الأحد، 29 يناير 2012

الميزان


الميزان :

بائع الأقمشة عنده أثواب يبيعها .. كل ثوب عليه رقم يبين قياسه .. وقد تكون لصاقة الرقم خطأ ( النمرة غلط ) .. فتكون بذلك لاصقة كاذبة .. ( الثوب 7 متر .. واللاصقة مكتوب عليها 10 متر ) .. فما عليك إلا أن تأي بمتر فتقيس وتتأكد وتطمئن .. والميزان كذلك ما جُعل إلا لنتأكد من وزن ما نقتنيه .. ولا بد أن يكون الميزان صحيحا والمتر سليما ..

نحن نحتاج المتر والميزان لديننا لنعرف الصح من الغلط، والمقبول من المرفوض ، والحُكم الشرعي الصحيح من حُكم شرعي مغلوط .. فكما أن كل البضاعة الجيدة لا نتقبلها إلا بالميزان والمتر الصحيح .. فكذلك أغلي ما يقتنيه الإنسان لحمه ودمه وحياته وهو الدين والإيمان ... 

الفِرق الضالّة لهل أربع صفات: صِفة تعتمدُ الضعيف من المرويات وتؤلّهُ الأشخاص وتُخفف التكاليف وذاتُ نزعةٍ عدوانية .. ولن تجد في التاريخ الإسلامي فِرقة ضالّة إلا وهذهِ صِفاتُها " تأليهُ الأشخاص وتخفيف التكاليف واعتماد نصوص موضوعة أو ضعيفة وذات نزعة عدوانية ... المؤمن مُتّبع " اتبع لا تبتدع، اتضدع لا ترتفع ... الورع لا يتسّع "، دقق ... سيدنا الصدّيق ما طلعت شمسٌ على رجلٍ بعدَ نبيٍّ أفضلَ من أبي بكر ومع ذلك قال: " أيها الناس أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم فإن عصيتُهُ فلا طاعةَ لي عليكم " يعني أنا تحت الشرع وأنتم راقبوني إن كُنت على صواب اتبعوني وإن كنت على خطأ فلا تقبلوني..

حتي النبي نفسه عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام عنده ذلك الميزان : ( قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ... إن اتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلا نذير مبين ) ... وهذا تحذير شديد اللهجة لأكرم الخلق علي الله فما بال غيره من المبتدعين ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين )
قاعدة الميزان : ما سِوى النبي لا يُتبّع إلا بالدليل ... هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم ...

ولنا ثلاثة مصادر ... 1  ـ كلامُ اللهِ قطعيُّ الثبوت ( ثابت بالتواتر والوضوح ) ، ظنيُّ الدلالةِ ( كالقرء  هل هو وقت الحيض أم الطهر , والمسح بالرأس كله أو بعضه ) ... وقطعيُ الدلالة ( كحرمة السرقة ) ، 2 ـ كلامُ رسولِهِ ظنيُّ الثبوت وقطعيُّ الثبوت ظنيُّ الدلالة  وقطعي الدلالة يعني هناك متواتر وآحاد ، وهناك صحيح وحسن، وهناك ضعيف وموضوع ، فالأحاديث ليست في مستوى واحد .. الظني في الثبوت والدلالة فيه متسع للخلاف كما حدث بين الإيمة الاعلام  رحمهم الله 3 ـ والنص الثالث كُل نص لغير النبي عليه الصلاة والسلام  ، ( القياس والإجتهاد تبع ) فنحنُ عندنا في الحياة إنسان واحد نتّبِعُهُ من دون دليل وهو النبي فقط أما غيره فلكَ معهُ ثلاث مُهِمات: المهمة الأولى أن تتحققَ من صِحة النص " كما الحديث "، والثانية أن تفهمَ مُرادَ قائِلِهِ، أمّا الثالثة أن تقيسَهُ بالكتاب والسُنّة فإّن وافَقَهُ فاقبله وإن لم يوافِقهُ فاتركه وانتهى الأمر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق