الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

كانت في ستر قبل أن تأتيك

  
قصة متكررة بشكل كبير في مجتمعنا .. حتى أنها صارت عادة وشيء مفروغ منه ..أن يجتمع الأصحاب يوم زفاف صديقهم ويقومون بنصحه .. هذا شيء لا عيب فيه .. لكن أن يجتمعوا بعد ليلة الزفاف ويبدؤون بسؤاله عن ليلة الدخلة وكيف كانت فهذا هو ما لا يصح ... والغريب في الأمر إن هذا العريس يجيب وبكل صراحة وبكامل التفصيل عن هذه الليلة .. ويبدأ بالتبجح والتفاخر بفحولته على زوجته .. أمام أصحابه وليس في هذه الليلة فقط .. بل تستمر هذه الأحاديث لعدة اشهر .. دونما استحياء للأسف ان 75% من اجتماعات الرجال في مجتمعنا تنصب أحاديثهم على هذا الأمر أثناء العمل .. في الاجتماعات العائلية .. مجموعة الأصدقاء .. او حتى في الحلاق .. سبحان الله .. تخرج المرأة من بيت أبيها مستورة إلى بيت زوجها .. فينتهك عرضها في اول ليلة تبيتها خارج بيتها .. وممن ؟.. من زوجها وحامي عرضها .. والله المستعان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم )).. رواه البخاري .. فما بالك بأن تفشي أسرار زوجتك .. وتكشف للعالم ما ستر الله!!

ولكن الله رمي

عقبات من الخيال .. واجتيازها أيضا نوع من الخيال .. بل من الجنون .. لكنه بالإيمان تحقق .. اقتحام صعق العدو .. ولم يصدقه القريب .. فكيف حدث ؟ ومن المعين ؟ وكيف تكتم ثم فاجأ في عصر الذرة والمعلومات ؟؟ ..
كان يحمل 2 كجم من الطعام , 2,5 لتر من المياه فقط ليحمل 25 كجم من السلاح والزخيرة .. بجانب جر عربات تحمل مدافع صغيرة وزخيرة لمواجهة دبابات ومدرعات العدو بل وطائراته وألغامه ويتسلق ويجتاز قناة مائية تحت النار .. ويتسلق ساترا ترابيا رهيبا لا يمكن لبشر أن يمشي عليه لأنه رمال متحركة مائلة لدرجة قد تصل إلي 85 درجة قائمة .. ويعبر حقول الألغام .. ويتحمل القصف المدقعي والجوي .. ثم يواجه بالقليل والخفيف .. كل السلاح الثقيل .. ومواجهة المستحيل إلي أن يأتيه السلاح الثقيل ولا يدري متي سوف يأتيه؟! إنه الجندي المصري الذي تحمل وحده الصدمة الأولي لحرب غير منطقية .. لكنها واجبة..( اتخذوا منهم جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض ) ( هم في رباط إلي أن تقوم الساعة ) وما عليك أخي إلا أن تبحث عن : معني الرباط والمرابط لتفهم مقصد من لا ينطق عن الهوي.. وحقيقة أن من اجتاز هذه العقبات والصعوبات والموانع فلا خوف عليه.

إن القناة لم تكن مشكلة العبور الوحيدة , فالعائق في الحقيقة كان مثلثا : القناة , الساتر الترابي وخط بارليف .. وكل منها عائق رهيب بما فيه الكافية , ولكل مشكلاته الاقتحامية الخاصة , واجتماع العوائق الثلاثة جعل عملية العبور في منتهي الصعوبة. وهناك ثلاثة عوائق أخري ثانوية وهي: خط أنابيب النابالم , وخط الأسلاك الشائكة وخط حقول الألغام
صعوبة القناة : مجري مائي ضيق بين 220 و 180 مترا مما يسهل على العدو تغطيتها بنيرانه
- هي قناة عميقة نسبيا عمقها إلي 20 مترا في بعض المواقع
- ينخفض سطح الماء عن الشاطئ فيها بنحو المترين , مما يجعلها صعبة العبور للآليات والدبابات والسيارات المدرعة البرمائية , وهذا يستدعي بالضرورة طرز خاصة من الجسور والمعابر
- تمتاز القناة بتياراتها المائية السريعة (1.5 متر في الثانية )
- تتغير اتجاهاتها ما بين الشمال والجنوب أربع مرات في اليوم الواحد
- عميلة المد والجزر التي تغير منسوب المياه خلال اليوم ويصل اقصاه في الجنوب عند السويس حينما يبلغ مداه 1.5 متر
- وأخيرا هناك انحدار شديد للقناة المبطنة فضلا عن ذلك بالحجارة والدبش والستائر الأسمنتية والحديدية وهو أمر يجعل نزول المركبات البرمائية وصعودها عليه أمرا في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلا.

أما الساتر الترابي , وموقعه الشاطئ الشرقي لقناة السويس , فهو في الحقيقة عقبة من الدرجة الأولي .. ومشكلة حقيقية جدا وتحديا أمام التكنولوجيا والهندسة العسكرية, فهذا الحائط اقامه العدو من مخلفات حفر القناة قديما وحديثا والتي كانت تؤلف ساترا ترابيا يتراوح بين 6 و 10 أمتار في ارتفاعه , وهو حائط شديد العرض والاتساع يصل في المتوسط إلي عشرات الأمتار , مثلا في القطاع الجنوبي وصل عمقه إلي نحو 200 متر , أما ارتفاعه فيصل إلي نحو 10 و 15 و 20 متر في المتوسط , يضاف إلي ذلك أنه في بعض المواضع يهوي بخط شبة عمودي إلي مياه القناة مما يصعب من عملية ارتقائه. وهو أيضا يغطي تحركات العدو الذي يستطيع بسهولة مراقبة عمليات الجيش المصري , وفي نفس الوقت يخفي وراءه الجزء الأكبر من خط بارليف. وقد أثبتت التجربة استحالة فتح ثغرات في هذا الساتر بالتدمير أو استخدام قوة المدفعية لأن التراب كاتم يمتص وقع القذائف المتفجرة.

خزانات النابالم
كان من أصعب المشاكل التي يمكن ان تواجه عمليه العبور خزانات النابالم على الضفة الشرقية للقناة .. فقد وضع العدو الإسرائيلي "خزانات للنابالم" في بعض النقاط الحصينة .. تخرج منها مواسير تمتد تحت سطح مياه القناة .. وإذا ما حدث العبور تتحول القناة إلي نار الجحيم وتصل درجة الحرارة إلي 700 درجة مئوية.. وقد أخطأت إسرائيل حينما أقدمت على تجربة هذا السلاح قبل الحرب لإرهاب الجيش المصري وردعه عن مجرد التفكير في عبور القناة .. وكانت هذه التجربة سببا في معرفة المصريين بهذا السلاح الخطير .. وبدون ذلك لفوجئ الجنود وهو يعبرون القناة وقد تحولت إلي نيران مشتعلة تلتهم كل ما على سطحها خاصة أن الجنود سيعبرون في قوارب مطاطية لا تتحمل مقدارا بسيطا من تلك الحرارة , ولتحولت القناة إلي أكبر مقبرة عسكرية في التاريخ كله , ولانتهت عملية العبور قبل أن تطأ قدم جندي واحد أرض سيناء.

أما خط بارليف
فكلّف إنشاؤه 238 مليون دولار أي ما يقرب من نصف تكاليف السد العالي .. وأقاموا خط بارليف من 22 موقعا حصينا يضم 31 نقطة بلغت مساحة كل منها حوالي 4000 متر مربع تقريبا، وأحاط الأعداء هذه النقاط بنطاقات كثيفة من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام المضادة للدبابات والأفراد، وحرصوا بالطبع في اختيار مواقع هذه النقاط أن تغطي جميع النقاط الصالحة للعبور.وخط بارليف كان هو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة وهو من خطين: يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، بطول 170 كم على طول قناة السويس، وكانت إسرائيل قد قامت بعد عام 1967 ببناء خط بارليف، والذي إقترحه حاييم بارليف رئيس الاركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب 1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي المحتل لشبه جزيرة سيناء.. ضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا ، 26 نقطة حصينة، وتم تحصين مبانيها بالاسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات، 24ملجأ للافراد بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات ،و 15 نطاقا من الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص في باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعا وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في إسرائيل.. روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط علي أنة مستحيل العبور وأنه يسطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس، كما أدعت أنه أقوى من خط ماجينوه الذي بناه الفرنسيون في الحرب العالمية.
 

وقد يسأل سائل : هل كان بالإمكان تجاوز كل هذه العقبات وتحقيق العبور جوا ؟ من خلال القيام بهجوم شامل محمول جوا يحقق الإسقاط خلف خطوط العدو, أي خلف خط بارليف ؟ الإجابة تقول بأن هذا الأمر مستحيل.. لماذا ؟ لأن هذه الفكرة تحتاج إلي أسطول جوي من طائرات النقل والهليكوبتر من المستحيل توفير عدده وهو أمر يفوق أيضا إمكانيات الدول الكبرى .. ولهذا لم يكن هناك مفرا من الطريق الأرضي, أي الاقتحام المباشر وليس الالتفاف .. وهو ما كانت إسرائيل تدركه , وتسكر في خمر غرورها باستحالة التفكير في العبور , والقضاء على الساتر الترابي. دون أن تدري أن على الجانب الآخر من القناة تجري معركة في الخفاء , وبالفكر المصري وأبسط الوسائل نجحنا في فك الغاز وقف العالم أمامها حائرا.
يتبع>>>

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

ولكن الله رمي


الحل العبقري يأتي من السد العالي
في يوم الخامس من أكتوبر 1973 كانت القيادة العسكرية في إسرائيل تناقش الموقف .. كانت رئيسة وزراء إسرائيل "جولدا مائير" تشك في أن مصر تعد للحرب , ولذلك استدعت ليلا الجنرال اليعازار رئيس الأركان الإسرائيلي تسائله عن إمكانية عبور المصريين لقناة السويس. طمأنها الجنرال بقوله: "المعروف دوليا أن أصعب الموانع المائية في العالم اثنان لا ثالث لهما , وهما قناة السويس وقناة بنما وذلك لطبيعة المياه والعمق والعرض . وإذا أضفنا إلي ذلك كله المواقع الحصينة في خط بارليف ومواقع الاشتعال البترولي ثم سمك الساتر الترابي فإن ذلك كله – بدون أي تفكير – كاف للدلالة على استحالة عبور المصريين للقناة ".. بل ويحتاج المصريون إلي سلاح المهندسين لدي السوفيت والأمريكان ليستطيعوا اتمام العبور ان استطاعوا

وبعد ساعات قليلة من تأكيدات الجنرال الإسرائيلي وفي الساعة الثانية ظهرا تهاوي الساتر الترابي تحت أقدام المصريين, وبسلاح لم يكن متوقعا , إذ جهز الجيش المصري 80 مدفعا للمياه نجحت في فتح ثغرات في الساتر.. وكان لهذه الفكرة قصة عجيبة.. في أكتوبر 1969 عقد اللواء أركان حرب سعد زغلول عبد الكريم اجتماعا لمناقشة كيفية العبور والقضاء على خط بارليف.. كان الحضور مشكلا من: العميد أركان حرب أبو الفتح محرم ، ورئيس العمليات اللواء أركان حرب/ طلعت مُسلم ، رئيس فرع المهندسين العقيد/ سمير خزام ، ورئيس فرع الإشارة العقيد/ صبحي اليوسف، ورئيس فرع الاستطلاع الرائد/ عادل زكريا.

بدأ اللواء سعد زغلول الحديث بعرض التفاصيل التي لديه, بعدها بدأ كل رئيس تخصص عرض وجهه نظره , منهم من قال: التغلب على الساتر الترابي يكون بقذفه بالقنابل. وقال آخر: بل نقذفه بالصواريخ والمفرقعات والمدفعيات .. سأل اللواء زغلول عن الوقت الذي تستغرقه عمليات فتح ثغرات في الساتر للتمهيد لعبور القوات المصرية خاصة أن عملية الفتح ستتم تحت ضغط نيران العدو؟! قال المجتمعون: فتح الثغرات قد يتم في خلال 12 إلي 15 ساعة .. هنا ومضت فكرة بسيطة في ذهن الضابط المهندس ذكي يوسف..

تذكر دوره كضابط أثناء معركة بناء السد العالي.. في عام 1964 كان يقوم باستخدام المياه لتجريف جبال الرمال , باستخدام قوة دفع المياه ينهار أشد الجبال ويتحول إلي حبات رمال تغرق في قاع النهر ليتم سحبها مرة أخري وشفطها في أنابيب خاصة لاستغلالها في أعمال بناء جسم السد. على الفور عرض الضابط الشاب الفكرة على اللواء زغلول: يا فندم .. ربنا حط المشكلة وجنبها الحل .. لكي نفتح ثغرات في الساتر الترابي علينا أن نوجه مدافع مياه مضغوطة إلي جسم الساتر لتجرى رماله إلى قاع القناة".

استمر في شرح فكرته الغريبة.. الصمت يلف المكان.. والدهشة تعلو وجه الحاضرين..هل يمكن بهذه الفكرة البسيطة أن تتغلب مصر على خط بارليف .. أقوي عائق طبيعي في العصر الحديث؟!. لقد أثبت عقل فلاح النيل أنه يستطيع أن يبتكر أشياء بسيطة لكنها في غاية الفاعلية.. وبعد المناقشات المستفيضة في الاجتماع شعر قائد الفرقة أن هذه الفكرة يجب أن تدرس جيدا، وخصوصا أن البدائل التي عرضت في الاجتماع لحل مشكلة العبور كانت بدائل تقليدية وقد تكون متوقعة من العدو.

وفي نهاية الاجتماع.. اتصل قائد الفرقة 19 بقائد الجيش الثالث وأطلعه على الفكرة , فطلب منه الحضور مباشرة في اليوم التالي لمناقشتها. أعجبت الفكرة قائد الجيش الثالث فطلب من زكي يوسف إعداد تقرير فني عن فكرته وكيفية تنفيذها .. وقد نال هذا التقرير أعجاب الرئيس عبد الناصر الذي أمر بتجربتها.. فقام زكى يوسف بتصميم مدفع مائي فائق القوة لقذف المياه ، في إمكانه أن يحطم ويزيل أى عائق أمامه أو أي ساتر رملي أو ترابي في زمن قياسي قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية.

وقامت إدارة المهندسين بالعديد من التجارب العملية والميدانية للفكرة زادت على 300 تجربة اعتبارا من سبتمبر عام 1969 حتى عام 1972 بجزيرة البلاح بالإسماعيلية ، حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابي أقيم ليماثل الموجود على الضفة الشرقية للقناة , وبناءا على ضوء النتائج المرصودة تم إقرار استخدام فكرة تجريف الرمال بالمياه المضغوطة كأسلوب عملي لفتح الثغرات في الساتر الترابي شرق القناة في عمليات العبور المنتظرة .

يقول الدكتور جمال حمدان في كتاب " 6 أكتوبر في الإستراتيجية العالمية " : "ولا يظن أحد أن هذه العملية كانت كشفا أو تطبيقا سهلا , فقد كان لابد من التوصل إلي طلمبة مياه صغيرة الحجم تعمل بالوقود , خفيفة الوزن فائقة الضخ , يمكن حملها باليد وتحميلها على قوارب ويكفي أقل عدد منها لفتح ثغرة واحدة. وقد وجد أن الحد الأدنى هو 3 طلمبات , واقتضي هذا عمل سنين .

كذلك لا ينبغي أن نتصور فتح الثغرة بعد ذلك عملية روتينية هينة , فالطين اللزج الذي تطيح به خراطيم المياه الجبارة بكميات هائلة وسرعة مخيفة لا يحيل فقط وجوه الرجال إلي السواد , ولا ينجرف إلي المجري المائي فيلزم إزاحته على الفور كذلك فحسب , ولكنه يبقي على أرضيه الثغرة وقاعها وحلا لزجا زلقا بعمق قد يصل إلي المتر مستحيل عبور الدبابات والآليات عليه إلا بعد إزاحته بالجرافات ثم فرشه بمواد جافة كالخشب أو الحجارة أو أكياس الرمل أو ألواح الصلب أو الشباك المعدنية أو غيرها بحسب طبيعة التربة".

وقد نجحت الفكرة نجاحا باهرا خلال المعركة , فقد تم الانتهاء من فتح أول ثغرة في الساتر الترابي الساعة السادسة من مساء يوم العبور , وفي الساعة العاشرة مساءا تم فتح 75 % من الممرات المستهدفة , وعبر أول لواء مدرع فى الساعة الثامنة والنصف من مساء نفس اليوم.. وتقديراً لجهوده تم منح الضابط المهندس يوسف زكي نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى تسلمه من يد الرئيس الراحل أنور السادات في فبراير 1974 ، وتسلم وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس حسني مبارك بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة عام 1984م.

تسلق الساتر الترابي .. بـ "سلم خشبي"
كانت من المشكلات التي ستواجه الجيش المصري على الضفة الشرقية هي تسلق الجنود للساتر الترابي, فهو يرتفع بنحو 10 و 15 و 20 متر في المتوسط , بجانب أنه يهوي في بعض المناطق بشكل شبة عمودي إلي مياه القناة , وهو أمر يصعب من عملية ارتقائه , وحتى لو تسلقه الجندي بنجاح فأنه سيبذل مجهودا خارقا في عملية التسلق وحدها , فما بالنا بالمجهود المطلوب منه بعد ذلك حينما يواجه الجندي العادي المدرعات والدبابات الإسرائيلية , وإذا أضفنا إلي ذلك أن عملية التسلق ستكون والجنود يحملون أسلحتهم والصواريخ المضادة الدبابات والذخائر والعتاد لعلمنا مقدار الجهد المطلوب لعملية التسلق وحدها.

وكان الحل للتغلب على تلك المشكلة عبقريا وبوسيلة غاية في البساطة والبدائية في آن واحد ,فقد استخدمت القوات المسلحة سلما عبارة عن حبلين بينهما عوارض خشبية , وفي بداية عبور القوات يتسلق أحد الجنود الساتر الترابي وهو يحمل هذا الحبل ملفوفا , وعندما يصعد إلي قمة الساتر الترابي يثبته فيه ويدلي الحبل ليتسلق عليه باقي زملائه.

عرفنا عمق الشاطئ الشرقي .. بقلم جاف !!
كانت خطة العبور تعتمد علي إنشاء مجموعة من الكباري والمعابر لنقل الأسلحة من دبابات ومعدات ثقيلة إلي شرق القناة .. واستلزم التخطيط لإنشاء تلك الكباري والمعابر معرفة وضع الشاطئ الشرقي للقناة.. وحينما طلبت القوات المسلحة من هيئة قناة السويس معرفة عمق الشاطئ الشرقي .. كان الرد بأن القناة مغلقة منذ سنوات وبالتأكيد لابد أن الشاطئ الشرقي قد تغيرت إبعاده وحساباته ..وكان الحل هنا عبقريا وبسيطا..

دفعت القوات المسلحة بعدة دوريات في مناطق الكباري والمعابر .. كل منها تتكون من فردين اثنين يجيدان السباحة ولا يحملان أي معدات حديثة . فقط "قلم جاف".. وفي الليالي المظلمة يعبر الجنديان .. ويتسلق أحدهما فوق الساتر ليراقب دوريات العدو .. والآخر يبقي في المياه ليحدد المقطع المائي.. يقف علي أول الشط ويحدد علامة بالقلم الجاف عند سطح وتماس المياه علي سطح "الأفرول" – الزى الذي يرتديه الجندي - ثم يتحرك خطوة إلي داخل المياه ويكرر التحديد مرة ثالثة ورابعة حتي تصل المياه إلي عنقه .. هنا يكون عمق القناة مثر ونصف المتر.. ثم يعود الجنديان ليجدا ضابط استطلاع هندسي في انتظارهما ليقيس خطوات الفرد والعلامات على ملابسه .. وبهذه الطريقة البدائية والبسيطة والعبقرية نجحنا في معرفة عمق الشاطئ الشرقي للقناة.

بدأت القوات المصرية تبحث عن حل للخزانات, حتى أسرت يوما ضابطا ومهندسا بالجيش الإسرائيلي , ولحسن الحظ كان هذا الضابط مسئولا عن النابالم , ومنه عرفنا أماكن مواسير النابالم وتوزيعها بطول الجبهة , وتأكدت مصر من صدق المعلومات التي قالها الضابط بأن أرسلت دوريات استطلاعية , وتجاهلت مصر تلك الخزانات حتى ليلة العبور.. في تلك الليلة تم دفع دوريات عبارة عن فرد واحد في مواجهة كل ماسورة للنابالم , يحمل في جيبه "خابور كاوتش" بحجم فتحة الماسورة وفي نهايته كيس بلاستيكي به مادة أسمنتية تتصلب علي المياه المالحة.

وعند العبور ..قامت القوات الإسرائيلية بمحاولة فتح أنابيب النابالم .. وكم كانت دهشتهم .. فلم يعمل أي واحدا منها... ولأن الخيبة كانت كارثية ... فقد تجاهلت إسرائيل الحديث تماما عن أنابيب النابالم في وسائل إعلامها .. حتى اليوم .. لقد نجحت مصر في إخراج ذلك السلاح الرهيب الحارق من المعركة قبل أن تبدأ و"أحرقته" تماما.

الجندي في مقابل دبابة

من عجائب هذه الحرب أن الجندي المصري , فرد المشاة هو الذي تحمل لوحده الصدمة الأولي من القوات الإسرائيلية ريثما تكون باقي الأسلحة قد عبرت القناة , فقد عبر الجنود في قواربهم المطاطية وتسلقوا الساتر الترابي , وكان عليهم هنا أن يواجهوا لمدة تقترب من الست أو الثمانية ساعات القوات التي وضعتها إسرائيل في خط بارليف , حتى يكون سلاح المهندسين قد نجح في إقامة المعابر والكباري والمعديات لعبور الأسلحة الثقيلة.. ولهذا فقد انبهر العالم وصعقت إسرائيل حينما سقط خط بارليف على أيدي الجنود المشاة , ولم تكن سائر الأسلحة إلا عوامل مساعدة , وذلك بحكم طبيعة تلك الحصون التي تستعصي على المدفعية الثقيلة . وكان الجنود مزودة فقط بالقنابل اليدوية والمدافع الرشاشة والصواريخ المضادة للدبابات .
 وطالما تبجحت إسرائيل بتفوق سلاح مدرعاتها .. حتى جاءت اللحظة التي سجلها التاريخ .. وفوجئت إسرائيل بالجندي المصري يواجه الدبابة ..واستطاعت أطقم قنص الدبابات من تدمير عدد لا يستهان به من الدبابات .. ولأول مرة في تاريخ الحروب الحديثة يواجه جندي المشاة الدبابة بسلاح خفيف "الآر. بي. جي" .. ولم يستطع قادة المدرعات الإسرائيلية استيعاب هذه المفاجأة , وتكبدوا خسائر فادحة لم يعوضهم عنها إلا الاستعانة بمدرعات ودبابات تابعة للولايات المتحدة الأمريكية عبر الجسر الجوي المباشر من أمريكا إلي ساحة المعركة في سيناء.

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

الخروج بالطهر نجاة

بسم الله الرحمن الرحيم
يجتهدون ليخرجوا من التراب ذهبا وتبرا .. ومن الأصداف لؤلؤا ودرا .. ويثابرون ويصبرون علي التراب والرمل والصدف والغبار ليغتنموا الجوهر أو الجواهر فهي الكنز الثمين الذي يستحق كل اعتناء .. ونُحكم حوله الأسوار حتي لا يضيع .. والإنسان مجموعه ( تراب وجوهر ) .. فلماذا انقلبت الآية هنا .. وصار البحث عن التراب هو المراد .. وقد تكون الجواهر في متناولنا ولازمة لكمال حالنا .. إن كل عيوبنا هي تراب نبعت من التراب .. وكل فضائلنا هي جواهر نبعت من الجوهر المصقول بوحي السماء .. ويالعجب ما نفعله .. فينا وفيمن حولنا ..

فبدل أن نحيي الفطرة فينا .. ونتمم الإيمان في قلوبنا .. ونزكي بالقرب أرواحنا .. ونهذب بالعبادات نفوسنا .. نخرج الفرث والدم من لبن الفطرة السرسوب الخالص .. ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) وتأمل أخي ( فأبواه ينصرانه أو يهودانه أو يمجسانه .. بعد أن ولد علي الفطرة ) .. وانتكست الطبيعة .. وانقلبت المعادلة .. بلاتر يقول : أرجوكم يا شباب لا تمارسوا الجنس المثلي في قطر .. فكأن الجنس إله البشر المعبود .. لا تحويه أقطار ولا يحده مكان .. ولا تمنعه أسوار .. ولو كان في بلاد الإسلام .. فنحتاج للتحذير! .. ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )

إن الفواحش باب الخراب المعجل المنتظر .. ( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتي يعلنوا بها إلا فشت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم )  .. ( مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد) .. العذاب معلم علي أصحابه في الأساس .. لكنه يصيب من لا يخرج خروج آل لوط بطهرهم .. الخروج بالطهر طوق النجاة .. الخروج بالطهر هو الزكاة .. هو الأمر بالطهر والنهي عن الخبائث ( فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) .. هو التستر بستر الله .. هو الحياء بطريق ستر العورات .. هو عدم نزع اللباس الذي أصلا كان علينا حتي لا نُرِي سوءاتنا .. الخروج بالطهر هو الهجرة لكل ما نهي الله عنه .. وكل أرض سبخت بخبائثها .. كهجرة التائب الذي قتل مائة نفس .. من أرض الخبث إلي أرض الطهر .. التي يُعبد الله سبحانه فيها..

أما الأعجب فهو أننا نعظم الفسق ونكثر أهله .. نقتلع من الأطهار طهرهم ونزرع الشوك فيهم .. تغلي كغلي المراجل دواخلنا إن رأينا طاهرا .. خالصا سائغا للشاربين .. فنبحث ونبحث في هذا الدر عن تراب .. عن معايب وسقطات .. حتي نعثر عليها  ولا بد أن نعثر في بشر عن خطايا وأخطاء .. ونعظمها ونكبرها فإذا هو الشيطان الرجيم .. والعربيد الشرير ,, والفاسق المتجمل .. والفاجر المتطهر .. وإذا هو من إخوان الشياطين .. حتي نلحقه بالفعل بهم .. أو نحذفه من المجتمع حتي يعود إلي رشده .. ويتشبع من الهوي .. لينال الرضا .. ويحنا لماذا نصر علي أن نقعد لله علي صراطه المستقيم .. ويحنا لماذا نصر علي أن نكون الشيطان الرجيم .. أو من إخوان الشياطين .. فهو  يبحث عن الثغرات والعيوب .. يذوب من لهيب ذاته إن رأي معروفا .. فيسعي جاهدا أن يهدم بنيانه .. وذلك بإخراج السقطات وتفخيمها وتعريتها وتعظيمها .. وإخبار العالم بها ..
 
يقول النبي العظيم الذي ليس له مثيل : لا تعينوا عليه الشيطان .. يعني بذكر عيوبه .. وأقسم رجل ألا يغفر الله لفلان .. فينزل الوحي بكلام الله : من ذا الذي يتألي علي ألا أغفر لفلان .. اذهب فقد غفرت له وأحبطت عملك .. لا تبحث في الزوجة إلا عن أطيب ما فيها ( وعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) إن كرهت فيها خلقا رضيت وأحببت فيها آخر .. لا تبحث عن سقطات خليلك .. أو أخيك .. فما بال والديك أسقيتهم مرارة هذا الكاس .. وهم والله معذورون لكبر  أو مرض أو فضل أو منة .. ومن أجل ذلك ضاعف لأجلهم في الوصايا ..( وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) ( قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )  .. أيها الباحثون عن العثرات والخطايا .. أنتم تبحثون عن تراب .. عن دم عبيط وفرث قبيح من بين كثير من الجواهر التي لم ترها عيونكم المحجوبة العوراء .. وكل إناء بما فيه ينضح ..


طابت أوقاتكم أحبة قلبي ..

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

ماذا لو عرجت إلي السماء؟

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



هل صعدت إلي السماء ؟ ربما راودك كثيرا ذلك الحلم الذي ينقلك إليها .. فتنتقل بين بروجها ونجومها وتسرح في فضائها , وأنوارها وظلمتها , وصقيعها ولهيبها .. وتنتقل بين أطياف ألوانها ..


رائعة هي السماء .. والله إنها لمن أروع وأجل وأعظم ما خلق الله ..(والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون ) (والسماء وما بناها ) ( أم السماء بناها ) ( والسماء بناءا ) فلم يقل سبحانه خلقناها , خلقها , صنعها , سواها, بل استخدم لفظا واحدا وهو البناء .. لأن البناء لا يتغير .. فكل مخلوق حتي الأرض تتغير أحوالها عبر مراحل من الطفولة إلي الهرم .. لكن السماء المبنية ظلت صامدة كما خلقها أول مرة بجبروتها وعظمتها وإن تغيرت أو تبدلت نجوم ومجرات ..فهي السبع الشداد .. المستعصية عن أي تغيير إلا عندما تنشق وتنفطر بأمر الله في آخر ساعة من الدنيا .

لقد عرجت إلي السماء !! .. وهل في ذلك ريب لذي حجر ؟ .. لم أتصور روعة العروج إلا بعد أن عرجت .. إنك تمر علي النجوم .. أو بالأحري تمر عليك النجوم عن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك .. وأنت تسبح في الملأ .. وربما تدخل النجم ذاته وتقتحمه وتدور حوله وتكاد أن تلمسه بيديك .. وتنتقل إلي المجرات ( مليارات من النجوم وكواكبها ) فتقترب منها وتصل إلي قلبها فتجد من جلال العظمة وعظمة الجلال ما لا يصدقه عقل ..
هذا ما رأته عيناي في مشاهدة لعرض حقيقي وربما خيالي بما حواه من خلال شاشة عملاقة ونظارة ثلاثية الأبعاد انتقلت من خلالها إلي السماء وصاحبت روادا ودخلت مكوكا .. وخرجت معهم لأصلح المسبار أو المنظار هابل الذي يبعد عنا بستمائة كيلو متر .. ونظرت من عند ذلك التليسكوب إلي الأرض فإذا هي كياقوتة زرقاء يبرقشها بياض السحب كأروع ما خلق الله في كونه .. ولكن ساكنيها لا يشعرون .. يفسدون ولا يصلحون .. ويكفرون ولا يشكرون .. 

والعروج غاية أماني البشر .. التي ربما لا تدرك .. ولن تدرك .. إلا لقليل من البشر .. ( ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب .. أسباب السموات ..) ثم ذكر الأسباب ثانية ( فليرتقوا في الأسباب ) و { أَسْبَـٰبَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ } طرقها، فإن قيل ما فائدة هذا التكرير .. ولو قيل: لعلي أبلغ أسباب السموات ، كان كافياً ؟ أجاب صاحب الكشاف» عنه فقال : إذا أبهم الشيء ثم أوضح كان تفخيماً لشأنه ، فلما أراد تفخيم أسباب السموات أبهمها ثم أوضحها.. وأنشد الأخفش عند تفسيره للآية بيت زهير:
من هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم


ماذا لو استطاع الإنسان أن يطوي السموات ويتغلب علي معجزة التنقل عبر الأزمان ليطوي المسافات .. ويتفوق علي أعلي سرعة تنقل المادة .. فهل ذلك ممكن ؟ .. المشكلة هي في كيفية نقل الأجسام أو المادة في التو واللحظة .. لقد نجح الإنسان في نقل الصوت والصورة .. ونجح نسبيا في زيادة سرعة الأجسام لكنه لم يصل بعد لنقل الاجسام كما ينقل الصوت .. فهل هذا مستحيل أو من الممكنات ؟ . إن قطر مجرة درب التبانة 80 ألف سنة ضوئية .. يعني لو سار جسم من طرفها للطرف الآخر بأعلي سرعة ممكنة وهي سرعة الضوء سيصل بعد 80 ألف سنة .. والتقطت التليسكوبات مجرة تبعد عنا 10 مليار سنة ضوئية .. يعني نحتاج إلي عشرة مليارات من السنين لنصل إليها أو يأتينا خبر عنها .. ( وإنا لموسعون ) والسماء مع كل هذا تتسع حتي القمر يبعد عنا كل 100 سنة ثلاثة أمتار ..

لقد حدث ذلك علي الأرض من قبل ( نقل الجسم في نفس اللحظة ) .. ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك .. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) .. والعرش في سبأ وملك سليمان في الأرض المباركة .. وانتقل العرش ( فلما رآه مستقرا عنده ) وذلك في لمحة بصر كما قال ( قبل أن يرتد إليك طرفك ) .. واختلفوا في هذا الذي استطاع أن يفعل ذلك وهو ( الذي عنده علم من الكتاب ) - هل هو جني أم إنسي ام ملك أم سليمان نفسه .. الله دلنا عليه بوصفين : عنده علم .. وهذا العلم من الكتاب .. فأي كتاب هو؟ الله أعلم ..

يحتمل أن يكون كتاب المقادير والغيب .. ويحتمل أن يكون كلمات الله المنزلة .. فعلم الكتاب هو السبيل لإحداث هذه الثورة إن قدرها الله تعالي .. فقد قال الله سبحانه ( يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) قال ٱبن عباس : إن ٱستطعتم أن تعلموا ما في السموات وما في الأرض فٱعلموه ، ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببينة من الله تعالى .. لكن كيف نعلم السماء إذا لم نقترب منها .. والله سبحانه ذكر لفظة النفوذ .. وكل ما فاؤه نون وعينه فاء يدل علي الخروج نفذ , نفق , نفر .. والنفاذ هنا متعلق بالسلطان , والسلطان القوة والحجة والبرهان .. فهل يتعاون الجن والإنس يوما ما علي الوصول إلي هذا السلطان .. والنفوذ في أو من أقطار السموات .. ربما ..

واقرأ أخي هذه الآيات : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق .. ) لأن ذلك يذكر بالمصير ( ثم الله ينشيء النشأة الآخرة ) كما بدأنا أول خلق نعيده .. ويقول سبحانه أيضا : ( أولم ينظروا إلي السماء كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) ويقول سبحانه ( قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) ويقول سبحانه ( ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور .. ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) ويقول سبحانه ( وإلي السماء كيف رفعت ) ويقول سبحانه ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) ( قد نري تقلب وجهك في السماء ).. آيات وآيات كلها تحث علي النظر والبحث والتفكر .. ويل لمن قرأها ولم يتدبرها ( إن في خلق السموات والأرض لآيات لأولي الألباب )

الوجوه المتألقة بصفحة السماء .. وبسجدة علي التراب لرب الأرض والسماء .. أرقي وأطيب من الوجوه المنتكسة إلي التراب وإلي الأرض .. والحمار لا يرفع رأسه إلا إذا نهق بأنكر الأصوات .. والحمار حتي لو عرج إلي السماء فلن يرفع وجهه , ولا يزال وجهه مجخيا ..  كذلك من فقد  العروج الحقيقي .. ( لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) .. جاجارين وأرمسترونج والسابق واللاحق وغيرهم كمثل الحمار يحمل أسفارا .. ما أغنت عنهم الآيات ( وما تغني الآيات والنذر عن قوم ل يؤمنون )

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

لا نحتاج إلي هذا الدجل


بسم الله الرحمن الرحيم
أعجبني هذا البحث الذي يتوافق مع الإيمان بالغيب والإطمئنان بموروثي عن محمد رسول الله من العلم اليقيني والهدي المحمدي ..
منقول..
للأسف هنالك بعض الأخبار المنشورة تكون نموذج سئ لبعض المواضيع اللي تطلع علينا بين الحين والحين , بعض الشباب -والله اعلم بنياتهم- يقومون بتحذير وتخويف للناس من المعاصي بهذه الطريقة .
فنقوم بارسالها عبر الإيميل ووضعها بالمنتديات ثم نكتشف بعد فترة أنها كانت كذبا في كذب ولكن بعد أن يكون قد ضحك منا أعداؤنا وشبعوا ضحكا وقد قرأت في احدى الصحف أن هناك جمعية من العلمانيين هدفها نشر مثل هذه الخزعبلات وسط الشباب لصرفهم عن الدين الصحيح وفيما يلي امثلة من هذه الحوادث التي ثبت كذبها جميعا
الكذبة الأولى: قصة الفتاة العمانية التي تحولت لعنزة مشوهة لانها استهترت بقراءة القرآن
الحقيقة : الصورة هي صورة عمل فني تخيلي بالشمع لاناس مستنسخين
كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات


كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]
الكذبة الثانية: قصة الشاب الذي فتحوا قبره بعد 3 ساعات فوجدوه متفحما من اثر عذاب القبر ونشرت صوره
الحقيقة : الجثة لفتاة سعودية احترقت في حادث

كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات


كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]

الكذبة الثالثة: قصة الأصوات التي صدرت من الأشجار في الغابة ويدعي الخبر ان أحد العلماء صمم جهازا لفك شفرة الأصوات ومن ثم وجد انها تنطق بكلمة 'الله' فأسلم بعدها
الحقيقة: الخبر مفبرك من موقع يسمى 'الليبراليين العرب ' بغرض السخرية من المسلمين [LINE]hr[/LINE]

الكذبة الرابعة: قصة نيل ارمسترونغ وسماعه الاذان من على سطح القمر والقصة المثيرة لاسلامه بعد عودته الى الارض
الحقيقة: كذب مكتب ارمسترونغ هذا الخبر جملة وتفصيلا, كما عقد شخصيا مؤتمرا صحفيا بالهند لنفي هذه الشائعة بعد انتشارها في انحاء العالم.
[LINE]hr[/LINE]
الكذبة الخامسة: صورة الجني الذي قام شاب اماراتي بتصويره في كهف ومات الشاب مباشرة بعد تصويره

الحقيقة : الجني عبارة عن مجسم منحوت متقن في احد الكهوف وعيونه متصلة بمفتاح كهربائي لاضاءة العينين باللون الاحمر
كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات


كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]
الكذبة السادسة: صورة لحديقة بالمانيا وقد كونت جذوع الاشجار على الجانبين شهادة التوحيد مع الادعاء ان المانيا قد اغلقت الحديقة
الحقيقة : الصورة هي لوحة لفنان مصري وقد تم حذف توقيعه من عليها

 كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]

الكذبة السابعة: في احد المستشفيات الامريكية جهاز رسم القلب لأحد المرضى يرسم كلمة الله
الحقيقة : منتدى علماني قذر هو مؤلف ومروج هذه الاشاعة ليضحك منا كما سترون لاحقا

كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات


[LINE]hr[/LINE]

الكذبة الثامنة: اسلام مايكل جاكسون .
الحقيقة : مايكل جاكسون يعلن احترامه للاسلام ولكنه ينفي بشدة الدخول فيه . (ان الله لغني عن العالمين)

كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]

الكذبة التاسعة: اسلام تشيلسي ابنة بيل كلينتون

الحقيقة: نفت تشيلسي هذه الشائعة واضافت بأنها مهتمة بالدين الاسلامي ولديها نسخة مترجمة من القران الكريم[LINE]hr[/LINE]
الكذبة العاشرة: صورة الحرمين المكي والمدني تظهر مضيئة ليلا في صور التقطتها الاقمار الصناعية .
الحقيقة : الصورة ملفقة بالفوتوشوب حيث أنها التقطت نهارا وتم تغميق المباني المحيطة بالحرمين للايحاء انها التقطت في الظلام . (بيوت الله مضيئة بالمصلين الركع السجود وليست بحاجة لفوتوشوب!)

كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]
الكذبة الحادية عشر: صورة من وكالة ناسا توضح خط على سطح القمر من أثر انشقاقه للنبي .
الحقيقة : الصورة أيضا ملفقة بالفوتوشوب ، وبالبحث في موقع ناسا لم يوجد أي أساس لهذا الخبر

 كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]
الكذبة 12- الأخبار حول احتراق جثة الرسام الدنماركي المستهزئ بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتكتم الحكومة الدنماركية على الخبر

الحقيقة: ظهر الرجل ويظهر مرات عديدة في وسائل الاعلام, ومن ذا الذي يحتاج احتراق الرجل حتى يثبت ضلاله.
كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات


كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]
الكذبة 13- خروج نافورة رملية من الارض في السعودية ، وبعض الجهّال يرمزون للآية (وأخرجت الأرض أثقالها) وانها من علامات قيام الساعة
الحقيقة: ماسورة أو انبوب غاز تحت الارض (مدفون) تابع لشركة أرامكو وتم التعامل مع المشكلة فوراً من قبل الشركة
وهذا رابط الفيديو في موقع يوتوب للي ماشاف المقطع ولو انه انتشر بالبلوتوث
وتركت رد فيه بالإسم المرمّز
(PC-army)
للشخص اللي اشاع فيه هالخبر

كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]
الكذبة 14- صورة لقبر الرسول اللهم صلي وسلم عليه
الحقيقة: ليست كذلك وكثير منا يعلم هذا ويكفيك من الفبركة الجدران والشباك التي حول هذا القبر ولكن... لا تعليق!!

كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات
[LINE]hr[/LINE]

الكذبة 15- صورة الشيطان في أحداث 11 سبتمبر
الحقيقة: تعديل للدخان ببرنامج الفوتوشوب

كذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

الكذبة 16- ظهور صورة صدام حسين (رحمه الله) بعد اعدامه
الحقيقة: أيضاً احترافية اخرى وتعديل بالفوتوشوبكذبه (موضوع للتنبيه وتصحيح المعلومات

[LINE]hr[/LINE]
قبل ما أنهي الموضوع أحب أن تطّلعوا على تعليق أحد الأخوة الغيورين
أعجبني ولكن أبهرني أيضا ما بداخله والأكثر أنه ألمني .... !!
أترك التعليق الآن . . .
الكاتبة 'همسة غلا' بمنتدى ------------
حقيقة جاتني رسالة على بريدي بهذا العنوان
قد اثارت حفيظتي .. ودعتني الى الكثير من التساؤل
وهي رسالة تحذيرية من مواضيع قد انتشرت في المنتديات العربية
- فهي خطيرة جدا- مثل : (خط انشاق القمر، اسلام جاكسون، صورة الجني...) ...
يقول صاحب الرسالة :
دخلت فجاة لأحد المنتديات العلمانية حاقدة على الأمة العربية الإسلامية

فوجدت موضوع و قرأته و ياليتني لم أقرأه شباب يضحكون على رواد المنتديات من المسلمين بالأدلة و البراهين فحجتهم قوية جدا كل ما في القصة يقوم هؤلاء الشباب بصناعة المواضيع الإسلامية الكاذبة مثل إكتشاف إعجاز العلمي في القرأن - الشجرة تسبح بحمده- فتاة أستهزءت بالقرآن فتحولت إلى عنزة إسلام مايكل جاكسون شخص اخرجوه من القبر فوجد أثار التعذيب على جسده (عذاب القبر ) ثم ينشروها الاعضاء في المنتديات الإسلامية ثم يقوم الأعضاء المسلمين بنسخها ووضعها في منتدياتهم ثم تنتشر بسرعة كبيرة في كامل المنتديات ثم يقرأها آلاف و آلاف من القراء ثم يموت الاعضاء بالضحك و السخرية على غباء المسلمين لانها كاذبة صنعها ملاحدة لهدف واحد للضحك و تشكيك الناس بالإسلام و لصرفهم عن الدين الصحيح ثم نكتشف بعد فترة أنها كانت كذبا في كذب و لكن بعد أن يكون قد ضحك منا أعداؤنا و شبعوا ضحكا..

أوعي حد يضحك عليك

بريق النفس


بسم الله الرحمن الرحيم

الماء المستعمل ( طاهر في نفسه غير مطهر لغيره ).. لا يجوز استعماله في رفع حدث ولا في إزالة نجاسة عند الحنابلة والشافعية وكذا في رأي عند أبي حنيفة ومكروه استعماله عند المالكية .. مع أنه طاهر في ذاته .. لكن بريق النفوس العالية يكشف سر هذا الماء الملوث " بالذنوب " .. الملوث وإن كان غير نجس كيف يطهر الأبدان ومن ثم القلوب .. دخل الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله مطهرة جامع الكوفة فرأي شابا يتوضأ .. فنظر في الماء المتقاطر منه فقال : يا بني !! تب عن عقوق والديك فقال الشاب : تبت إلي الله عن ذلك ! نفس برقت فأضاءت ما حولها .. يكاد برقها يخطف أبصارهم .. أو يذهب بالأبصار ..

أخي الحبيب .. ألم تشعر ولو لمرة واحدة .. أن نفسا براقة أصابك وميضها .. فأسرتك بجلالها وجلائها المبهر .. فلم تستطع حينها إفلاتا .. كأنها نجم دري تألق من ذاته يدار حوله .. لا كوكب دري معتم في ذاته يدور هو مع من دار .. فدرت رغما عنك في فلكه .. حتي حجم كل وسائل الدفاع عندك .. وكساك بلون ضيائه وبريقه .. وغضضت الطرف .. وأسلمت النفس والجوارح .. وملك منك كل كيانك .. وصار قدرك المحتوم .. نفس سواها باريها.. فأتمها بإلهامه ( الإلهام نسب إليه هو ) .. فألهمها تقواها ( التقوي نسبت إليها هي ) ..

تقواها التي مزجت بطينتها .. براها باريها بها.. تقواها التي بنور الوحي والملك الكريم تم نورها وشع بريقها .. نور علي نور .. في صحيح مسلم من رواية عياض بن حمار المجاشعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله عز وجل: إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم " { فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } [الروم: 30] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " صحيح أخرجاه من رواية أبي هريرة

نفس قريبة لا تقصيها المسافات الزمانية أو المكانية .. بعيدة بذاتها لأقصي مدي وفي نفس اللحظة هي أقرب ما يكون .. نفس نجمية تتوقد .. لو زاد القرب منها عن المسموح والمعقول لأحرق نورها كل من يدنو .. أو يقترب بلا حساب .. إن نفس عيسي النبي عليه السلام أحرقت بأنوارها بعض المبهورين وأرادوا أن يحدقوا ببصرٍ كالٍ ضعيف في نجمه فخطف أبصارهم وقالوا : "اتخذ الله ولدا " .. " عيسي ابن الله " .. فذابوا بلا عودة .. كذلك الإمام علي .. علي قول من دنا بلا حساب من السبئية : أنت ربنا وخالقنا ورازقنا فأحرقهم بالنار ..

روي " أن علياً عليه السلام مر بقوم وهم يأكلون في شهر رمضان نهاراً فقال أسفر أم مرضى قالوا: لا، ولا، واحدة منها .. قال: فمن أهل الكتاب أنتم فتعصمكم الذمة والجزية قالوا : لا .. أنت أنت .. يومئون إلى ربوبيته .. فنزل عليه السلام عن فرسه فألصق خده بالأرض .. وقال : ويلكم إنما أنا عبد من عبيد الله فاتقوا الله وارجعوا إلى الإسلام .. فأبوا فدعاهم مراراً فأقاموا على كفرهم .. فنهض إليهم وقال : شدوهم وثاقاً وعليّ بالفعلة والنار والحطب ثم أمر بحفر بئرين فحفرنا فجعل إحداهما سرباً والأخرى مكشوفة وألقى الحطب في المكشوفة وفتح بينهما فتحاً وألقى النار في الحطب فدخن عليهم وجعل يهتف بهم ويناشدهم ليرجعوا إلى الإسلام .. فأبوا فأمرهم بالحطب والنار فألقى عليهم فأحرقوا ..

بلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تعذبوا بعذاب الله)) ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من بدّل دينه فاقتلوه) فبلغ ذلك علياً فقال ويح ابن عباس .. أوقال : صدق ابن عباس .. لكن القدر سبق بالحرق .. وكأن القدر يقول : من اقترب عن الحد احترق .. وكذلك دنا آخرون فأولوا آية ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) عليه وأنها نزلت بشأنه فهوالإمام المبين .. وهو عالم اللوح والقلم .. هو الرعد القاصف.. والبرق الصاعق .. هو رب الأرض كلها .. وغير ذلك الكثير ..

نفس تحترق وتومض كنجم أضاء من ذاته .. نفس تضيء لغيرها بفنائها ( يحيي تقطع رأسه مهرا لبغي .. وأبوه زكريا يقطع وينشر بالمنشار .. وإبراهيم يرمي بالمنجنيق في النار .. وعيسي ومحمد يطاردان فيصعدان .. عاد محمد وبقي عيسي إلي حين .. أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأكثر الأصحاب والآل وكل أشراف الأمة سالت دماؤهم أنهارا .. الماشطة وأولادها فارت عظامهم بقدر يغلي .. والغلام باسم رب الغلام فلق السهم رأسه فآمن الناس .. آمن كلهم جميعا .. لشدة إبهار نوره .. وكلما قوي الاحتراق قوي الوميض .. وعظم البريق .. حتي يخطف الأبصار والألباب .. وإلي ساعتنا هذه .. لا نملك حياة السعداء بغير تلك النفوس .. نفوس .. عبر الأثير أو من وراء البحار ..أو من وراء الدهور تجذب ..وتلك روعة النفس البشرية ..

لكن احذر قد تكون النفس نجما قد أفل حتي صار ثقبا أسودا عظمت دقته وجبروته حتي ابتلع المجرات .. كدعاة الضلالة .. يتبعهم الغاوون .. والله إن نجما قد هوي لما زعم أن صاحبنا ضل وغوي .. وأنه ينطق عن هوي .. فحاربه وعاداه وبكل بدعة وفرية آذاه .. فجذب المريدين والأتباع المذهولين لكنهم لا يشعرون أنهم يسيرون في طريق الفناء .. وكما ألهم سبحانه الأولي تقواها .. ألهم الثانية فجورها .. كيف الخلاص ؟ .. إنه في ( قد أفلح من زكاها .. وقد خاب من دساها ) .. وصلي الله وسلم علي النبي محمد وآله ومحبه ..