الخميس، 11 نوفمبر 2010

قزمان في النار

بسم الله الرحمن الرحيم
-------------
ما نفعتك يا قزمان صحبة خير البشر .. وخاتم الأنبياء .. ودرة الدنيا .. وتاج الأتقياء .. ما نفعك جهادك العظيم الذي سبقت به المهاجرين والأنصار .. ما نفعك وقوفك خلف النبي في الصلاة حيث تنزل الملائكة والروح فيها وفي كل لياليك.. ما نفعتك آيات ولا عبر .. قلب انقد من الحجر .. وإن من الحجارة لما يهبط من خشية الله .. قلت كلمة الكفر صادقا فيها : { ماقاتلت إلا عن أحساب قومي .. قاتلت قريشا حتي لا تحتل أرضنا } .. وما أشد بأسك لكنك عند الجراح ألقيت السلاح .. غير سلاحا أجهزت به علي نفسك .. وقلت : إذا كان الله يبديء فأنا أعيد .. وإذا كان الله يحيي فأنا أميت .. فقابلت الله في أول لقائك به في صورة إله .. أو نصف إله .. وقلت : وهو الذي في السماء إله وأنا في الأرض إله .. تبت يدا كل قاتل لم يجد عدوا يقتله إلا نفسه .. ولم يرحم نفسه حيث رحمها مولاه (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) ..تجرعوا وذوقوا الخلد والعذاب الأليم .. حيث بأيدكم صددتم رحمة الرحمن الرحيم ..

كان قزمان من الصحابة .. وكان أكثرهم طاعة .. فلا يُري الا راكعا أو صائما .. كان كلما ذكر اسمه أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم أو مر أمامه قال صلي الله علية وسلم : إنه من أهل النار فيتعجب الصحابة رضوان الله عليهم .. حتى كان يوم أحد .. فكان قزمان أول من رمي من المسلمين وقاتل حتى قتل جميع حملة راية قريش من بنو عبدالدار وقد كانوا عشرة فرسان .. فلما ذكر الصحابة ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم قال إنه من أهل النار فقام أحد الصحابة رضي الله عنهم بتتبع قزمان فرآة كالأسد في مهاجمة المشركين وقتلهم فكان أن تبارز قزمان مع أحد صناديد قريش فقتله قزمان بعد أن جرحه القرشي فقام قزمان فأخذ سيفه ووضعه علي صدره وطعن نفسه ومات وقيل : عندما اشتدت الآلآم على قزمان ، أخذ سهماً من كنناته فقطع بها رواهشه [ شريان باطن الذراع ] فنزف حتى مات ..

فراح الصحابي رضي الله عنه للرسول صلي الله عليه وسلم وقال : أشهد أنك لرسول الله فقال له صلي الله عليه وسلم : لماذا؟ قال : قزمان الذي قلت إنه من أهل النار قتل نفسه.. فقال صلي عليه وسلم : إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة وهو من أهل النار ويعمل عمل أهل النار وهو من أهل الجنة .. وقال صلي الله عليه وسلم من تجرع سما ومات فهو في نار جهنم خالدا مخلدا فيها يتجرع سمه ومن تردي من جبل وقتل نفسه فهو خالدا مخلدا في نار جهنم يتردي فيها ومن ضرب نفسه بحديدة وقتل نفسه فهو خالدا مخلدا في نار جهنم يضرب نفسه بحديدته..

لا أرض ولا وطن .. ولا أهل ولا ولد .. ولا مال ولا عدد أغنت عمن لوث النية الصافية بأوثان نحتها من دون الله .. وجه وجهه شطرها .. واستبدل قبلة قلبه نحوها .. أفني عمره مجاهدا في سبيلها .. ذكرها شعاره .. وحبها دثاره .. عزلها بمكر عن الله وقال لنفسه اختاري .. إما هي أو الله .. ولو كان عاقلا منصفا لقال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.. فالمال والولد والأرض والوطن بغير الله هي هبل واللات والعزي ومناة الثالثة الأخري .. ما أغنت عن قزمان .. ولا عن فرعون وقارون وهامان .. "ماأغني عني ماليه هلك عني سلطانيه " .. " ما أغني عنه ماله وما كسب .. سيصلي نارا ذات لهب "..

ذكر بن اسحاق قال :كان عندنا رجل غريب يقال له : قزمان ، وكان ذا بأس وقوة ، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر له يقول : " إنه من أهل النار " فلما كان يوم أحد قاتل قزمان قتالاً شديدا ً ، ويقال : إنه أول من رمي من جانب المسلمين بسهم في المعركة ، وكان يرمي بالنبال كأنها الرمال ، ثم فعل بالسيف الأفاعيل ، ولقي المشركون منه الأهوال .
ذكر ابن كثير :أن قزمان جرح جراحات كثيرة في المعركة يوم أحد فحمل إلى داره بالمدينة ، وكان المسلمون يغدون عليه ويقولن : أبشر قزمان ، فيقول لهم : بم أبشر ؟ وأنا ماقتلت إلا عن أحساب قومي ،لم أقاتل على دين ، ولكني قاتلت قريش حتى لاتطأ أرضنا وعندما اشتدت الآلآم على قزمان ، أخذ سهماً من كنناته فقطع بها رواهشه [ شريان باطن الذراع ] فنزف حتى مات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق