الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

الخروج بالطهر نجاة

بسم الله الرحمن الرحيم
يجتهدون ليخرجوا من التراب ذهبا وتبرا .. ومن الأصداف لؤلؤا ودرا .. ويثابرون ويصبرون علي التراب والرمل والصدف والغبار ليغتنموا الجوهر أو الجواهر فهي الكنز الثمين الذي يستحق كل اعتناء .. ونُحكم حوله الأسوار حتي لا يضيع .. والإنسان مجموعه ( تراب وجوهر ) .. فلماذا انقلبت الآية هنا .. وصار البحث عن التراب هو المراد .. وقد تكون الجواهر في متناولنا ولازمة لكمال حالنا .. إن كل عيوبنا هي تراب نبعت من التراب .. وكل فضائلنا هي جواهر نبعت من الجوهر المصقول بوحي السماء .. ويالعجب ما نفعله .. فينا وفيمن حولنا ..

فبدل أن نحيي الفطرة فينا .. ونتمم الإيمان في قلوبنا .. ونزكي بالقرب أرواحنا .. ونهذب بالعبادات نفوسنا .. نخرج الفرث والدم من لبن الفطرة السرسوب الخالص .. ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) وتأمل أخي ( فأبواه ينصرانه أو يهودانه أو يمجسانه .. بعد أن ولد علي الفطرة ) .. وانتكست الطبيعة .. وانقلبت المعادلة .. بلاتر يقول : أرجوكم يا شباب لا تمارسوا الجنس المثلي في قطر .. فكأن الجنس إله البشر المعبود .. لا تحويه أقطار ولا يحده مكان .. ولا تمنعه أسوار .. ولو كان في بلاد الإسلام .. فنحتاج للتحذير! .. ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )

إن الفواحش باب الخراب المعجل المنتظر .. ( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتي يعلنوا بها إلا فشت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم )  .. ( مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد) .. العذاب معلم علي أصحابه في الأساس .. لكنه يصيب من لا يخرج خروج آل لوط بطهرهم .. الخروج بالطهر طوق النجاة .. الخروج بالطهر هو الزكاة .. هو الأمر بالطهر والنهي عن الخبائث ( فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) .. هو التستر بستر الله .. هو الحياء بطريق ستر العورات .. هو عدم نزع اللباس الذي أصلا كان علينا حتي لا نُرِي سوءاتنا .. الخروج بالطهر هو الهجرة لكل ما نهي الله عنه .. وكل أرض سبخت بخبائثها .. كهجرة التائب الذي قتل مائة نفس .. من أرض الخبث إلي أرض الطهر .. التي يُعبد الله سبحانه فيها..

أما الأعجب فهو أننا نعظم الفسق ونكثر أهله .. نقتلع من الأطهار طهرهم ونزرع الشوك فيهم .. تغلي كغلي المراجل دواخلنا إن رأينا طاهرا .. خالصا سائغا للشاربين .. فنبحث ونبحث في هذا الدر عن تراب .. عن معايب وسقطات .. حتي نعثر عليها  ولا بد أن نعثر في بشر عن خطايا وأخطاء .. ونعظمها ونكبرها فإذا هو الشيطان الرجيم .. والعربيد الشرير ,, والفاسق المتجمل .. والفاجر المتطهر .. وإذا هو من إخوان الشياطين .. حتي نلحقه بالفعل بهم .. أو نحذفه من المجتمع حتي يعود إلي رشده .. ويتشبع من الهوي .. لينال الرضا .. ويحنا لماذا نصر علي أن نقعد لله علي صراطه المستقيم .. ويحنا لماذا نصر علي أن نكون الشيطان الرجيم .. أو من إخوان الشياطين .. فهو  يبحث عن الثغرات والعيوب .. يذوب من لهيب ذاته إن رأي معروفا .. فيسعي جاهدا أن يهدم بنيانه .. وذلك بإخراج السقطات وتفخيمها وتعريتها وتعظيمها .. وإخبار العالم بها ..
 
يقول النبي العظيم الذي ليس له مثيل : لا تعينوا عليه الشيطان .. يعني بذكر عيوبه .. وأقسم رجل ألا يغفر الله لفلان .. فينزل الوحي بكلام الله : من ذا الذي يتألي علي ألا أغفر لفلان .. اذهب فقد غفرت له وأحبطت عملك .. لا تبحث في الزوجة إلا عن أطيب ما فيها ( وعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) إن كرهت فيها خلقا رضيت وأحببت فيها آخر .. لا تبحث عن سقطات خليلك .. أو أخيك .. فما بال والديك أسقيتهم مرارة هذا الكاس .. وهم والله معذورون لكبر  أو مرض أو فضل أو منة .. ومن أجل ذلك ضاعف لأجلهم في الوصايا ..( وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) ( قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )  .. أيها الباحثون عن العثرات والخطايا .. أنتم تبحثون عن تراب .. عن دم عبيط وفرث قبيح من بين كثير من الجواهر التي لم ترها عيونكم المحجوبة العوراء .. وكل إناء بما فيه ينضح ..


طابت أوقاتكم أحبة قلبي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق