الخميس، 11 نوفمبر 2010

سجن

سجن

سجن اختاره الرجل..

بني أسواره بيديه..

أسوار تكفي لاعتقاله إلي الأبد...

سجن عجيب خانق قاتل

فالرجل مسروق لكنه لا يشعر

مسروق العمر والأمل والمستقبل

سُجن سجنا متعدد الأسوار

سور أول - جميل رقيق

مطلي الجناب .. مرضي المساس

سور أنثي.....

يظن أنه هو الذي يدور حوله..

بيد أن سورها هو الذي يدور حوله

يحتويه ..ويسجنه..

سور جعل الحياة عنده امرأة

امرأة يسعي لرضاها ولن ترضي

امرأة يقضي العمر كله ليزيدها ...

لكنها دوما تقول هل من مزيد !! ..

هي الوطن .. هي الدين .. هي العمر كله

لها يموت ومن أجلها يحيا .. وعليها ولها يبعث

كما تحب هي .. لا كما يحب هو

فهو إما أن يقضي العمر باحثا عنها

أو يقضي العمر , منشغلا بها
هذا السجن..وهذاالسور..تحرر منه الرجال..فهذا الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف الصديق ولا أدري ما علاقة الصديقية والكرم بهذا النبي الفائق الجمال بالذات..فلبث عليه السلام في سجن الحجارة بضع سنين ..تحت الأرض وخلف أبواب الحديد..وبقبضة السجانة الغلاظ .. ومع المجرمين من كل شكل من أن يسجن سجن امرأة..امرأة بارعة في كل شيء عشقته إلي حد الجنون ..لكن يوسف عشق العفة..وكذلك فعل صاحب النبي..غسيل الملائكة..من أول ليلة مع امرأته.. وبعد لحظة من ذوق عسيلتها , فضل أن يتذوق لذة الإيمان ولذة اللقاء بالله تعالي!!..
تعددت النساء عند النبي ..لكنه ما حبس نفسه في سجنهن..بل كان يقوم الليل إلا قليلا ويخرج داعيا ومجاهدا..صابرا ومصابرا..ويظل الشهر أو يزيد معتكفا في جبل وعر..في وحدة قاتلة..لكنه في لذة أنس كاملة مع الله.حتي فجأه الوحي في غار..هذا الجبل ولا تزال ثورة شبابه في أوجها..لكن النفوس الكاملة لا ترضي بغير الحق بديلا..تتفقده عائشة في ليله..فتجده عند المقبرة أو قائم يصلي!! ..
أتعلم أيها المؤمن..أن من العلماء من لم يجد وقتا للمرأة..فانصرف عنها لعلمه.. وقال : لا يجتمع العلم وأفخاذ النساء!!..منهم الإمام النووي رحمه الله أكثرعلماء الأمة قبولا وعلما..ولمدة ألف عام يتصدر علماء الأمة جميعا..لم يكن لديه وقت حتي للأكل والنوم..فكان لمدة سنتين لم يضع جنبه علي أرض..وكان ينام علي كتبه يغلبه النوم وقتا..فإذا أفاق..قال : إنا لله..لقد أضعنا زمانا طويلا!!..
وللمرأة أيضا سجن من الرجل..سجن صنعته هي عم الإسلام بظلامه..عبدت سي السد حتي قالوا : هذا هو الإسلام الذي استعبد المرأة !..والحقيقة أنها هي التي استعبدت نفسها لغير الله وألصقت بيديها تهمة للإسلام لابد أن تزيلها هي.وأن تجعل سيدها وولي نعمتها واحد هوالله سبحانه..دون الإساءة للآخر أو استعباده.. ألا فليحطم كل منهما هذا السور
فالحرية أغلي الكنوز...

وهناك أسوار وأسوار..

المال..التفاخر..العيلة..الأولاد..المناصب..الشهرة.. الدنيا كلها..فهي سجن..لا يفلت منها إلا من اخترق أسوارها وثقب بنور إيمانه جدرانها..وياللعجب.. أصحاب الكهف كانوا مستشارين وقادة وأثرياء ضحوا بها ودقوا هذا السور..وذاقوا التعذيب..ثم فروا إلي الله..ولما احتواهم كهف مئات السنين..عادت لهم الدنيا وقد ظنوا أنهم نجوا منها وأفلتوا.. تتهيأ لهم ثانية..و الناس يقدسونهم..وتعرض عليهم المناصب والهدايا والكنوز..لكنهم يقولون : منها كان الفرار فهي سجن تحررنا منه..فدعوا ربهم بالعودة إليه فعادوا إليه بعد يوم واحد من يقظتهم..!!

ملحوظة ...
لا يعني هذا الكلام ترك الدنيا وترك عمارتها والتزود منها للعاجل والآجل والمعاد لكنها كلمة تحررنا من أسوار لا تليق بمن أراد الآخرة وسعي لها سعيها..
فلنتأمل هذه الآية قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق