الجمعة، 6 يناير 2012

اعترافا بحقهم


 
اعترافا بحقهم .. وإقرارا لفضلهم
بعد الله تعالي ..
أحد شيوخي الأجلاء .. الذين تربيت وتعلمت علي يديهم .. رحمه الله
إنه .. الدكتور محمد المسير 
واحد من العلماء الموسوعيين الذين يتسمون بشمولية النظرة 

والإطلاع الواسع والإلمام 
بالمعارف على مختلف ألوانها الشرق الأوسط

واتسم د. المسير بالجرأة في الحق 
والدفاع عنه مهما كان الثمن، ولم يخرجه اختلافه 

مع الآخرين عن عفة لسانه، فلم 
يتطاول على المخالفين له في الرأي، ومن أبرزهم 

الشيخ طنطاوي، منذ أن أفتى –حين كان 
المفتي- بأن فوائد البنوك حلال، وهو ما 

عارضه بشدة د. المسير وعلماء آخرون.
كما اختلف د. المسير مع الدكتور محمود زقزوق، وزير الأوقاف، بسبب دعوة الأخير 
إلى توحيد الأذان، إذ اعتبر الراحل أن ذلك يمثل تعطيلا لشعيرة إسلامية لها ثواب
عظيم؛ لأن صوت المؤذن عبر الأجهزة الحديثة المستخدمة في الأذان الموحد لا يُعد
أذانًا، وإنما هو صدى صوت ونقل لذبذبات صوتية لا تغني عن الأذان المباشر في كل 
مسجد، مضيفا أنه على الوزارة أن تبحث عن الأصوات الندية لرفع الأذان في المساجد، 
بدلا من الأذان الموحد.

مولده :
ولد الدكتور المسير سنة 1948م في بيت أزهري، وورث 
العلم أبا عن جد، وكان 
ميلاده بكفر طبلوها من أعمال محافظة المنوفية، مركز تلا ..

نبوغه المبكر:
كان العلامة المسير من كبار علماء الأزهر، حيث ظهر نبوغه 
مبكرًا، فكان الأول في 
الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول 
الدين وتخرج فيه 
عام 1973 وحصل علي الدكتوراه عام 1978تخصص العقيدة، حتى وصل إلى
درجة الأستاذية، وتسابقت عليه الجامعات للتدريس فيها.
وعمل د. المسير أستاذًا للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى السعودية، ما بين 
عامي 1993- 1998، بعد أن عمل رئيسًا لقسم اللغة 
العربية والدراسات الإسلامية في 
كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في المدينة
 
المنورة لمدة أربع سنوات بداية من عام 1983.

وشارك د. المسير في عشرات المؤتمرات داخل مصر وخارجها بأبحاث كان 
بعضها
 
نواة لكتب عالج فيها القضايا المطروحة على الساحة في حينها، وتجاوزت مؤلفاته 
أربعين مصنفاً رزق القبول من العدو قبل الصديق.

ثناء العلماء عليه:
"كتب الأستاذ عاطف العراقي:" تحت عنوان:
علماء الأزهر في تأبين المسير: " عالم بن عالم"..عرف قدره فاحترمه الناس
فقدت الأمة الإسلامية عالماً ومفكراً إسلامياً لم يتوقف عطاؤه علي قاعات الدرس 
والبحث فقط وإنما امتد إلي أرض الواقع فكان عالماً وداعية لا يضن بوقته أو علمه لا 
يحجم عن الإدلاء بحكم الدين إذا سئل دون أن يحسب الحسابات والتوازنات كما يفعل 
البعض لذا ترك في حياتنا الفكرية والدعوية فراغاً كبيراً.

انه المفكر الإسلامي الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة 
والفلسفة بكلية 
أصول الدين بجامعة الأزهر.
والراحل كان أستاذه الأول والده 
الدكتور سيد أحمد المسير الأستاذ بكلية أصول الدين
 
أيضاً وقد لازمه ابنه حتي في 
قاعات الدرس يتابعه في حواراته ومناقشاته وآرائه فأخذ

عنه علمه وأدبه وورث منه وقار العلماء وهيبة الدعاة وتعلم منه احترام الرأي الآخر
والاستماع إليه ومناقشته دون الصراع معه كما يقول الدكتور:

محمد عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر 
وصديق الراحل حيث بدأت صداقتهما منذ 
كان الدكتور المسير بالمرحلة الثانوية وكان 
والده يشرف علي رسالة الماجستير للدكتور 
البري .
وكان الدكتور المسير يتولي 
قراءة الرسالة لوالده حتي لا يضيع وقت الدكتور البري 
ويتفرغ للبحث وإكمالها وهو أمر 
منحه ثقافة واسعة وقدره علي البحث في وقت مبكر
كما تعلم من والده فن التقييم.

وأضاف الدكتور البري أن غياب الدكتور المسير بمثابة خسارة كبيرة للحياة 
العلمية 
والاجتماعية فقد وقف أمام كل ما يضر بالعملية التعليمية بالجامعة وكذلك كان 
واضحاً في 
قضايا كثيرة.

ـ أما الدكتور محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة 
الأزهر والرئيس العام للجمعية 
الشرعية فيصف الراحل بأنه رجل المواقف وقد كان معه 
عضو في الجمعية الشرعية 
ويذكر من مواقفه الجريئة اعتراض علي بعض مواد قانون الطفل 
لأنها تمثل انتهاكاً 
واضحاً للحدود الشرعية وتساعد علي النفخ الأسري بل الخروج علي 
أحكام الإسلام 
وقال كلمته في وقت آثر فيه الجميع السلام وابتعدوا عن الرد لحسابات 
تخص كل واحد 
إلا أنه لم يشتر أحداً بسخط الله.

وقال: إن الدكتور المسير انتقد 
اتفاقية اليداوا التي تتبناها لجنة المرأة بالأمم المتحدة 
وتحرص علي فرض بنودها علي 
كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية وتدعي أن هدفها 

القضاء علي العنصرية ضد المرأة وهي في الحقيقة تتنافي مع أحكام الشريعة الإسلامية 
الصحيحة التي تؤكد علي الطابع الإنساني حتي تتكامل الحياة ولا تتعارض وكذلك نقده 
لنصوص اتفاقيات حقوق الطفل وغير ذلك من المواقف التي تثبت أننا قد خسرنا 
مناضلاً شريفاً ترك من بعده من يهرفون بما لا يعرفون.

ـ أما الدكتور عبد الرحمن عميرة الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة 
الأزهر فقال: إنه 
شاهد بنفسه موقفاً للدكتور المسير يقف بين تلامذته يستمع إليهم 
ولا ينصرف حتي 
ينصرفوا جميعاً بل كان الطلاب يطلبون منه كتابه فيأمر صاحب المكتبة 
أن يمنح أي 
طالب كتابه إذا ذكر انه ليس معه ثمنه وله ولد اسمه حذيفة إذا نظرت إليه 
تذكرت جده 
الراحل د. سيد أحمد المسير عليه رحمة الله.

أضاف إن الراحل ممن نبهوا إلي أن الأزهر يعيش مرحلة الجهاد في الوقت الذي 
تتكاتف التيارات لضرب الإسلام في مقتل وكان ـ ـ يعتني بالطلاب الوافدين حتي لو 
استلزم الأمر الإنفاق عليهم من ماله الخاص باعتبار أن هؤلاء من وجهة نظره حائط 
الصد ضد الاحتراق الغربي للأزهر ومؤسساته.

ـ ويقول الدكتور محمد زناتي عميد كلية الدراسات الإسلامية 
والعربية إن الراحل 
استطيع أن أصفه بأنه صاحب الحضور الطاغي سواء في مواقفه أو في 
ساحات العلم 
والرأي والإعلام دون غلو أو تعصب.
رحم الله عالمنا الجليل وأسكنه فسيح جناته وأحسن عزائنا و عزائكم في وفاة العالم 
الجليل الشيخ محمد 
المسير"


من أعماله العلمية:
أثرى الأستاذ الدكتور محمد المسير بشكل بارز 
المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب 
والمؤلفات الدينية كما شارك في العديد من 
البرامج الإذاعية والتليفزيونية .

ومن أهم ما كتب:
كتاب: الروح نشر دار 
المعارف ، وقد نلت شرف مناولته إيا ي إهداء عندما كان 

يدرسني في مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر في دورة تدريبية وعظية ، إبان توظيفي 
في إعلام الأزهر الديني سنة 1987م.

ومن أبرز مؤلفاته التي تزيد على الأربعين:
2ـ كتاب «الرسالة والرسل في العقيدة الإسلامية».

3ـ كتاب «المدخل لدراسة الأديان»
4-الإلهيات في العقيدة الإسلامية..5ـ وكتاب «قضية التكفير في الفكر الإسلامي»
6ـ وكتاب «الرسول في رمضان»، وكتاب «دراسات قرآنية»
7ـ وكتاب «محاولة لتطبيق الشريعة الإسلامية»، وكتاب «قضايا في الفكر الإسلامي».
8ـ الشفاعة في الإسلام..
9 ـ الرسول والوحي..
10ـ قيم أخلاقية من القران والسنة..
11ـ نحو دستور إسلامي ..
13ـ تيسير العقيدة بشرح الخريدة.. 
14ـ فتاوي العقيدة الإسلامية ..
15ـ عالم الغيب في العقيدة الإسلامية ..
16 ـ قضايا إنسانية في الفكر الديني والفلسفي..
17ـ مقدمة في دراسة الفرق الإسلامية
18ـ العبادات في الإسلام..
19 ـ السنة المطهرة..
20ـ الحوار بين الجماعات الإسلامية
21ـ في نور العقيدة الإسلامية ..
22ـ التمهيد في دراسة العقيدة الإسلامية ..
23ـ النبوة المحمدية دلائلها وخصائصها .
24 ـ عبادة الشيطان ( في البيان القرأني والتاريخ الانساني )
25 ـ زلزال الحادي عشر من سبتمبر وتوابعه الفكريه / تاليف محمد سيد احمد المسير
آخر مشاريعه الدعوية:
(يا أمة الإسلام عودوا إلى أخلاق النبي)
وكان الدكتور المسير قد أطلق حملة شعبية تدعو إلي الحياء في 
محاولة منه لمواجهة ظاهرة تردي الأوضاع الأخلاقية واختفاء صفة "الحياء" من 
الشارع العربي، لافتا النظر إلي أن كثيرا من الفتيات يقلدن بعض الفنانات اللائي 
يظهرن بشكل سافر علي الفضائيات العربية مما يدعو إلي الفجور، مما حدا لإطلاق
حملة مضادة تدعو إلي الحياء. .

وفاته ـ ـ :
توفي بمشفي المقاولين العرب ، يوم الأحد 2-11-2008 م، و خرجت الجنازة من
الجامع الأزهر، وشهدت حضورا كثيفا من علماء الأزهر، وعلى رأسهم الدكتور محمد
سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، أو من قياداته المباشرة في الجامعة، وعلى رأسهم الدكتور أحمد 
الطيب، رئيس الجامعة.ونوابه وعمداء الكليات، وقيادات دينية سابقة من بينها 

الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، والدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس 
السابق لجامعة الأزهر، ورؤساء الجمعيات الدينية في مصر، وعلى رأسها الجمعية
الشرعية، التي أصرَّت على نقل جثمان الراحل إلى مسقط رأسه بسيارتها كما شارك 
طلاب مصريون ومن المبعوثين للدراسة في الأزهر
والذين سجلوا حضورًا كثيفا على غير العادة، تقديرا لمكانة د. 
المسير في العالم الإسلامي، وليس في مصر فقط. رحمه الله


هناك تعليق واحد:

  1. رحمه الله رحمة واسعة
    وجزاك الله خيرا
    لكن أرجوا تصحيح أسماء مؤلفات الشيخ من هذا الرابط
    http://www.almosayar.net/book/book1/book1.html

    ردحذف