الثلاثاء، 1 يونيو 2010

أوجع .. عليك رقي


.
.


أوجع .. عليك رقيب


بسم الله الرحمن الرحيم
*********************
الخطاب لمن يستحق
ويستخف..
***
أوجع..
آلِم ..
فلن تفلت..
القصاص آت..
والوزن بالذرات..

أوجع..
إن عليك رقيب ..
وشهيد ..
في الأرض والسماء ..
لا يغفلون ولا يسهون

أوجع..
وانتصر
لأمَارتك
وأميرتك
السوأي
وعشيقتك
التي فيك

أوجع..
وافتخر
ازهُ فالزهو بالإيلام
سيمي الفراعين..
- لأقطعن..لأصلبن..لأسجنن -
والجبارين..
- لأحرقن .. لأسحلن.. لأبيدن -
والزهو بالقوة .. والكبرياء من البشر
تعدٍ علي المستحق صاحب الكبرياء
الذي ألبس القدرة والقوة
رأفته ورحمته

أوجع..
فنفس لا تعرف
إلا الإيلام..
ماذا تنظر من الله ؟ ..
وما الذي ترجوه في الآخرة ؟

 أوجع..
وتلذذ بآلام وآهات
وصرخات الناس..
لكن ألا تذكر.. 
وهم يصطرخون فيها.. 
ومن جنس العمل
يكون الجزاء..
ولكنه ..
أضعافا مضاعفة..
وقضيب الأراك الذي
أوجعت به يصير
فيما يعلمه الله وحده
بما يليق لمن يكون
ضرسه في النار
كجبل أحد!!...

أوجع..
واجعل جوفك لهيبا
يحرق
مادمت لا تقدرعلي
جعله بردا وسلاما
علي خلق الله
الذين أكرمهم..
وبيده خلقهم..

أوجع..
بيدك
بلسانك
بعينيك
بأذنيك
بجشعك.
بكل أحوالك
فكم تألم أناس بلسان
قاذف .. صاعق..
كلمة خبيثة أثمرت
علقما وأورقت حنظلا
أمضي من السيف..

أوجع..
بقطيعتك التي قطعتك
وفرقتك وشتت شملك أنت
وتظن أنك أنت الذي تقطع..
وتؤدب وتعاقب وتنتقم

أوجع..
بعبوس وجهك
الذي لم تبشُه سجدة ليلٍ
لله خالصة..
ولم تنيره دمعة
لم تعرف الخروج إلا عند
حزن أو مصيبة
أو مرض أو فراق
أو موت لا يعظك..

أوجع..
بالكره .. بالحقد .. بالحسد..
أوجع حتي ولو بالسحر
واستعن لتنال لذتك
من الإيلام
بالجن
فما كفاك الإنس..
فتآزرت بقوة مع قوتك..
وبشر مع شرك..

أوجع..
فالفلسفة الآن هي الأكشن
والترويج الآن لمن يؤلم أكثر
ويدمر ويهلك أكثر
والبطولة الآن في الأذي
والأمر الآن لمن يأمر
بالإثم والعدوان
حتي القتل سميناه رحيما
-القتل الرحيم -

أوجع..
لقد ظن الإنسان أن الأرض
نسيها خالقها..
وإمهال الله صيروه إهمالا
وصبر الله صيروه عبثا
أفحسبنتم انما خلقناكم عبثا
وأنكم إلينا لا ترجعون؟..
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا
ما ترك عليها من دابة..
ولكنه التأجيل القدري..
للأجل المسمي
عندما يتضاعف بالحوادث الغضب..
وتتكاثر بالإستدراج النقم..

أوجع..
فالسباق علي المال بلغ أشده..
والمنافسة علي الإيلام والإغاظة بلغ المدي
فغِظ أكثر وأكثر حتي ولو ذويك
فالطلاق في شرعه عند الضرر رحمه
صيروه عذابا وانتقاما .. وإغاظة وبلاءا

تأمل هذه الحوادث..
طعن النبي وليا من أصحابه في بطنه فقال الولي أوجعتني يارسول الله .. القصاص .. فكشف النبي بطنه وأعطاه القضيب ليطعن .. فأكب الولي صاحب النبي علي بطن نبيه مقبلا .. ليكون أخر عهده من الدنيا مس جلد لا ولن تمسه نار ...

الرسول عليه الصلاة والسلام إلي الجعرانة يسير .. وأبو رُهم الغفاري إلي جنبه علي ناقة له .. وفي رجليه نعلان غليظتان .. إذ زاحمت ناقته ناقة رسول الله صلي الله عليه وسلم فوقع حرف نعله علي ساق رسول الله فأوجعه فقال : أوجعتني ! أخر رجلك وهو يقولها قرع رجله بشيء في يده .. قيل سوط , قال أبو رُهم : فأخذني ما تقدم من أمري وما تأخر .. وخشيت أن ينزل فيَ قرآنا لعظيم ما صنعت ( بإيلام رسول الله) فلما أصبحنا بالجعرانة , خرجت أرعي الظَهر - وما هو يومي - فزعا أن يأتي للنبي عليه السلام رسول يطلبني ! فلما روحتُ الركاب سألتُ . فقالوا طلبك النبي صلي الله عليه وسلم , فقلت : إحداهن والله .. فجئته وأنا أترقب .. فقال : إنك أوجعتني برجلك فقرعت رجلك فخذ هذه الغنم عوضا من ضربتي!!!!!فأخذها وهو يقول ( فرضاه عني كان أحب إلي من الدنيا وما فيها )..

ونفس الحادثة حدثت لعبد الله بن أبي حدود الأسلمي مع رسول الله الذي أصيب وأُوجع فدفعه رسول الله صلي الله عليه وسلم عن نفسه بمحجن كان في يده , ثم قال له : لقد أوجعتك البارحة فخذ هذه الغنم فوجدها ثمانين شاة .. وكذلك أبو روعة الجهني أخذ منه قطيعا وجده عشرين ومائة.. وكيف لا وهو القائل :
من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه
ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه
ومن كنت سفكت له دما فهذا دمي فليستقد منه
أيها الغرب المتهم له .. الشاك فيه .. الظالم له
هذا هو محمد رسول الله .. وهذا خلقه ..
فليرنا أحدكم مثيله أو نصيفه , أو ذرة من تراب علقت نعله
سلام الله عليك .. ورحمته .. وبركاته .. وأزكي صلواته
يارحمة العالمين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق