السبت، 5 يونيو 2010

احذري هذه المرأة


لم أقل احذر
بل احذري
فمنهن واحدة
هي تلك
ذات الدلال المسفوح
خضراء الدمن
الطوافة
خاضعة القول
والطرف
لمن يحب أن يطمع
وأن يسمع
وأن يري
وأن يلمس
وأن يسهر

*****
هي تلك
المتآمرة علي كل فضيلة
من لها أسوة
ب امرأة العزيز
حالها يتكلم
قبل مقالها
بجرءة وثقة
وفخر واعتزاز
وتحضر وانسجام
هيت لك!
*****
من خلف الأبواب
والأبواق والسماعات
والشاشات 
هيت لك!
في السوق
والعرس
وعلي مدرج الجامعة
وبيت العلم ومنبع الحكمة
-حكمة هيت وعلم هِئت!!
هيت لك!
عند حلاق النساء
بالألوان المتعاركة
والصارخة
والصاخة
والطامة الكبري

والريحان
والعطر الخارق
الثاقب
الحارق
لكل قلب
الذاهب
لكل عقل
هيت لك!
بالزهرات اليانعات
علي موجات الشعر
السوداء
والشقراء...
*****
هيت لك
بضحكة صافية
وجلسة صداقة
حانية
بنظرة ظامية
ثم موعد فلقاء
علي ورقة
ورقة التوت
مكتوب عليها
وهبتك نفسي
وعمري
وأملي
وفوق ذلك
قيد أبي وأخي
وأهلي وديني...
*****
عند ذلك ليسجنن
سجن امرأة
بقيود امرأة
وحيلة امرأة
وجبروت امرأة
والذي هو أعظم من كل جبروت
 امرأة مائلة ب "غلقت"
فلا مفرمن عبودية
مميلة ب "هيت"
فلا مناص من تصاغر
ولا بد أن يفعل ما يؤمر
وإلا ليسجنن وليكونن
من الصاغرين
الخاسرين
المتخلفين
*****
سهم مسموم
طائش 
لا بد أن يُصِب
وأن يَصْبُ إليها
لا فرق بين فتي أو محصن
شيخ
أوكهل
أرنب أوليث
كأس لا بد له من شارب
ولا بد له من وارد
ككأس الحِمام
إلا ما رحم ربي...
*****
كست الوجوه سحابة
أظنها سوداء
عقيمة
قالوا عارض ممطرنا
لكنها ريح فيهاعذاب أليم
ريح لا تبقي ولا تذر
سوادها طغي
فلا ألوان...
إلا السواد
فكيف تراها؟
وقد تبدلت
إلي شوهاء
لا هي أنثي ولاهي رجل
فالأنثي...
خجل وحياء
الأنثي لين رقيق
الأنثي حضن بطل
الأنثي عفة تشم
الأنثي مداد شرف
الأنثي طبيعة جمال
كساها به القمر
بلون النور والضياء
بيد الصانع البديع
لا بيد مخنث أرعن...
*****
إنها واحدة
لها مثيلات
خببت زوجا عن أختها
وأفسدت قلوبا عن
صفائها وطهرها
وأوشكت أن تخرب بيوتا
عامرة بحلالها
وجلالها وسكونها
منتهزة ضعف تلك
الآمنة بزواجها!
الغافلة بأولادها!
الشعثة بإهمالها وأعمالها!
الثرثارة
التي نسيت كلمة
الاستحواذ والاستعباد
الكلمة الطيبة التي لو قالتها له
لم ينزع عنها إلا بصك منها
وإذن منها وتصريح منها...
وكانت ككثير من
الطاهرات
النقيات التقيات
المسلمات المؤمنات
القانتات التائبات
العابدات السائحات
الثيبات والعذراوات
المحصنات
ملكة القلب
وتاج الرأس
وبهجة النفس
وسعادة الروح
أفيقي قبل فوات الأوان
واحذري...
*****

سجود تحت العرش




بسم الله الرحمن الرحيم
تخلل النور
سجد..
تسارع رأسه وذرات كيانه للهوي..انحنت ركبتاه..ولم تستطع رجلاه حمله..فسجد والتصقت جبهته وانسابت عبرته..علي أي شيء ياتري سجد ؟ ليس هناك تراب..والأرض بينه وبينها سبع سموات طباق..أزمان وأزمان لا يعلمها إلا باريء السموات..وعالم سرها..فصلته عن الأرض..

لم يسجد الكيان في الحقيقة..أو البنيان وإن سجدت..لكن الذي سجد هو القلب سجد فما قام..إي وربي..سجد القلب وما قام..ولقد ترك قلبه هناك ثم عاد!!..عاد إلينا وقد تسامي وهو الذي قد بلغ الكمال من قبل..وهو الذي بلغ المبلغ ونزل المنزل..هو البحر امتلأ فلا تشعر بالسيل يغمره..استنار وهو الذي تغلغل في النور وتغلغل فيه النور..نور علي نور..



يا رسول الله : علي رأسك العرش والعظمة والجلال..والجمال والكبرياء..وأسفلك كل العالمين..أسفل قدميك وتحت نعليك كل الخلائق..تحتك حملة العرش وجبريل..ميكائيل وإسرافيل..تحتك الجنة والنار..تحتك الأنبياء وكل واحد في سمائه..وأنت فوق السموات..أنت..هناك في قاب قوسين أو أدني..هناك لتري..( لنريه من آياتنا)..(لقد رأي من ءايات ربه الكبري).



أفهم العالمون..لماذا هو لا يركع لأحد ولا ينحني ولا ينكسر؟ .. إنه قد سجد..أتدري معني سجد..سجد قلبه..لواحد فقط له كل الجلال..هناك تحت العرش...أفهم العالم..لماذا هو ومن معه..لا يذلون لأحد؟...إنه ذل هناك وصرخ..أمتي أمتي..بكي ولو رآه حجرصلد لبكي لبكائه..حتي رحمه مولاه وقال له : والله لا نخزيك..لا نخزيك في أمتك أبدا.

أمة هناك ذكرت..وتطيبت بطيب تضرعه..وهناك حُمدت وتشرفت بثنائه ونبض قلبه..أمة هناك دعي لها أشرف لسان وأطهر قلب..هذه الأمة حرام عليها الذل..حرام عليها الإنحناء...لقد صار الذل عليها بالشرع من أكبرالكبائر..هو الذنب الأعظم..وما الهرولة في الحج إلا نوعا من التقرب لله بمحو الذل..وما التبختر الذي فعله أبو دجانة وهو علي فرسه علي مرأي من رسول الله الفرح بتبختره إلا نوعا من هذا..

وكلما محا المؤمن عنه الذل كلما ارتفع درجات , واقترب وتسامي..وتطهر..وغسل القلب..ليس ذلك كبرا أو فخرا أو إعجابا واستعلاءا..لا لا إنها العبودية لمن لايعلمها..إنها الإنتساب لذي الجلال..لمن لا يفقه..فهو لايذل لأحد لكنه يتواضع .. ويرحم .. ويحن .

بأبلي الثياب وأقل الزاد والمتاع ..بإدام الزيت والخل , ورقدة التراب تحت الشجر , وبالثوب الواحد المرقوع جاءتهم التيجان ذليلة والقادة مستسلمة والجيوش والأمم مبهورة..إنهم في علياء سمائهم وفي عزة كبريائهم..شعارهم : أنعطي الدنية في ديننا.. ومهما ابتغينا العزة في غيرإسلامنا وديننا أذلنا الله .. بهذا أناخت عظمة الأمم بباب عزتها مطاياها..

بعد هذا اللقاء..كيف يستطيع العودة..كيف له وقد رأي وعاين وسجد..كيف تطيب له حياة بدون هذا القرب..لابد من منحة أو هدية تطفيء لهيب هذا الشوق..فأُعطي الصلاة..أعظم هدية في التاريخ..وأجل عطية في هذا العالم منذ بدأت عليه حياة..خمسون صلاة في اليوم والليلة..فرح واغتبط وكاد أن يطير حتي ولو كانت ألف صلاة..فهي القرب الذي رجاه وعلي قدر عظمة اللقاء تكون العطية..يقابله موسي فيستشف النور فيعيده لربه مرات..حتي صارت خمسة في العمل وخمسين في الأجر..

ألا فليتدبر الخلق : ..الصلاة سجود قلب..هناك لا هنا..تحت العرش لا فوق التراب أو فرش المساجد..ألا فليتدبر الخلق..الصلاة انحناء روح ذابت حتي استقرت في النور لا انحناء أصلاب..ألا فليتدبر المؤمنون خاصة..الصلاة صلة بالله الكبير المتعال..فبها يكبر المؤمن ويتسامي..فإذا انقطعت الصلة انحدر إلي مكان سحيق..ألا فلتتدبر الخلائق حال المصلين الهيامي..جمعت لهم كل أعمال الملائكة..وفي عمل واحد ..فلذَ القيام والركوع والسجود والبكاء..فانتقلوا بها إلي هناك..حتي عادوا لا يرون خيالات الطين والتراب..التي حولهم..فذابوا فيها عشقا..وهتفوا : أرحنا بها يا بلال..

تدبر هذا الترتيب العجيب الذي هو في غاية الحسن..محمد صلى الله عليه وسلم في الأول حصل في الأفق الأعلى منمراتب الإنسان وهو النبوة ثم دنا من جبريل وهو في مرتبة النبوة فصار رسولاً فاستوى وتكامل ودنا من الأمة باللطفوتدلى إليهم بالقول الرفيق وجعل يتردد مراراً بين أمته وربه، فأوحى الله إليه من غير واسطة جبريل ما أوحى..

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

أخاف الكثرة








منك أتوجس وأخاف..

فما سمعنا عن كثرة تجتمع علي حق!! "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" "وما آمن معه إلا قليل"...أهل الكهف قليل ..فقط سبعة وثامنهم كلبهم..أصحاب الأخدود ..قلة قائدها غلام..أصحاب القرية جاءهم رسولان عززهم الله بثالث ثم رابع تقي لم يخف من القتل .. قيل له ادخل الجنة ..أصحاب السفينة قليل .. وأصحاب بدر قليل...


أتوجس من الشعبية والجماهرية والأغلبية وكل ما يلتف حوله الناس - بالذات الآن -.. فلا يمكن أن يجتمعوا أبدا هكذا إلا علي هوي أو شهوة أو رغبة أو أيٍ من مفردات ومرادفات المتع ولذلك كل من يبحث عن أغلبية في زمن الهوي فإذا تحصل عليها فقد أثبت لنفسه ألا حقيقة معه وأهل الهوي هم من أرادوه  زيادة من الدنيا بأي وجه كان!

***** 

الكثرة غثاء .. لست أنا من قال .. , الكثرة غوغاء .. والغوغاء جراد صغير هائج بعضه علي بعض يقول الإمام علي: الناس ثلاثة ..فعالم رباني ومتعلم علي سبيل النجاة .. وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح , لم يستضيئوا بنور العلم.. ولم يلجأوا إلي ركن وثيق ... وقال رضي الله عنه : هم الذين إذا حضروا ضروا وإذا غابوا نفعوا قيل له كيف ؟ قال :إذا غابوا ذهب كل واحد إلي مهنته فانتفع واستفاد الناس ..وفي مكان آخر قال: إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا..غلبوا بثورتهم .. والتي أشد ما تحركهم فيها البطون



دعاة الفتن حتي ولو علي أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وعلي عثمان رضي الله عنه , فما أسهل سفك دمه عند الغوغاء الرعاع إذا حضروا أضروا. سبوا وشتموا وضربوا وخربوا وفرقوا وانظر إلي الإستادات والمباريات والثورة المصرية الجزائرية , ثورة الجنون التي استبدلوا بهاعن عجز ثورات الشرف والكرامة..


*****


وبناء علي رغبة الجمهور الكل يتنازل من أفقه العلماء إلي الرويبضة...وما أعجب قولهم " حطها في رقبة عالم وتطلع سالم" ألم أقل لكم إني أخاف الجمهرة والكثرة والشعبية حتي أهل الصوْل والطول , العساكر والجيوش يتوجسون منهم خيفة ويتجنبونهم ففي هياجهم الخراب والدمار والفتن والضلال الكبير .. فيسكتونهم بفتات العطاء .. ولقد سمعت شيخي الكبير د : محمد المسير رحمه الله : معلقا علي ما يحدث في الصومال من فتن وقتل وبلاء شمتت الأعداء... سلطان غشوم خير من فتنة تدوم...

كثرة أضرت حتي النبي صلي الله عليه وسلم والمؤمنين الأول "ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين " فجعل النبي ينادي القلة المنتصرة دائما ويقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب .. فأنزل الله سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين وأنزل الجنود التي لا تري من الملائكة فتم النصر وعاد النصر بالقلة المختارة المنصورة..
*****
كثرة لم ترُق لطالوت عليه السلام فجعل يصفيها ثلاث مرات استجلابا للنصر والظفر .. قال للكثرة : إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني..فشربوا منه إلا - قليلا منهم - وجاء النصر وحدثت المعجزة .. - فهزموهم بإذن الله - فالنصر حليف القلة من المؤمنين دائما !! أتوجس من الكثرة وأخاف ... وأبحث عن قلة متوارية , رغما عنها..
أبحث عن قلة في الفجر أجدها..وعن صلاة الفجر لا تغيب..أبحث عن قلة صابرة والبلاء يصب عليها صبا.. أبحث عن قلة لا يضرها من خالفها ولا يضرها كثرة الضالين أبحث عن قلة منهم الناس تضحك , وعليهم يتغامزون..هم عند الكثرة والجمهور ضالون منحرفون...أبحث عن الغرباء الذين أغتربوا بقلتهم واغتربوا بعجائب أعمالهم الطيبة من خلق ودين , وأدب وطهارة ومما يعاب عليهم ويعيرون به إنهم أناس يتطهرون!!!... 
*****

أوجع .. عليك رقي


.
.


أوجع .. عليك رقيب


بسم الله الرحمن الرحيم
*********************
الخطاب لمن يستحق
ويستخف..
***
أوجع..
آلِم ..
فلن تفلت..
القصاص آت..
والوزن بالذرات..

أوجع..
إن عليك رقيب ..
وشهيد ..
في الأرض والسماء ..
لا يغفلون ولا يسهون

أوجع..
وانتصر
لأمَارتك
وأميرتك
السوأي
وعشيقتك
التي فيك

أوجع..
وافتخر
ازهُ فالزهو بالإيلام
سيمي الفراعين..
- لأقطعن..لأصلبن..لأسجنن -
والجبارين..
- لأحرقن .. لأسحلن.. لأبيدن -
والزهو بالقوة .. والكبرياء من البشر
تعدٍ علي المستحق صاحب الكبرياء
الذي ألبس القدرة والقوة
رأفته ورحمته

أوجع..
فنفس لا تعرف
إلا الإيلام..
ماذا تنظر من الله ؟ ..
وما الذي ترجوه في الآخرة ؟

 أوجع..
وتلذذ بآلام وآهات
وصرخات الناس..
لكن ألا تذكر.. 
وهم يصطرخون فيها.. 
ومن جنس العمل
يكون الجزاء..
ولكنه ..
أضعافا مضاعفة..
وقضيب الأراك الذي
أوجعت به يصير
فيما يعلمه الله وحده
بما يليق لمن يكون
ضرسه في النار
كجبل أحد!!...

أوجع..
واجعل جوفك لهيبا
يحرق
مادمت لا تقدرعلي
جعله بردا وسلاما
علي خلق الله
الذين أكرمهم..
وبيده خلقهم..

أوجع..
بيدك
بلسانك
بعينيك
بأذنيك
بجشعك.
بكل أحوالك
فكم تألم أناس بلسان
قاذف .. صاعق..
كلمة خبيثة أثمرت
علقما وأورقت حنظلا
أمضي من السيف..

أوجع..
بقطيعتك التي قطعتك
وفرقتك وشتت شملك أنت
وتظن أنك أنت الذي تقطع..
وتؤدب وتعاقب وتنتقم

أوجع..
بعبوس وجهك
الذي لم تبشُه سجدة ليلٍ
لله خالصة..
ولم تنيره دمعة
لم تعرف الخروج إلا عند
حزن أو مصيبة
أو مرض أو فراق
أو موت لا يعظك..

أوجع..
بالكره .. بالحقد .. بالحسد..
أوجع حتي ولو بالسحر
واستعن لتنال لذتك
من الإيلام
بالجن
فما كفاك الإنس..
فتآزرت بقوة مع قوتك..
وبشر مع شرك..

أوجع..
فالفلسفة الآن هي الأكشن
والترويج الآن لمن يؤلم أكثر
ويدمر ويهلك أكثر
والبطولة الآن في الأذي
والأمر الآن لمن يأمر
بالإثم والعدوان
حتي القتل سميناه رحيما
-القتل الرحيم -

أوجع..
لقد ظن الإنسان أن الأرض
نسيها خالقها..
وإمهال الله صيروه إهمالا
وصبر الله صيروه عبثا
أفحسبنتم انما خلقناكم عبثا
وأنكم إلينا لا ترجعون؟..
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا
ما ترك عليها من دابة..
ولكنه التأجيل القدري..
للأجل المسمي
عندما يتضاعف بالحوادث الغضب..
وتتكاثر بالإستدراج النقم..

أوجع..
فالسباق علي المال بلغ أشده..
والمنافسة علي الإيلام والإغاظة بلغ المدي
فغِظ أكثر وأكثر حتي ولو ذويك
فالطلاق في شرعه عند الضرر رحمه
صيروه عذابا وانتقاما .. وإغاظة وبلاءا

تأمل هذه الحوادث..
طعن النبي وليا من أصحابه في بطنه فقال الولي أوجعتني يارسول الله .. القصاص .. فكشف النبي بطنه وأعطاه القضيب ليطعن .. فأكب الولي صاحب النبي علي بطن نبيه مقبلا .. ليكون أخر عهده من الدنيا مس جلد لا ولن تمسه نار ...

الرسول عليه الصلاة والسلام إلي الجعرانة يسير .. وأبو رُهم الغفاري إلي جنبه علي ناقة له .. وفي رجليه نعلان غليظتان .. إذ زاحمت ناقته ناقة رسول الله صلي الله عليه وسلم فوقع حرف نعله علي ساق رسول الله فأوجعه فقال : أوجعتني ! أخر رجلك وهو يقولها قرع رجله بشيء في يده .. قيل سوط , قال أبو رُهم : فأخذني ما تقدم من أمري وما تأخر .. وخشيت أن ينزل فيَ قرآنا لعظيم ما صنعت ( بإيلام رسول الله) فلما أصبحنا بالجعرانة , خرجت أرعي الظَهر - وما هو يومي - فزعا أن يأتي للنبي عليه السلام رسول يطلبني ! فلما روحتُ الركاب سألتُ . فقالوا طلبك النبي صلي الله عليه وسلم , فقلت : إحداهن والله .. فجئته وأنا أترقب .. فقال : إنك أوجعتني برجلك فقرعت رجلك فخذ هذه الغنم عوضا من ضربتي!!!!!فأخذها وهو يقول ( فرضاه عني كان أحب إلي من الدنيا وما فيها )..

ونفس الحادثة حدثت لعبد الله بن أبي حدود الأسلمي مع رسول الله الذي أصيب وأُوجع فدفعه رسول الله صلي الله عليه وسلم عن نفسه بمحجن كان في يده , ثم قال له : لقد أوجعتك البارحة فخذ هذه الغنم فوجدها ثمانين شاة .. وكذلك أبو روعة الجهني أخذ منه قطيعا وجده عشرين ومائة.. وكيف لا وهو القائل :
من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه
ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه
ومن كنت سفكت له دما فهذا دمي فليستقد منه
أيها الغرب المتهم له .. الشاك فيه .. الظالم له
هذا هو محمد رسول الله .. وهذا خلقه ..
فليرنا أحدكم مثيله أو نصيفه , أو ذرة من تراب علقت نعله
سلام الله عليك .. ورحمته .. وبركاته .. وأزكي صلواته
يارحمة العالمين..