الخميس، 11 نوفمبر 2010

أنت من أعني : لا عذر

نعم أنت..
أنت من أعني
أنت يا منتحرا لم يجد أطيب وألذ من الفناء
مضيت قبل أن توجد , وذهبت ولم تأت بعد
لم تأت الحياة بعد وأنت في العقد الثالث
أو الثاني أو الرابع أو الخامس أو السادس!!
سكبت عمرك في وحل العطب
أنفاسك دثرتها بغطاء الأمل
وليته غطاء أمل يدفئك فتحلم فيه بحوراتك المطهرات
وجناتك المنعمات ووديانك الممهدات وجواهرك المرصعات
لكنه سراب أرعدك وكابوس أزعجك
بل لم يزعجك! , بل كابوس اعتدته فما عاد يزعجك

ضجيج الحياة حولك وأنت لا تسمع
ضياء الشمس عم الكون فأبيته وما تفتح عينك إلا في ظلام
ثورة الحياة في جسدك كمنت , فحكمت عليها بالسجن أو الإعدام
سجنت بناتنا الأبكار في قفص العنوسة انتظارا لك وعودة الحياة إليك
فقأت عين حيائهن وصبرهن وسترهن باستسلام قلبك للبيات
أبيت إلا أن تكون من المستضعفين الذين قال لهم رب البريات
ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها
ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة
جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه
الرزق ينزل وفي كل يوم
وأنت ويحك أين؟
الرزق كالمطر ويحك
يصيب كل شيء وكل مكان أفلا تعرضت له
لماذا قبلت أعير الأسماء وأحقر الصفات؟
رضيت باسم العاطل
وقبلت أن تكون باطلا في زمرة أهل البطالة
قبلت أن تأخذ ولم تفكر كيف تعطي
قبلت أن تكون يدك السفلي ولم تستح من سفالتها
قبلت أن تكون عالة وعبئا ثقيلا علي ذويك وأمتك
كل ذلك ليس عيبا عندك
فقبلُ قد قبلت الفناء
أبيت قبلة النبوة علي يديك لو رسمت عليها علامات العمل

أطيار السماء , ودواب الأرض فوقها وتحتها , كلها أبت إلاالسعي
توكلت بالحق وعلي الحق اعتمدت وخرجت في بكورها
وعادت ممتلئة البطون شاكرة للمنان فضله
النمل تحت الصخور والنحل في خلاياه يبنون الحياة
يبذلون الجهد الجهيد وربما الحياة نفسها لتعيش أممهم
وتدوم أجناسهم
وأنت لم تكن ولم تحرص علي فطرة البقاء
فطرة "من لم يعمل ويجتهد" لا يأكل!!
فمادمت تأكل وتشرب وتلبس وتركب وتتنعم وأنت لا تعمل
فكيف توجد فيك فطرة البقاء التي تذوقتها الحشرات!!

رجل سأل الناس
أغضب سؤاله النبي عليه الصلاة والسلام‏وعن ‏ ‏أنس بن مالك ‏
أن رجلا من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏أتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى ‏ ‏حلس ‏ ‏نلبس بعضه ونبسط بعضه ‏ ‏وقعب ‏ ‏نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما قال فأتاه بهما فأخذهما رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بيده وقال من يشتري هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم مرتين ‏ ‏أو ثلاثا ‏ ‏قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما ‏ ‏فانبذه ‏ ‏إلى أهلك واشتر بالآخر ‏ ‏قدوما ‏ ‏فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عودا بيده ثم قال له اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هذا خير لك من أن تجيء المسألة ‏ ‏نكتة ‏ ‏في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر ‏ ‏مدقع ‏ ‏أو لذي ‏ ‏غرم ‏ ‏مفظع ‏ ‏أو لذي دم موجع ‏
‏وعن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لأن ‏ ‏يغدو ‏ ‏أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك فإن ‏ ‏اليد العليا ‏ ‏أفضل من ‏ ‏اليد السفلى ‏ ‏وابدأ بمن ‏ ‏تعول.

أما سمعت!
إن كان ذلك التوجيه الإسلامي النبوي لا يحملك علي أن تتحرك وأنت تملك ذلك
فغر من الأمم حولنا فلا أحد ينتظر , في أي مجال يعمل بل ينافس . بل ولا يكتفي بالعمل بل يسعي لتسلق الجبال الوعرة والقفز من الطائرات والتسجيل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية!
فما الذي يجعل شابا يعبر المحيط الهادي علي قارب بمجدافين فيلاقي الأهوال لكي يصل إلي الشاطيء الآخر في تسعة أشهروحيدا فتقابله حاملات النفط وهي لا تراه وهونائم و يقفز عليه حوت يفاجئه في ليله أو نهاؤه ؟!
وما الذي يجعل هذا العجوز يقفز من طائرة علي ارتفاع آلاف الأقدام؟! وما الذي يجعل هذا الشاب يخرج من غلاف الأرض ليقفز قفزة قد تكون فيها نهاية حياته
لكنه أراد ان ينفع رواد الفضاء إذا قفزوا لطاريء؟!
إنها عزائم من حديد هناك
وعزائم من ورق هنا
ونحن لا نريدك أن تحطم أرقام جينيس لكننا نريد أن تحطم قيودك وأغلالك وأنت تسابق الطير والنمل لا البشر
نريدك أن تحس بأهلك وبلدك وأمتك , نريدك أن تعيش الحياة التي أولانا بها الله وهي فرصة واحدة لا تتكرر.
لا عذر والله لك لا عذر لك أيها العاطل علي بطالتك
لا عذر لك
هذا هو الرسول الكريم قد جمع الحطب ورعي الغنم وعلي الإمام عمل أجيرا عند مستأجر وهذا نوح عمل نجارا وداوود عمل حدادا وهذا سلمان
عمل بتأبير النخيل وغيرهم كثير.
"ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش
قلبلا ما تشكرون "
لا تتحجج بعدم وجود فرصة أو بتضييق البشر أفرادا وحكومات لا تتحجج بالروتين والتعقيدات لا لا.
وإذا أراد شعب أن يعيش الحياة فلا بد وأن يستجيب القدر
اللهم بلغت اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق