه ودمه وحياته وهو الدين والإيمان ... 

الفِرق الضالّة لهل أربع صفات: صِفة تعتمدُ الضعيف من المرويات وتؤلّهُ الأشخاص وتُخفف التكاليف وذاتُ نزعةٍ عدوانية .. ولن تجد في التاريخ الإسلامي فِرقة ضالّة إلا وهذهِ صِفاتُها " تأليهُ الأشخاص وتخفيف التكاليف واعتماد نصوص موضوعة أو ضعيفة وذات نزعة عدوانية ... المؤمن مُتّبع " اتبع لا تبتدع، اتضدع لا ترتفع ... الورع لا يتسّع "، دقق ... سيدنا الصدّيق ما طلعت شمسٌ على رجلٍ بعدَ نبيٍّ أفضلَ من أبي بكر ومع ذلك قال: " أيها الناس أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم فإن عصيتُهُ فلا طاعةَ لي عليكم " يعني أنا تحت الشرع وأنتم راقبوني إن كُنت على صواب اتبعوني وإن كنت على خطأ فلا تقبلوني..

حتي النبي نفسه عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام عنده ذلك الميزان : ( قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ... إن اتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلا نذير مبين ) ... وهذا تحذير شديد اللهجة لأكرم الخلق علي الله فما بال غيره من المبتدعين ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين )
قاعدة الميزان : ما سِوى النبي لا يُتبّع إلا بالدليل ... هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم ...

ولنا ثلاثة مصادر ... 1  ـ كلامُ اللهِ قطعيُّ الثبوت ( ثابت بالتواتر والوضوح ) ، ظنيُّ الدلالةِ ( كالقرء  هل هو وقت الحيض أم الطهر , والمسح بالرأس كله أو بعضه ) ... وقطعيُ الدلالة ( كحرمة السرقة ) ، 2 ـ كلامُ رسولِهِ ظنيُّ الثبوت وقطعيُّ الثبوت ظنيُّ الدلالة  وقطعي الدلالة يعني هناك متواتر وآحاد ، وهناك صحيح وحسن، وهناك ضعيف وموضوع ، فالأحاديث ليست في مستوى واحد .. الظني في الثبوت والدلالة فيه متسع للخلاف كما حدث بين الإيمة الاعلام  رحمهم الله 3 ـ والنص الثالث كُل نص لغير النبي عليه الصلاة والسلام  ، ( القياس والإجتهاد تبع ) فنحنُ عندنا في الحياة إنسان واحد نتّبِعُهُ من دون دليل وهو النبي فقط أما غيره فلكَ معهُ ثلاث مُهِمات: المهمة الأولى أن تتحققَ من صِحة النص " كما الحديث "، والثانية أن تفهمَ مُرادَ قائِلِهِ، أمّا الثالثة أن تقيسَهُ بالكتاب والسُنّة فإّن وافَقَهُ فاقبله وإن لم يوافِقهُ فاتركه وانتهى الأمر..

فوائد الاستحمام بالماء البارد ( هذا مغتسل بارد وشراب )





بسم الله الرحمن الرحيم

قال اللّـه سبحانه وتعالى :

للعبد الصالح

 أيوب عليه السـلام عندما أراد

اللّـه لَـه 

الشفاء منْ سقمه :

" أرْكـضْ برجْـلك هـذا 

مُغْــتسلٌ بــاردٌ  وشــراب "

سورة ص آية 44‏



للماء البارد فوائد كثيرة يجهلها معظمنا والقلة التي تعرفها لا تعمل بها.

وتكفينا معرفة أنها كانت سبباً لشفاء سيدنا أيوب عليه السلام

و إليكم بعض تأثيرات وفوائد الماء البارد عـلى جسم الانسان :


- نشاط الجسم وتدفق الدم في العضلات وزيادة التنفس في العمق والعدد.

- نشاط عضلة القلب وقوته وتحمل الأخبار السيئة والمزعجة.

- تنبيه الجهاز العصبي مما يساعد على سرعة ردود الأفعال.

- نشاط الغدة الدرقية وتأخر التعب والشعور به.

- خروج نسبه كبيرة من احتياطي كرات الدم الحمراء المختزنة بالطحال

إلى الدورة الدموية مما يساعد زيادة النشاط .

- نشاط غدة البنكرياس وزيادة إفراز هرمون الأنسولين في الدم مما يساعد

على سرعة احتراق السكر في الدم .

- تقوية جهازك المناعي ومقاومة الأمراض .

- تقليل تورم الجسم.

- يشد البشرة ويمنع التجاعيد.



لذا نرى الكثيرين منْ كبار السن الأصحاء في بلد مثل "الصين"

يستحمون وبشكل جماعي في بحيرات باردة

تصل إلى درجة التجمد فبهذا هم يزيدون منْ مناعة أجسادهم ويحسنون

منْ أداء أعضاء أجسامهم الداخلية.

وأيضا لا يجب ان نغفل عنْ تأثير الاغتسال بالماء البارد

عـلى الممسوس وكيف إنه يفسد

مركبات المس أو السحر .

يقول اللّـه تعالي في محكم آياته:

" واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب "

سورة ص آية41

فكان الشفاء منْ اللّـه بإلاغتسال بالماء البارد

أما عن الاستحمام بالماء الساخن ، فيقول ابن سينا :

" ان الماء الحار ينفذ قوى الجسم وطاقته "

وبالرغم منْ إنّـه قد تشعر بالخوف منْ الاستحمام البارد إلا إنّـه عند نهاية الدش

وتجفيف الجسم ستشعر بارتياح وهدوء أعصاب ونشاط وحيوية. 

الأربعاء، 25 يناير 2012

الشهادة


الرابعة :
الشهداء ثلاثة .. الله .. والملائكة .. وأولوا العلم .. ولا غير .. فالثلاثة توافر لديهم شرط رئيسي للشهادة وقبولها وهو العلم .. روي في الخبر : إذا علمت مثل الشمس فاشهد .. وفي الحديث عن ابن عباس أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشهادة؟ قال: هل ترى الشمس ؟ قال: نعم، قال: على مثلها فاشهد أو دع. رواه الحاكم ..

( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) .. ( إلا من شهد بالحق ) ( وهم يعلمون )  .. ( إنما يخشي الله من عباده العلماء ) .. وهذا العلم شرط إسلامي ضروري يتدرج إلي اليقين الذي لا يقبل الشك .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم .. يقين عن علم ممزوج بحب وإخلاص واستسلام وإظهار واعتزاز..

لكن بماذا شهد الله ؟
( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم .. إن الدين عند الله الإسلام ) ... قال الزمخشريُّ: " فإن قلت: هل دخل قيامُه بالقسط في حكم شهادة الله والملائكة، وأولي العلم، كما دخلت الوحدانية؟
قلتُ: نعم، إذا جعلته حالاً من " هُوَ " أوْ نَصْباً على المدح منه، أو صفة للمنفي، كأنه قيل: شهد الله والملائكة، وأولو العلم أنه لا إله إلا هو، وأنه قائم بالقسط ".
 والقسط العدل .. وقرىء: «أنه» بالفتح، و { إِنَّ ٱلدِّينَ } بالكسر على أنّ الفعل واقع على أنه بمعنى شهد الله على أنه، أو بأنه. وقوله: { إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ } جملة مستأنفة مؤكدة للجملة الأولى. فإن قلت: ما فائدة هذا التوكيد؟ قلت: فائدة أن قوله: { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } توحيد، وقوله: { قَائِمَاً بِٱلْقِسْطِ } تعديل، فإذا أردفه قوله: { إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ } فقد آذن أن الإسلام هو العدل والتوحيد، وهو الدين عند الله، وما عداه فليس عنده في شيء من الدين .. وقرئا مفتوحين( أنه .. إن ) ، على أن الثاني بدل من الأوّل. كأنه قيل: شهد الله أن الدين عند الله الإسلام ( التوحيد والعدل ) .. وقرىء الأوّل بالكسر والثاني بالفتح ( إنه .. أن ) ، على أن الفعل واقع على( إنّ )وما بينهما اعتراض مؤكد. وهذا أيضاً شاهد على أن دين الإسلام هو العدل والتوحيد، فترى القراءات كلها متعاضدة على ذلك.

ولكن لم كرر قوله: { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } ؟ .. ذكره أوّلاً للدلالة على اختصاصه بالوحدانية، وأنه لا إلٰه إلا تلك الذات المتميزة، ثم ذكره ثانياً بعد ما قرن بإثبات الوحدانية إثبات العدل، للدلالة على اختصاصه بالأمرين، كأنه قال: لا إلٰه إلا هذا الموصوف بالصفتين، ولذلك قرن به قوله: { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } لتضمنهما معنى الوحدانية والعدل ..


وذكر لا إله إلا هو .. ولم يقل إلا الله .. لأنه سبحانه وتعالى فعل فعل ( الشاهد ) في إخباره عما يعلم حقيقته بلفظ الشهادة جرياً على عادة الكبراء إذا رأوا تقاعس أتباعهم عما يأمرون به وإلى ذلك ينظر قول وفد ثقيف: ما لمحمد يأمرنا بأن نشهد له .. بالرسالة ولا يشهد هو لنفسه! فكان صلى الله عليه وسلم بعد لا يخطب خطبة إلا شهد لنفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم الشهادة لله فيها بالرسالة ..
إذن الشهادة : توحيد .. وعدل .. وهذا هو الدين .. وإن الدين عند الله الإسلام .. والله الموفق

الاثنين، 23 يناير 2012

الشهادة


الثالثة :
الشهادة  . ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) . أعظم ما نطق البشر .. وهي أجل المرويات .. وأصدق الأخبار .. ويكفيها طهرا وجلالة انها أجل ما شهد به الله .. وملائكته ورسله .. ( قل أي شيء أكبرشهادة قل الله شهيد ) ( وكفي بالله شهيدا )

وهذه أعظم شهادة لأعظم مشهود به من أعظم شهود .. شهد بنفسه لنفسه قبل القبل وبعد البعد وقبل الكون , فليس مقابل علمه بنفسه جهل , وليس مقابل معرفته بنفسه نكرة , وليس مقابل شهادته بنفسه عجز ووحشة ..  وصف نفسه بنفسه , وشكر نفسه بنفسه .. اثنى بنفسه على نفسه لعلمه بعجز خلقه عن معرفة وجوده .. فمراده من شهادته بنفسه قبل وجود العالم تعليماً للخلق وتلطفاً منه سبحانه .. وجعل لنا فى كلامه واسمائه شاهداً ودليلاً .. في القرآن  والكتب المنزلة ثم خلق الدلائل الدالة على توحيده ، ثم إنطق كل شيء بذلك والزمه الإقرار بذلك ( وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا )

وشهد وكما بينا من قبل : خبر مستنده المشاهدة أو العلم ولها ثلاثة معان في اللغة :
1- الحضور مع المشاهدة ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) أي حضر الشهر في المصر أو حضر المصر في الشهر وهما متلازمان ..( ما شهدنا مهلك أهله ) أي ما حضرنا .. ( والذين لا يشهدون الزور ) أي لا يحضرونه بأنفسهم ولا همتهم وإرادتهم
2- الإخبار .. ( شهد عندي رجال مرضيون , وأرضاهم عندي عمر : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي عن الصلاة بعد العصر وبعد الصبح ) في الصحيحين عن ابن عباس , فشهد هنا بمعني أخبر .. وذكر الراوي شهد بدل أخبر لأن الشهادة أهم من الخبر .. وكل خبر شهادة ولا عكس ..
3- الإطلاع وما فيه من العلم والإحاطة .. ( والله علي كل شيء شهيد ) أي مطلع علي كل شيء ..( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ) أي ما أطلعتهم ببصيرتهم علي خلقها ... وللشهادة معان أخري متراكبة علي ما سبق .. كالحُكم ( وشهد شاهد من أهلها ) أي حكم ... وكالإقرار ( شاهدين علي أنفسهم بالكفر ) أي مقرين ..

فشهد: أخبر عن علم بحضوره الأمر المشهود به .. لو قلت : ( أشهد بكذا ) فقد أحضرت كل المعاني السابقة .. الحضور .. الإخبار .. العلم .. الإقرار .. ولا تغن كلمة أخري عنها .. فلا ينفع الشاهد أن يقول أعلم بكذا بل لا بد من أشهد .. وقد تجري مجري القسم حتي وهي وحدها .. وتجري مجري القسم كذلك لو قلت : أشهد بالله. الشهادة إنما تكون مقبولة، إذا كان الإخبار بها مقروناً بالعلم، ولذلك قال - عليه السلام -: " إذَا عَلِمْتَ مِثْلَ الشَّمْسِ فَاشْهَدْ "والشهادة كذلك عبارة عن الإظهار والبيان.. وصاحبها لايضعف ولا يخاف بمخالفة بعض الجهال من المشركين .. ولا يخفيها خلف الحنايا والصدور .. أو خلف الجدر والدور .. بل يعلنها للعالمين فخرا واعتزازا وإيمانا

 والشهادة للنفس مهمة ينظر قول وفد ثقيف: ما لمحمد يأمرنا بأن نشهد له بالرسالة ولا يشهد هو لنفسه ! فكان صلى الله عليه وسلم بعد لا يخطب خطبة إلا شهد لنفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم الشهادة لله فيها بالرسالة .. ويؤثر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يوم الجمعة وهو قائم بعرفة منذ كان وقت العصر إلى أن غربت الشمس في حجته التي كمل بها الدين وتمت بها النعمة يقرأ هذه الآية لا يزيد عليها .. يشهد بشهادة الله لنفسه ..
أما بماذا شهد ؟ ولماذا قال : (إلا هو) بدل (إلا الله) ؟ ولماذا كرر .. لفظة التوحيد آخر الآية ؟ فهذا ما سنتعرف عليه المرة القادمة بإذن الله .. والله الموفق

السبت، 21 يناير 2012

الرواية والشهادة 2


الثانية :
- الإخبار عن رؤية هلال رمضان ( رواية ) وليست ( شهادة ) لعمومه للمكلفين كالأذان علي القاعدة التي ذكرناها بالأمس فيقبل في الأذان قول الواحد مع أن لكل قوم فجرا وغروبا يخصهم وهناك من اشترط فيه العدد فألحقه بالشهادة لكن ينتقض هذا الرأي بالأذان نقضا لا محيص عنه 


- الجرح للمحدث والشاهد .. فيه قولان والصحيح شهادة فما للرواية والجرح .. وإنما يجرحه باجتهاده لا بما يرويه عن غيره
- التقويم للسلع ... قولان ... من اشترط العدد رآه شهادة ... ومن لم يشترطه أجراه مجري الحكم لا الرواية
- المخبر عن نجاسة الماء ... هل يشترط تعدده ؟ قولان ... - والخارص فيه قولان كذلك
- تسبيح المصلي بالإمام ... هل يشترط تعدده ؟ فيه قولان.
والصحيح في كل ما سبق الإكتفاء بالواحد كالمؤذن وكالمخبر بالقبلة 
- الإخبار عن عيب ( قديم أو حديث ) عند التنازع قولان .. والصحيح الإكتفاء بالواحد كالتقويم .. لكن المالكية قالوا لا بد من اثنين
- المفتي هل يقبل الواحد .. يقبل الواحد اتفاقا
- قول الصبي والكافر والمرأة يُقبل في الهدية والإستئذان .. وعليه عمل الأمة قديما وحديثا.
- وقد حكي ابن حزم في مراتب الإجماع : إجماع الأمة علي قبول قول المرأة الواحدة في إهداء الزوجة لزوجها ليلة العرس .. لندرة التدليس لاجتماع الأهل والقرابات ..
- أما قول القصاب ( الجزار ) في الذكاة ( في الذبيحة ) فليس من هذا الباب .. هو من قاعدة أخري ... وهي قاعدة ( أن الإنسان أي إنسان  مؤتمن علي ما بيده , وعلي ما يخبر به ... فإذا قال الكافر : هذه ابنتي جاز للمسلم أن يتزوجها .. وكذا إذا قال : هذا مالي جاز شراؤه وأكله . فإذا قال : هذا ذكيته جاز أكله .... فكل أحد مؤتمن علي ما يخبر به مما هو في يده ... فلا يشترط هنا عدالة ولا عدد . والله الموفق ..اه

الجمعة، 20 يناير 2012

الرواية والشهادة



تعلم أصول دينك : علي حلقات :

الخبر إن كان عن ( حكم عام ) يتعلق بالأمة : فإما أن يكون مستنده ( السماع ) فهو

( الرواية ) وإن كان مستنده ( الفهم ) من المسموع .. فهو ( الفتوي ) ..

وإن كان خبرا ( جزئيا ) يتعلق بمعيَّن ... ومستنده المشاهدة أو العلم فهو ( الشهادة ) 

وإن كان خبرا عن ( حق ) يتعلق بالمخبر عنه والمخبَر به مستمعه أو نائبه .. فهو ( 

الدعوي )

وإن كان خبرا عن ( تصديق ) هذا الخبر .. ( الإقرار ) ..

وإن كان خبرا عن ( كذبه ) فهو ( الإنكار ) ..

وإن كان خبرا ( نشأ عن دليل )..فهو ( النتيجة ) وتسمي قبل أن يحصل عليها الدليل:( 

مطلوبا ) وإن كان خبرا عن شيء يقصد منه نتيجته فهو ( دليل ) وجزؤه ( مقدِّمة )



إذاً ما الفرق بين الشهادة والرواية ؟ : الرواية ( يعم ) حكمها الراوي وغيره ممتدة عبر 

الأزمان .. والشهادة ( تختص ) المشهود عليه وله .. والشاهد يتوقع منه العداوة .. 

وتؤثر فيه المنفعة والقرابة فاحتيط له بشرطية ( العدد والذكورية ) ..

ولم يشترط ذلك في الرواية التي يعم حكمها ولا يخص .. فلم يشترط فيها ( عدد ولا 

ذكورية ) , بل شرطها ما يكون مغلبا علي الظن ( صدق المخبر ) وهو العدالة المانعة 

من الكذب .. واليقظة المانعة من غلبة السهو والتخليط ...... ولما كانت النساء ناقصات 

عقل ودين .. لم يكن من أهل الشهادة إلا إذا دعت الحاجة إليهن فقويت المرأة بمثلها 

لتحقق البعد عن السهو والغلط ( فتذكر احداهما الأخري ) ...... (( لذلك قبلت رواية 

الواحد أو الآحاد في الرواية ولم تقبل في الشهادة)).

والحر كالعبد ولا فرق عند ابن القيم فالحرية ليست شرطا إذ لا دليل عليه من كتاب ولا 

سنة ولا إجماع قال أنس: " ما علمت أحدا رد شهادة العبد " .... الله يقبل شهادته يوم 

القيامة فكيف لا يقبل شهادته علي نظيره من المكلفين .. وتقبل شهادته علي الرسول في 

الرواية .. فكيف لا تقبل علي رجل في درهم ..

سؤال نفكر فيه من خلال هذه القواعد إلي حين اللقاء معكم مرة ثانية : 1- رؤية هلال 

رمضان هل هي ( رواية ) نقبل فيها قول الواحد أم ( شهادة ) فلا بد فيها من العدد ..

الاثنين، 16 يناير 2012

نحن العرب قساة غلاظ

نحن العرب وقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي , ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى 
نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر. نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ، من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية ، الأستاذ جافٍ مع طلابه .. د. عايض القرني
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا: الحضارة ترقق الطباع .

نحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسئولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية. المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا 
عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق هزيل ، يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) ..  من كلمات للشيخ عائض القرني

الأحد، 15 يناير 2012

استسقاء للعين

استسقاء للعين .. عندما يصيبها القحط .. وحيث لا يرفع القحط إلا الدعاء والندم  في لحظة صدق واختلاء .. استسقاء خاص تتجمع به سحب الدمع الحار وقد تلقح بزفرة شوق إلي الحبيب الأوحد في الوجود .. فتتدحرج هذه القطرات المباركات لتطفيء نار جهنم .. ( إن عبدا شهد عليه أعضاؤه بالزلل , فتطايرت شعرة من عينه فاستأذنت بالشهادة , فيقول الحق : تكلمي يا شعرة جفن عبدي واحتجي عن عبدي , فتشهد له بالبكاء من خوفه فيغفر له وينادي المناد : هذا عتيق الله بشعرة ) .

الخميس، 12 يناير 2012

ما هي الروح ؟؟ وما هي النفس ؟؟؟ وما علاقتهما بالجسد ؟؟

لم يختلف الكثير الناس في مسمى النفس والروح ، بل الحضارات ايضاً اختلفت في التفريق بينهم ، فبعضهم يقول انهما شيئان مختلفان ، وبعضهم قالوا بأنهما شيءٌ واحد ..

وبعد تفكيرٍ عميق عبر دراسات واستعراض آراء وهو ان النفس شيء والروح شيءٌ آخر ، حيث ان الانسان يتكون من ثلاثة أشياء اساسيّة ( روح ... ونفس ... وجسد ),,

اولاً : ماهي الروح ؟ 

عجِز العلم والفكر عن دِراسة هذا المكوّن الأساسي في حياة الإنسان والذي بفضله أصبحنا نتحرك كسائر الكائنات الحيّة وبدونه لايصبح هناك فرقاً بيننا وبين سائر " الجمادات " اذ ان الروح أصبحت ذلك الشيء المحرّك لأجسادنا ،
فهي التي تجعل ( خلايا ) الجسد تعمل لكي ننبض بالحياة 

قال عزّ وجلّ :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85

ولهذا السبب ربما لايوجد احداً قد تعمّق في دراسة الروح وأوجد كامل تفاصيلها !
وربما ان وجدت لاتتعدى " الاعتقادات " والاستنتاجات ( الذهنية ) دون التطبيقية العملية!
لذا ربما لنا ان نعرف ماهو دورها ، من طريقة عملها ، 
وبعد الوفاة وخروج الروح قد يتضح مالذي فقدناه وماذا كان دوره ؟! 
لهذا الروح هي تلك الطاقه التي تعمل في جسدنا ( ولكن مانوعها وكيف اوُجدت )
فهذا من شأن الله سبحانه وتعالى .

(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) الحجر :29 

ثانياً : ماهي النفس ومن هي ؟

النفس هي المُكلّفة دائماً والمُخاطبة في القرآن والنفس هي ( الذات ) وهي 
الأساس في الإنسان وما الجسد إلا ثوباً للنفس ترتديه كي يكون الوسيط فيما بينها
وبين العالم المادي وذلك من خلال الحواس الخمس .
أما الروح فهي التي تجعل خلايا الجسد حيّة وهي التي تجعل القلب ينبض 
والدم يجري والمعدة تهضم والشعر ينمو وغير ذلك من جميع العمليات ( اللا إرادية ) .


قال تعالى في كتابه الكريم :
(الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) غافر : 17

ثالثاً : شرح حول الإنسان والفروقات بين الجسد والروح والنفس :

ليست مقارنة ولكن فيها تشبيه مع فارق الإختلاف ( ليسهل علينا الفهم ) ...
سوف نشبه الإنسـان ( بالسيـارة ) ؟

1 - الهيكل/ الخارجي للسيارة = ( الجســد )
2 - الطـاقة / التي تعمـل بها = ( الــروح ) 
3 - السائـق / الذي يحرّكهـا = ( النفــس )

أ - هيكل السيارة لايُعتبر سوى وسيط بين السائق وعالمه الخارجي المحيط به ..
كذلك جسد الإنسان يُعتبر وسيط بين النفس والعالم الأرضي المادي . 

ب - عند خروج السائق من سيارته تبقى هناك علاقة تربطهم ..
وانه سوف يعود إليها في الحال إذا ما شعر بوجود أي مؤثر عليها !
كذلك النفس تربطها علاقة ما بالجسد .. ستعود إليه بأسرع وقت ( بمشيئة الله ) إذا أصابه مؤثرٍ ما .!

ج - لا يُمكن أن تستجيب السيارة للمؤثرات الخارجية إذا خرج منها السائق 
كذلك لا يُمكن للجسد فاقد الوعي أو النائم أن يستجيب للمؤثرات الخارجية
إذا خرجت النفس منه ؟!

سؤال : عندما يخرج السائق من سيارته مالذي يحصل ؟!

الذي يشعر ويُدرك ويفكر ليس هيكل السيارة ولا طاقتها بل السائق وحده
كذلك النفس في الإنسان هي التي تشعر وتفكر وتدرك باستخدامها أعضاء الجسد
والتي تحركها الروح وتبعث في خلاياها الحياة.

- انعدام وانقطاع الطاقة عن السيارة يعني النهاية لها مع بقاء سائقها يتحرك 
مشياً على الأقدام ، كذلك انقطاع أو خروج الروح من الجسد 
يعني النهاية للجسد مع بقاء النفس تتحرك وتحيا بطريقة أخرى !

- إجراء عملية جراحية للإنسان ونقل أو زراعة أي عضو جديد لجسده 
بدل عضو مريض منه او تالف ، يُشبه إلى حدٍ كبير صيانة وتصليح السيارة 
واستبدال القطعة التالفة منها بقطعة جديدة . 

ركوب الجن للإنسان واستخدامه لجسده يُشبه إلى حد كبير اختطاف لص لسيارة مع سائقها والسيطرة على قيادتها

توضيح : مـالذي يحـدث للإنسـان أثنـاء نومـه ؟

عندما ينام الإنسان ، يُصبح كأنه جثة هامدة !
مع أن قلبه لا يزال ينبض ودمه يسري في العروق ورئتيه تعملان دون توقف 
هو يغوص أثناء نومه في عالم آخر : عالم الأحلام الغريب ما الذي يحدث معه بالضبط ؟

سؤال : هل تخرج روحه من جسده أم تخرج نفسه وتبقى روحه ؟

قال تعالى : 
( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَافَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )الزمر : 42

الجواب هو : تبقى روح الإنسان في الجسد أثناء نومه ..
بدليل أن قلبه لا يتوقف عن العمل !
أما فقدان الوعي والإدراك للإنسان النائم فسببه هو : خروج النفس من الجسد ..!
إذ ان الروح لاتخرج من الجسد في النوم كما كان معتقد وسائد ! 
فلو خرجت الروح من الجسد أثناء النوم ذلك يعني ( الموت ) ؟!
اما خروج النفس من الجسد فهذا يعني ( النوم ) وفقدان الوعي المؤقت للجسد !
مع بقاء -الادراك النفسي- الواعي في عالمٍ آخر ومجهول !

لماذا تخرج النفس من الجسد خلال النوم ( وهل في ذلك حكمة ) ؟

نعم ، لان النفس لا تتعب ولا تهرم ولا تحتاج للراحة التي يحتاجها جسد الإنسان !
لهذا السبب تخرج النفس من الجسد في كل مرة ننام فيها ، بينما تقل العمليات
التي تحدث بين خلايا الإنسان بسبب النوم والراحة . 
أما النفس فتكون خلال النوم في عالمٍ آخرو مجهول
قد يكون هذا العالم شبيه بحياة البرزخ والتي يُذكرنا بها عزّ وجل
في كل ليلة ننام فيها عسانا ان نتفكّر أكثر ونتذكر الموت والبعث 

(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) الزمر : 56

النفس مكلفة بالعمل فقط عندما تكون داخل الجسد ...
ذلك يعني أن النفس غير مُكلفة أو مسؤولة عن الأعمال التي تقوم بها خلال النوم مهما كانت سيئة..! 
ولأن الإنسان ينام ثلث حياته تقريباً, فلا يبقى لديه للعمل إلا ثلثي حياته! 

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " 
(رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه الألباني - صحيح الترغيب والترهيب )
ومن هنا يتبين أن التوبة لا تقبل إذا طلعت الشمس من مغربها 
وإذا بلغت الروح الحلقوم .. اي اذا ( قبض الله على النفس ) ..!
ولم يعد بإمكانها ان تعود " لجسد الذي تعطّل "
لتعمل به ( وتقوده ) إلى فعل الخيرات من جديد !

فالقبر هو مصير جسد الإنسان الزائل ...


إذن ما الهدف من الحياة إن كان الموت هو المصير؟

لا مغزى ولا هدف ولا طعم لحياة الإنسان إذا حقاً هو انتهى واندثر بالموت ...

ولكن هل حقاً يندثر الإنسان من الوجود ؟! وهل تختـفي جميع مكوناته ؟

لا يندثر من الإنسان عند موته سوى جسده المادي الذي يعود إلى تراب 
الأصل الذي خـُلق منه جسد الإنسان ، أمّا الروح التي نـُفخت من الله 
فتعود إلى الملكوت الأعلى ، ولا يتبقى من الإنسان سوى النفس
التي كانت تشعر وتدرك والتي تنتقل بموت الجسد إلى المرحلة الرابعة من حياتها ! مرحلة حياة البرزخ وهي المرحلة الوسيطة بين دار الدنيا ودار الآخرة ؟!
هي مرحلة العلم اليقين والتي لا يُمكن فيها العمل !
اليقين بأن حياة الدنيا ما كانت الإ دارٌ للعمل !

قال تعالى : 
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} سورة المؤمنون

منقوول .. موقع اقرأ الإلكتروني

السبت، 7 يناير 2012

هل حرمة المظاهرات مانع من الخروج فيها ؟!


هل حرمة المظاهرات مانع من الخروج فيها ؟! 

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب السموات و الأرض و رب الخلائق أجمعين و الصلاة و السلام على المبلغ الأمين .. 


إن من نوازل هذا العصر ما تعارف الناس على تسميته بالمظاهرات ، و هي أن يجتمع قوم فيخرجوا إلى الطرقات منادين إما بنهي عن منكر أو أمر بمعروف أز طلب حق ( على اختلاف في صفة و قصد النهي و الأمر ، بحسب منهج و أصول كل قوم ) .. و قد اختلف علماء المسلمين في هذه النازلة فذهبت جماعة إلى تحريمها و بدعيتها و نسبتها إلى التشبه بالكافر و أنها محدثة ما كان عليها السلف في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و طلب الحقوق و الاصلاح و الجهر بنصحية الحاكم التي لا تكون إلا سرا و لما يتخللها من منكرات و ذهبت جماعة إلى إباحتها لعموم نصوص الحسبة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و رفع الظلم و طلب الحقوق .. و لست هنا لعرض الآراء و مناقشتها و الترجيح بينها .. أنما أردت النظر في قول من حرم المظاهرات ، آلتحريم مانع من موانع الخروج فيها على الاطلاق قولا واحدا ؟! ، و لا يباح ( يرخص ) بأي صورة كانت ؟! أم أن التحريم ليس بمانع مطلق ؟! ..

الجواب على هذا السؤال يأتي بعد النظر في قاعدة من قواعد الشرع التي اتفق عليها علماء الأمة و تلقفوها بالقبول حتى كادت أن تصير من المعلوم من الدين بالضرورة ، يعرفها العامة و الخاصة وهي الضرورات تبيح المحظورات ، و هي مستنبطة من قوله عز و جل في كتابه الكريم (( و قد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه )) و قوله (( فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه )) ، و قد فرع العلماء على هذه القاعدة الفروع فأجازوا أكل الميتة و الخنزير للمضطر و أجازوا شرب الخمر و الأبوال و الدم بل والكفر عند الإكراه و لا يقال لمن يأتيه إنه قد أصاب منكرا و لا يزعم زاعم أنه آثم و لا يفسق و لا يكفر إن استحلها في الاضطرار و انظر قول النووي في المنهاج : (( وأما قوله صلى الله عليه و سلم ( واذا نهيتكم عن شيء فدعوه ) فهو على إطلاقه فإن وجد عذر يبيحه كأكل الميتة عند الضرورة أو شرب الخمر عند الاكراه أو التلفظ بكلمة الكفر إذا أكره ونحو ذلك فهذا ليس منهيا عنه في هذا الحال )) . آهـ

و عند النظر فيما جاءت بإباحته الشريعة عند الاضطرار نجده من قطعيات المحرمات في الشريعة و من المعلوم من الدين بالضرورة .. كأكل الميتة و الخنزير و شرب الخمر و الدم ، فكانت الإباحة في محرم قطعي بنص الكتاب و بالإجماع .. فلم يعتبر بالقطعية و لا بالإجماع عند الإباحة في الضرورة و كانت الضرورة مبيحة غير مانعة للمحرم القطعي و المجمع عليه ..
المظاهرات كما أسلفنا مسألة متخلف في حكمها و لم تقم على نص قطعي الدلالة و لا ظاهر و كل فريق يرجع المسألة للنصوص العامة فصاروا فريقين بين مبيح و مانع .. و هذه دلالة على أن المسألة ليست من القطعيات و لا من المسائل المجمع عليها .. 

فإن ثبت جواز إباحة القطعي و المجمع عليه للمضطر كان من باب أولى جواز إباحة ما دونها من الأحكام في الرتبة .. بل إباحة ما دونها أخف و أهون لأننا لا نجزم بحرمته و لا نقطع كما في القطعي والمجمع عليه .. و لا نغفل أن ما يباح للاضطرار يقدر بقدره لإزالة الضرر و لا يبغى و يتعدى فيه لقوله (( 
فمن اضطر غير باغ و لا عاد )) 

فلنا أن نسأل هل يجوز إباحة المظاهرات عند الضرورة ؟! ..


فلو أن شعبا يظلم على الدوام و يخشى الضرر لا يأمن على دينه و لا على نفسه و لا على عرضه من بطش الظالمين و تضيع أموال الشعب بأن تهدر هدرا و كانت المفاسد من هذا النظام الحاكم عظيمة لا تكاد تحصى .. و لم يجد الشعب سبيلا لدفع هذه المظالم و المفاسد إلا بالمظاهرات المحرمة لحفظ الضرورات ( الدين و النفس و المال و العرض ) ، فهل يجوز حينها لفقيه أن يحرم على الناس الخروج فيها بحجة الحرمة ؟! .. و هل هذا القائل مصلح أم مفسد ؟! ..
و حق لنا أن نسأل ماذا لو أفتى عالم بمنع أكل الميتة لرجل مشرف على الهالك لا يجد إلا الميتة ليأكلها و استدل على ذلك بصريح حرمة أكل الميتة ؟! .. و جعل القول بالحرمة مطلقا و لا اعتبار عنده لحالات الاضطرار ، ما تظنون رد الفقهاء على مثل هذه الفتوى و صاحبها ؟! ..

لشيخ الإسلام ابن تيمية تمثيل عظيم يدخل في هذا الذي نحن فيه ، بعد أن ذكر الشيخ جواز تولي المناصب و الولايات عند الظلمة لتقليل المفاسد و عدم زيادتها قال رحمه الله : (( 
و الذي ينهى عن ذلك لئلا يقع ظلم قليل لو قبل الناس منه تضاعف الظلم و الفساد عليهم ، فهو بمنزلة من كانوا في طريق و خرج عليهم قطاع الطريق فإن لم يرضوهم ببعض المال أخذوا أموالهم و قتلوهم ، فمن قال لتلك القافلة لا يحل لكم أن تعطوا لهؤلاء شيئا من الأموال التي معكم للناس ، فهو يقصد بهذا القليل الذي ينهي عن دفعه و لكن لو عملوا بالذي قال لذهب القليل و الكثير و سلبوا مع ذلك فهذا مما لا يشير به عاقل ، فضلا أن تأتي به الشرائع ، فإن الله بعث الرسل لتحصيل المصالح و تكميلها و تعطيل المفاسد و تقليلها بحسب الإمكان )) . آهـ 
و جاء على هذا الكلام تعليق الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق (( 
انظر إلى الدليل و تأمل فيه و طبقه على واقعنا المعاصر تجد أن من يفتي بعدم جواز ارتكاب المفسدة الصغرى فإنما يعرض المسلمين لحصول المفسدة الكبرى و انظر قول شيخ الإسلام أن هذا لا يقول به عاقل و نقول للأسف يفتي بذلك مجموعات يظنون أنفسهم من أعقل العقلاء و أحكم الحكماء )) . آهـ
و إذا ما نظرنا في تمثيل شيخ الإسلام وجدناه ينطبق على من يفتي الشعوب بحرمة الخروج مع غلبة الظن برفع الظلم و حفظ الضرورات .. فهذا الذي يفتي بحرمة دفع المال القليل لحفظ المال الكثير و الأنفس توقف عند حرمة دفع المال بغير حق و غصبه دون النظر إلى مآل هذا القول و في وقت القول وفي حال الناس حين قوله بالحرمة .. فكان مفسدا لا مصلحا .. إذ كان هو من أهلك الناس و ضيع أموالهم لو ما أخذوا بمشورته ، و مثله يقال فيمن يحرم على المضطر أكل المتية لحرمة أكل الميتة دون نظر لحال الآكل أهو مضطر أم ليس مضطرا و دون نظر على ما يترتب من المنع أهو أكبر مفسدة أم أقل ؟! .. و لا يجوز لكائن من كان أن يمنع مضطرا عن أكل ميتة ، بل لو مُنع المضطر لجاز له دفع مانعه و لو بقتله و يكون المانع مهدور الدم و لا شيء على المضطر ، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ((اتفق الفقهاء على أن إطعام المضطر واجب ، فإذا أشرف على الهلاك من الجوع أو العطش ، ومنعه مانع فله أن يقاتل ليحصل على ما يحفظ حياته )) ((إذا فقد المضطر الطعام وأشرف على الهلاك ولم يجد إلا طعاما لغيره ، فإن كان صاحب الطعام مضطرا إليه فهو أحق به ولم يجز لأحد أن يأخذه منه ، لأنه ساواه في الضرورة وانفرد بالملك ، فأشبه غير حال الضرورة ، وإن أخذه منه أحد فمات أثم وضمن ديته ، لأنه قتله بغير حق ، فإذا لم يكن المالك مضطرا إلى الطعام لزمه بذله للمضطر ، لحديث أبي هريرة ، قلنا : يا رسول الله ، ما يحل لأحدنا من مال أخيه إذا اضطر إليه ؟ قال : يأكل ولا يحمل ، ويشرب ولا يحمل . فإن منعه قاتل عليه بغير سلاح عند الحنفية ، وبسلاح عند غيرهم . فإن قتل المضطر فهو شهيد ، وعلى قاتله ضمانه ، وإن قتل صاحبه فهو هدر))
انظر كيف أجاز الفقهاء أن يقاتل المضطر من منعه الطعام و إن كان الطعام ليس بملك للمضطر و اهدروا دم مالكه بمنعه ..
فكيف بمن يمنع المضطرين أن يحفظوا أنفسهم و أعراضهم و أموالهم من الهلاك و الضياع بفتوى يطلقها و لا يقيد و تكون عونا للظالمين ؟! ...
و كيف بمن يفتي بجواز قتل المضطرين ؟! ..
فلو أن جماعة من الناس أصابتهم مجاعة فأكلوا الميتة و ظلوا على ذلك مادامت المجاعة فيهم ، أيجوز أن يُفتى بقتالهم إن لم يمتنعوا عن أكل الميتة و يجري عليهم أحكام الطائفة الممتنعة ؟! .. و هل يفتي بهذا عالم فضلا أين يتفوه به عاقل ؟! ..
نعود لنسأل ، هل يصح لعالم أن يفتي قوما خرجوا للمظاهرات اضطرارا بحرمة الخروج ؟! .. فما الفرق حينها بين الذي يفتي المضطر بحرمة أكل الميتة و من يفتي المضطر بحرمة الخروج في المظاهرات ؟! ..
و ماذا نقول في قوم قالوا عن مضطر أكل لحم ميتة أنه أصاب إثما مبينا و كبيرة من الكبائر و عليه وزرها و وجبت عليه التوبة و الاستغفار من الذنب الذي أصاب ، ورأوا وجوب التحذير منه و حكموا عليه بالفسق و أفتوا بتعزيره و قتله و قتاله إن لم يمتنع عن أكل الميتة ؟! .. هذا مثل صنيع جماعة من الناس اليوم مع المضطرين الذين خرجوا في المظاهرات ، تراهم يحرمون على المضطرين الخروج و كان الأولى بهم أن يخرجوا و الأوجب إن لم يخرجوا أن لا يمنعوا المضطرين الخروج .. لكنها آفة الجهل و التعالم في زمن قل فيه العلماء و كثر اتخاذ الرؤوس الجهال مفتين فضلوا و أضلوا كثيرا الناس بغير علم ..
و حسبنا الله هو الهادي إلى سواء السبيل ..
و الحمد لله رب العالمين ..
كتبه
محمد بن عبد الله
أبوهارون الكويتي ...... منقول من ( أنا المسلم )

المظاهرات 
التظاهر في اللغة :التعاون والمساعدة . 
وقد اختلف في حكم المظاهرات ، ما بين مجيز ومحرم .

وقد استدل المجيزون بمايلي :
1- أنها تدخل في إنكار المنكر ونصرة المسلمين ، وإنكار المنكر ورفع الظلم ليست له وسيلة واحدة ، ففي الحديث أنه جاء رجل يشكو جاره ، فقال له النبي e : اذهب فاصبر ‏,‏ فأتاه مرتين أو ثلاثا ‏,‏فقال : اذهب فاطرح متاعك في الطريق ففعل ‏,‏ فجعل الناس يمرون ويسألونه ويخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل ‏,‏ وبعضهم يدعو عليه فجاء إليه جاره فقال : ارجع فإنك لن ترى مني شيئا تكرهه ‏ رواه أبو داود وغيره . والجواب أن هذا في غير الإنكار على الحاكم .
2- ومن الأدلة : استقبال الأنصار للنبي e ونشيدهم . والجواب : أن الصحيح أن ذلك كان في رجوعه من تبوك [1]. ثانياً : على فرض صحته فهم إنما خرجوا لاستقبال النبي e لا للتظاهر والاحتجاج . 
3- ومنها : تلقي أهل المدينة لجيش مؤتة لما رجع للمدينة وقولهم لهم : يا فرار يا فرار . والجواب : أن هذه الرواية ليست صحيحة كما ذكر ابن كثير[2] فهي مرسلة وفيها غرابة ،خاصة وأن الرسولe أخبر أنهم نُصروا . ثم لو صحت فهي مجرد اجتماع لاستقبالهم بعد رجوعهم .
4- ومنها : إسلام عمر وحمزة وظهورهما علانية في صفين كما روى ذلك أبو نعيم [3]. وأجيب بأن مداره على إسحاق بن عبيد الله بن أبي فروة وهو منكر الحديث . 
5- ومنها: هجرة عمر علانية وتحديه للكفار كما روىذلك ابن الأثير [4] . والجواب : أن إسناده مداره على مجاهيل ، ثم على فرض صحته فليست هذه مظاهرة .
6- ومنها : أنها قد تكون ضرورة خاصة مع فقدان البديل ، وتدخل في الجهاد باللسان ، ولما فيها من المصالح .
وأجيب بعدم التسليم .
7- ومنها : أنها تتفق مع مقاصد الشريعة في إعلاء الإسلام ومراعاة الكثرة والقوة ، ومما يدل على ذلك : الاجتماع في الصلاة وغيرها ، وأمر الرسول e لأسامة أن يوطيء الخيل تخوم البلقاء [5]، والرَّمل والاضطباع في طواف القدوم . 

وقيل بالتحريم للأدلة التالية : 
1- أن فيها تشبه بالكفار ، وأجيب بأن التشبه إنما يحرم فيما يختصون به أو كان من شعائرهم .
2- ومن الأدلة : أنهابدعة . وأجيب بأن البدعة إنما تكون في العبادات . 
3- ومنها : أنها تؤدي إلى الخروج على الحاكم ، وفيها مفاسد من التبرج والعبث بالممتلكات والعنصرية ، والمخالفات العقدية الخ . 

والراجح الجواز إذا خلت من المفاسد ، وكانت احتجاجاً على أمر خارجي لنصرة المسلمين ، وأما على تصرفات الحاكم المسلم فلا تجوز خاصة إذا ترتب عليها مفسدة أعظم ، لأنها قد تهيء للخروج ، وهو محرم لحديث : ( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) ، فالإنكار على الحاكم والنصيحة له لاتكون بهذا الأسلوب ، وممن أفتى بجوازها بشروط الشيخ محمد المنجد .


[1] - زاد المعاد (3/551) ، وفتح الباري(7/261) ، وانظر : تذكرة الموضوعات (196) ، والسلسلة الضعيفة (598) .
[2] - البداية والنهاية (4/248)
[3] - في الحلية (1/40) ، وانظر :الإصابة (2/512) ، وفتح الباري (7/59) .
[4] - أسد الغابة (4/58) .
[5] - السيرة النبوية (6/13)

الجمعة، 6 يناير 2012

اعترافا بحقهم


 
اعترافا بحقهم .. وإقرارا لفضلهم
بعد الله تعالي ..
أحد شيوخي الأجلاء .. الذين تربيت وتعلمت علي يديهم .. رحمه الله
إنه .. الدكتور محمد المسير 
واحد من العلماء الموسوعيين الذين يتسمون بشمولية النظرة 

والإطلاع الواسع والإلمام 
بالمعارف على مختلف ألوانها الشرق الأوسط

واتسم د. المسير بالجرأة في الحق 
والدفاع عنه مهما كان الثمن، ولم يخرجه اختلافه 

مع الآخرين عن عفة لسانه، فلم 
يتطاول على المخالفين له في الرأي، ومن أبرزهم 

الشيخ طنطاوي، منذ أن أفتى –حين كان 
المفتي- بأن فوائد البنوك حلال، وهو ما 

عارضه بشدة د. المسير وعلماء آخرون.
كما اختلف د. المسير مع الدكتور محمود زقزوق، وزير الأوقاف، بسبب دعوة الأخير 
إلى توحيد الأذان، إذ اعتبر الراحل أن ذلك يمثل تعطيلا لشعيرة إسلامية لها ثواب
عظيم؛ لأن صوت المؤذن عبر الأجهزة الحديثة المستخدمة في الأذان الموحد لا يُعد
أذانًا، وإنما هو صدى صوت ونقل لذبذبات صوتية لا تغني عن الأذان المباشر في كل 
مسجد، مضيفا أنه على الوزارة أن تبحث عن الأصوات الندية لرفع الأذان في المساجد، 
بدلا من الأذان الموحد.

مولده :
ولد الدكتور المسير سنة 1948م في بيت أزهري، وورث 
العلم أبا عن جد، وكان 
ميلاده بكفر طبلوها من أعمال محافظة المنوفية، مركز تلا ..

نبوغه المبكر:
كان العلامة المسير من كبار علماء الأزهر، حيث ظهر نبوغه 
مبكرًا، فكان الأول في 
الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول 
الدين وتخرج فيه 
عام 1973 وحصل علي الدكتوراه عام 1978تخصص العقيدة، حتى وصل إلى
درجة الأستاذية، وتسابقت عليه الجامعات للتدريس فيها.
وعمل د. المسير أستاذًا للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى السعودية، ما بين 
عامي 1993- 1998، بعد أن عمل رئيسًا لقسم اللغة 
العربية والدراسات الإسلامية في 
كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في المدينة
 
المنورة لمدة أربع سنوات بداية من عام 1983.

وشارك د. المسير في عشرات المؤتمرات داخل مصر وخارجها بأبحاث كان 
بعضها
 
نواة لكتب عالج فيها القضايا المطروحة على الساحة في حينها، وتجاوزت مؤلفاته 
أربعين مصنفاً رزق القبول من العدو قبل الصديق.

ثناء العلماء عليه:
"كتب الأستاذ عاطف العراقي:" تحت عنوان:
علماء الأزهر في تأبين المسير: " عالم بن عالم"..عرف قدره فاحترمه الناس
فقدت الأمة الإسلامية عالماً ومفكراً إسلامياً لم يتوقف عطاؤه علي قاعات الدرس 
والبحث فقط وإنما امتد إلي أرض الواقع فكان عالماً وداعية لا يضن بوقته أو علمه لا 
يحجم عن الإدلاء بحكم الدين إذا سئل دون أن يحسب الحسابات والتوازنات كما يفعل 
البعض لذا ترك في حياتنا الفكرية والدعوية فراغاً كبيراً.

انه المفكر الإسلامي الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة 
والفلسفة بكلية 
أصول الدين بجامعة الأزهر.
والراحل كان أستاذه الأول والده 
الدكتور سيد أحمد المسير الأستاذ بكلية أصول الدين
 
أيضاً وقد لازمه ابنه حتي في 
قاعات الدرس يتابعه في حواراته ومناقشاته وآرائه فأخذ

عنه علمه وأدبه وورث منه وقار العلماء وهيبة الدعاة وتعلم منه احترام الرأي الآخر
والاستماع إليه ومناقشته دون الصراع معه كما يقول الدكتور:

محمد عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر 
وصديق الراحل حيث بدأت صداقتهما منذ 
كان الدكتور المسير بالمرحلة الثانوية وكان 
والده يشرف علي رسالة الماجستير للدكتور 
البري .
وكان الدكتور المسير يتولي 
قراءة الرسالة لوالده حتي لا يضيع وقت الدكتور البري 
ويتفرغ للبحث وإكمالها وهو أمر 
منحه ثقافة واسعة وقدره علي البحث في وقت مبكر
كما تعلم من والده فن التقييم.

وأضاف الدكتور البري أن غياب الدكتور المسير بمثابة خسارة كبيرة للحياة 
العلمية 
والاجتماعية فقد وقف أمام كل ما يضر بالعملية التعليمية بالجامعة وكذلك كان 
واضحاً في 
قضايا كثيرة.

ـ أما الدكتور محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة 
الأزهر والرئيس العام للجمعية 
الشرعية فيصف الراحل بأنه رجل المواقف وقد كان معه 
عضو في الجمعية الشرعية 
ويذكر من مواقفه الجريئة اعتراض علي بعض مواد قانون الطفل 
لأنها تمثل انتهاكاً 
واضحاً للحدود الشرعية وتساعد علي النفخ الأسري بل الخروج علي 
أحكام الإسلام 
وقال كلمته في وقت آثر فيه الجميع السلام وابتعدوا عن الرد لحسابات 
تخص كل واحد 
إلا أنه لم يشتر أحداً بسخط الله.

وقال: إن الدكتور المسير انتقد 
اتفاقية اليداوا التي تتبناها لجنة المرأة بالأمم المتحدة 
وتحرص علي فرض بنودها علي 
كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية وتدعي أن هدفها 

القضاء علي العنصرية ضد المرأة وهي في الحقيقة تتنافي مع أحكام الشريعة الإسلامية 
الصحيحة التي تؤكد علي الطابع الإنساني حتي تتكامل الحياة ولا تتعارض وكذلك نقده 
لنصوص اتفاقيات حقوق الطفل وغير ذلك من المواقف التي تثبت أننا قد خسرنا 
مناضلاً شريفاً ترك من بعده من يهرفون بما لا يعرفون.

ـ أما الدكتور عبد الرحمن عميرة الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة 
الأزهر فقال: إنه 
شاهد بنفسه موقفاً للدكتور المسير يقف بين تلامذته يستمع إليهم 
ولا ينصرف حتي 
ينصرفوا جميعاً بل كان الطلاب يطلبون منه كتابه فيأمر صاحب المكتبة 
أن يمنح أي 
طالب كتابه إذا ذكر انه ليس معه ثمنه وله ولد اسمه حذيفة إذا نظرت إليه 
تذكرت جده 
الراحل د. سيد أحمد المسير عليه رحمة الله.

أضاف إن الراحل ممن نبهوا إلي أن الأزهر يعيش مرحلة الجهاد في الوقت الذي 
تتكاتف التيارات لضرب الإسلام في مقتل وكان ـ ـ يعتني بالطلاب الوافدين حتي لو 
استلزم الأمر الإنفاق عليهم من ماله الخاص باعتبار أن هؤلاء من وجهة نظره حائط 
الصد ضد الاحتراق الغربي للأزهر ومؤسساته.

ـ ويقول الدكتور محمد زناتي عميد كلية الدراسات الإسلامية 
والعربية إن الراحل 
استطيع أن أصفه بأنه صاحب الحضور الطاغي سواء في مواقفه أو في 
ساحات العلم 
والرأي والإعلام دون غلو أو تعصب.
رحم الله عالمنا الجليل وأسكنه فسيح جناته وأحسن عزائنا و عزائكم في وفاة العالم 
الجليل الشيخ محمد 
المسير"


من أعماله العلمية:
أثرى الأستاذ الدكتور محمد المسير بشكل بارز 
المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب 
والمؤلفات الدينية كما شارك في العديد من 
البرامج الإذاعية والتليفزيونية .

ومن أهم ما كتب:
كتاب: الروح نشر دار 
المعارف ، وقد نلت شرف مناولته إيا ي إهداء عندما كان 

يدرسني في مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر في دورة تدريبية وعظية ، إبان توظيفي 
في إعلام الأزهر الديني سنة 1987م.

ومن أبرز مؤلفاته التي تزيد على الأربعين:
2ـ كتاب «الرسالة والرسل في العقيدة الإسلامية».

3ـ كتاب «المدخل لدراسة الأديان»
4-الإلهيات في العقيدة الإسلامية..5ـ وكتاب «قضية التكفير في الفكر الإسلامي»
6ـ وكتاب «الرسول في رمضان»، وكتاب «دراسات قرآنية»
7ـ وكتاب «محاولة لتطبيق الشريعة الإسلامية»، وكتاب «قضايا في الفكر الإسلامي».
8ـ الشفاعة في الإسلام..
9 ـ الرسول والوحي..
10ـ قيم أخلاقية من القران والسنة..
11ـ نحو دستور إسلامي ..
13ـ تيسير العقيدة بشرح الخريدة.. 
14ـ فتاوي العقيدة الإسلامية ..
15ـ عالم الغيب في العقيدة الإسلامية ..
16 ـ قضايا إنسانية في الفكر الديني والفلسفي..
17ـ مقدمة في دراسة الفرق الإسلامية
18ـ العبادات في الإسلام..
19 ـ السنة المطهرة..
20ـ الحوار بين الجماعات الإسلامية
21ـ في نور العقيدة الإسلامية ..
22ـ التمهيد في دراسة العقيدة الإسلامية ..
23ـ النبوة المحمدية دلائلها وخصائصها .
24 ـ عبادة الشيطان ( في البيان القرأني والتاريخ الانساني )
25 ـ زلزال الحادي عشر من سبتمبر وتوابعه الفكريه / تاليف محمد سيد احمد المسير
آخر مشاريعه الدعوية:
(يا أمة الإسلام عودوا إلى أخلاق النبي)
وكان الدكتور المسير قد أطلق حملة شعبية تدعو إلي الحياء في 
محاولة منه لمواجهة ظاهرة تردي الأوضاع الأخلاقية واختفاء صفة "الحياء" من 
الشارع العربي، لافتا النظر إلي أن كثيرا من الفتيات يقلدن بعض الفنانات اللائي 
يظهرن بشكل سافر علي الفضائيات العربية مما يدعو إلي الفجور، مما حدا لإطلاق
حملة مضادة تدعو إلي الحياء. .

وفاته ـ ـ :
توفي بمشفي المقاولين العرب ، يوم الأحد 2-11-2008 م، و خرجت الجنازة من
الجامع الأزهر، وشهدت حضورا كثيفا من علماء الأزهر، وعلى رأسهم الدكتور محمد
سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، أو من قياداته المباشرة في الجامعة، وعلى رأسهم الدكتور أحمد 
الطيب، رئيس الجامعة.ونوابه وعمداء الكليات، وقيادات دينية سابقة من بينها 

الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، والدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس 
السابق لجامعة الأزهر، ورؤساء الجمعيات الدينية في مصر، وعلى رأسها الجمعية
الشرعية، التي أصرَّت على نقل جثمان الراحل إلى مسقط رأسه بسيارتها كما شارك 
طلاب مصريون ومن المبعوثين للدراسة في الأزهر
والذين سجلوا حضورًا كثيفا على غير العادة، تقديرا لمكانة د. 
المسير في العالم الإسلامي، وليس في مصر فقط. رحمه الله