الثلاثاء، 1 يونيو 2010

أخاف الكثرة








منك أتوجس وأخاف..

فما سمعنا عن كثرة تجتمع علي حق!! "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" "وما آمن معه إلا قليل"...أهل الكهف قليل ..فقط سبعة وثامنهم كلبهم..أصحاب الأخدود ..قلة قائدها غلام..أصحاب القرية جاءهم رسولان عززهم الله بثالث ثم رابع تقي لم يخف من القتل .. قيل له ادخل الجنة ..أصحاب السفينة قليل .. وأصحاب بدر قليل...


أتوجس من الشعبية والجماهرية والأغلبية وكل ما يلتف حوله الناس - بالذات الآن -.. فلا يمكن أن يجتمعوا أبدا هكذا إلا علي هوي أو شهوة أو رغبة أو أيٍ من مفردات ومرادفات المتع ولذلك كل من يبحث عن أغلبية في زمن الهوي فإذا تحصل عليها فقد أثبت لنفسه ألا حقيقة معه وأهل الهوي هم من أرادوه  زيادة من الدنيا بأي وجه كان!

***** 

الكثرة غثاء .. لست أنا من قال .. , الكثرة غوغاء .. والغوغاء جراد صغير هائج بعضه علي بعض يقول الإمام علي: الناس ثلاثة ..فعالم رباني ومتعلم علي سبيل النجاة .. وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح , لم يستضيئوا بنور العلم.. ولم يلجأوا إلي ركن وثيق ... وقال رضي الله عنه : هم الذين إذا حضروا ضروا وإذا غابوا نفعوا قيل له كيف ؟ قال :إذا غابوا ذهب كل واحد إلي مهنته فانتفع واستفاد الناس ..وفي مكان آخر قال: إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا..غلبوا بثورتهم .. والتي أشد ما تحركهم فيها البطون



دعاة الفتن حتي ولو علي أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وعلي عثمان رضي الله عنه , فما أسهل سفك دمه عند الغوغاء الرعاع إذا حضروا أضروا. سبوا وشتموا وضربوا وخربوا وفرقوا وانظر إلي الإستادات والمباريات والثورة المصرية الجزائرية , ثورة الجنون التي استبدلوا بهاعن عجز ثورات الشرف والكرامة..


*****


وبناء علي رغبة الجمهور الكل يتنازل من أفقه العلماء إلي الرويبضة...وما أعجب قولهم " حطها في رقبة عالم وتطلع سالم" ألم أقل لكم إني أخاف الجمهرة والكثرة والشعبية حتي أهل الصوْل والطول , العساكر والجيوش يتوجسون منهم خيفة ويتجنبونهم ففي هياجهم الخراب والدمار والفتن والضلال الكبير .. فيسكتونهم بفتات العطاء .. ولقد سمعت شيخي الكبير د : محمد المسير رحمه الله : معلقا علي ما يحدث في الصومال من فتن وقتل وبلاء شمتت الأعداء... سلطان غشوم خير من فتنة تدوم...

كثرة أضرت حتي النبي صلي الله عليه وسلم والمؤمنين الأول "ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين " فجعل النبي ينادي القلة المنتصرة دائما ويقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب .. فأنزل الله سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين وأنزل الجنود التي لا تري من الملائكة فتم النصر وعاد النصر بالقلة المختارة المنصورة..
*****
كثرة لم ترُق لطالوت عليه السلام فجعل يصفيها ثلاث مرات استجلابا للنصر والظفر .. قال للكثرة : إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني..فشربوا منه إلا - قليلا منهم - وجاء النصر وحدثت المعجزة .. - فهزموهم بإذن الله - فالنصر حليف القلة من المؤمنين دائما !! أتوجس من الكثرة وأخاف ... وأبحث عن قلة متوارية , رغما عنها..
أبحث عن قلة في الفجر أجدها..وعن صلاة الفجر لا تغيب..أبحث عن قلة صابرة والبلاء يصب عليها صبا.. أبحث عن قلة لا يضرها من خالفها ولا يضرها كثرة الضالين أبحث عن قلة منهم الناس تضحك , وعليهم يتغامزون..هم عند الكثرة والجمهور ضالون منحرفون...أبحث عن الغرباء الذين أغتربوا بقلتهم واغتربوا بعجائب أعمالهم الطيبة من خلق ودين , وأدب وطهارة ومما يعاب عليهم ويعيرون به إنهم أناس يتطهرون!!!... 
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق