الأربعاء، 15 فبراير 2012

محنة الأزهر


محنة الأزهر:
---------------
الأزهر عبق صلاح الدين .. وذكري سلطان العلماء العز بائع الأمراء .. هو روح الجند الذين حطموا التتار وقهروا عبدة الصلبان .. الأزهر بركة ورش القاريء ونفحة الشافعي الفقيه .. الأزهر أروقة القرآن والحديث والفقه واللغة . الأزهر كلمة سمعها الملوك فتوقفوا واستسلموا , وسمعها العالَم فأذعنوا .. الأزهر الجامع والجامعة .. المعتكف والديوان .. محنته محنة أمة وسطوته سطوة أمة .. ورفعته رفعة أمة .. ازدان بالعلم و ( اقرأ ) فارتقي .. وازدهي بالزهاد فزها .. انقلب إلي مذهب السنة والجماعة بأمر من حفظ القران .. وأنزل الكتاب .. لحكمة ظهرت عبر القرون .. وهي حفظ اللغة ومن ثم الكتاب .. والكتاب حافظ ومحفوظ .. له في كل شبر من الأرض راية وعالم.

العلماء قديما وحديثا لا يطيب لهم علم إلا إذا وثقوه في الأزهر .. ولا تكون لهم كلمة أو مكانة إلا من خلال أروقة الأزهر .. لاحظ أن أبا إسحاق الحويني جلس حول أعمدة الأزهر وتلقي عن شيوخه اللغة والحديث والفقه , ومحمد حسان الذي حفظ القران علي يد الشيخ مصباح محمد عوض، الذي ألزمه بحفظ متن أبي شجاع في الفقه الشافعي وبعض متون العقيدة. ثم حفظ الأجرومية ودرس على يد شيخه مصباح التحفة السنية, فعشق اللغة العربية والشعر من صغره . ثم كُلف من جده لأمه أن يخطب الجمعة وكانت أول خطبة في قرية ميت مجاهد بجانب قرية دموه وهو في سن الثالثة عشرة .. وبدأ نجمه في اللمعان . وغيرهم الكثير .

-لكن لماذا نجم الأزهر أصبح خافتا؟؟!
-ما الذي حدث بعد نجاح خطة الأعداء في أن يجعلوا دور الأزهر مهمشا ؟!

-نجم الأزهر أصبح خافتا لأسبابٍ عديدة منها :

# أن أول ضربة موجهة للأزهر عندما أُلغيت الكتاتيب التي كانت تُحفظ القرآن للأطفال الصِغار فالأزهر قديمًا كان يقبل الطالب وهو حافظًا للقرآن بأكمله !،ولكن الغاء الكتاتيب كان بداية الهاوية 
لقد تم إلغاء المحفظ علي درجة بوزارة الأوقاف .. وتم إلغاء وتوقيف حلقات تحفيظ القرآن التابعة للأزهر .. وكان الإئمة المعينون في وزارة الأقاف تمنعهم أمن الدولة من ممارسة التحفيظ ولا أدري بأي حجة كان ذلك .. كلية علوم القرآن بطنطا أنشئت لأهل القرآن والقراءات وقد التحق بها خيرة أهل مصر من حفظة القرآن الكريم والقراءات تم منعهم من التعيين بوزارة الأوقاف ولا أدري بأي حجة كان ذلك مع أن النبي صلي الله عليه وسلم حدد إمام الناس في الصلاة فقال : يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله .

# ازدراء اللغة العربية الفصيحة في وسائل الاعلام المختلفة واستبدالها بالعامية المبتذلة ،مما جعل طلاب الازهر أنفسهم لا يشعرون بقيمة اللغة العربية التي يدرسونها ولا يشعرون بقيمة الأزهر كمعهد عريق خرج الأجيال التي كانت تعرف اللغة والفقه والشريعة سواء بسواء .. حتي أن أبناء الأزهر تحولوا من مرحلة القوة في اللغة وفي الفقه وفي شتى العلوم إلى مرحلة جل الأزاهرة فيها يُساقون إلى صحيح الإعراب كأنما يُساقون إلى الموت وهو ينظرون..!!!!!!

# انتهاء اللغة كملكة لدى المثقفين مما جعل لغة الضاد كالماء الراكد الذي لم يستعمله أحد من زمان بعيد ،فأصبحت لغة الضاد مجرد قواعد يحفظها الطالب ليجتاز بها امتحان آخر العام ،لا ليأخذها له ملكة حيث أنها لغة القرآن الكريم وهي أشرف اللغات وعُنوان الهُوية .

# أضعفوا المؤسسات التعليمية الأزهرية التي خرجت أنصاف أو أرباع المتعلمين مع ملاحظة الآتي : أن أول خمس جامعات عربية كلها سعودية
1-جامعة الملك سعود - تصنيفها 186 على العالم - السعودية
2-جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - تصنيفها 302 على العالم - السعودية
3- جامعة الملك عبدالعزيز - تصنيفها790 على العالم - السعودية
4-جامعة أم القرى - تصنيفها 955 على العالم - السعودية
5-جامعة امام محمد بن سعود - تصنيفها 1000 على العالم - السعودية 
جامعة القاهرة الثامنة عربيا 1219 علي العالم .. هذه جامعة القاهرة التي في بؤرة اهتمام الدولة فكيف تكون جامعة الأزهر؟ .. وكيف يكون مستواها ؟.
حكي لي رفيق كويتي ذهب للدراسات العليا في الأزهر معاناته عندما ذهب إلي كلية دار العلوم التي خرجت الأعلام ثم ذهب إلي الأزهر .. ولقد رجع مصدوما من الفوضي التي تعم كل شيء وجبرت وغرور الأساتذة وضعف التحصيل العلمي الظاهر ..

# لاحظ أن الأزهري سابقا وقبل دخوله الجامعه .. يكون ملما بعلوم اللغة والفقه وحافظا بإتقان للقرآن الكريم .. أحد العلماء الذين أعرفهم رحمه الله اكتفي لظروف خاصة بمرحلة ما قبل الجامعة ولقد كان مرجعا في اللغة وكان مفتيا ضليعا في الفقه المالكي وكان علماء الأوقاف والأزهر يرجعون إليه في كثير من الأمور . قال لي رحمه الله أنه درس وحفظ شذور الذهب في المرحلة الإبتدائية وهذا الكتاب اليوم يستعصي علي مرحلة الثانوية .

# صدروا إلي الواجهة علماء دون المستوي .. ليضجر الناس من العلماء ومن الأزهر نفسه .. مع أنه في الأزهر وفي ظل هذه الظروف به من العلماء الأفذاذ ما لا يعرفه إلا طلبة العلم في أروقة قاعات المحاضرات .

# ألبسوا العلماء لباس الجوع والخوف حتي ينشغلوا بطلب فتات الحياة وتوافه الأمور عن عظائمها .. أطفأوا العلماء .. إعلاميا .. فلا يظهر العالم الازهري إلا في مسألة خلافية ويكون في الغالب مؤيدا بفتواه للسلطة وإظهار غريب المسائل مما يضعف ثقة الناس فيه

--------------------------------------
- بعد أن نجح المخطط حدث الآتي :
# أُنتزعت حجية الأزهر لدى العوام ،حيث أن أبناء الأزهر تحولوا من مرحلة القوة في اللغة وفي الفقه وفي شتى العلوم إلى مرحلة جل الأزاهرة فيها يُساقون إلى صحيح الإعراب كأنما يُساقون إلى الموت وهم ينظرون..!!!!!! (وما أُبرئ نفسي) 

# بدأ الناس يلتفون حول دعاة من نوع آخر وهم أهل الحديث ،فالعاطفة الدينية الجياشة لدى أبناء مصرنا الحبيبة كانت تُريد التوجيه حول أناس يشعرون فيهم بقوة الحجة والدليل وهذا كان مما فقده جل الأزاهرة فالتف الناس حول أهل الحديث وإن كان هذا خيرا وجهدا لا ينكر

# عندما انتزعت حجيته تفرقت الأمة إلي جماعات كل حزب بما لديهم فرحون ..
# عندما توقف العالِم عن الكلام تكلم الجميع في الدين .. حتي العلماني صار يقول العلم ليس حكرا علي أحد .. فكثر المتعالمين وقل العلم.
# عندما وهن دور الأزهر علميا وهن سياسيا وعالميا .. مما أثر علي الإسلام نفسه .. لأن الإسلام ينبني علي العلم والبحث والقراءة ومكانة العلماء المنتسبين إليه.

وأخيرا لا ننسي أن الأزهر يحوي كل المدارس المختلفة ولا يحتكر مذهبا معينا .. فهو كما يقدر أبا حنيفة فإنه يجل الإمام أحمد .. وكما يعرف قدر الإمام النووي يجعل من ابن تيمية شيخا للإسلام .. هذا هو الأزهر فلا تكن معولا من معاول الهدم فيه .. ولكن ضع لبنة في بنائه تكن مشاركا في سور الإسلام العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق